شهوة الحكم المزمنة لدى تيار الإسلام السياسي (العربي) جرجرت المجتمعات العربية على الشوك العضوض فأدمت حياة الناس وأسهمت بعذابهم وأحالت نهارهم إلى ليل شديد الظلمة مذ تم إخراج تلك القوى الشيطانية من القمقم في عهد الرئيس الأميركي السابق أوباما ورعايته للجحيم العربي الذي أطلقوا عليه زورا وبهتانا اسم الربيع العربي.
وان كان من فائدة ترتجى من هذه التجربة القاسية فإنها تتجلى بإدراك الناس الحقيقة الإجرامية لجماعات الإسلام السياسي الساعية إلى دخول القصر الحاكم لا دخول جنة رب العالمين.
> > >
جرائمهم تتكرر وتتشابه لتؤكد وحدة المصدر.
فلم يرحموا بلدهم المحروسة مصر ولم يكظموا غيظهم من أجلها.
ولم يترددوا بوضع وطنهم الكويت وهو رهن الاحتلال في سوق المزايدة.
ولم يكتفوا بالتغيير في سورية بل سعوا إلى اغتصاب الحكم فيها.
ولم يحفظوا العهد الكريم في الإمارات.
وخانوا مواطنيهم في تونس.
ومزقوا بلادهم في ليبيا حتى احترقت أوراقهم في النار التي أشعلوها في أوطانهم بعد أن أدرك المسلمون العرب ان الله محبة ويسمعنا عند السجود على سجادة الصلاة لا في لعلعة البيانات السياسية او في نار البارود وقهر الناس بحجة الدين.
> > >
أختم بالإشارة إلى «سيف الإسلام» نجل الطاغية الليبي معمر القذافي الذي قرر خوض الانتخابات الرئاسية في بلاده، فبعد أن طردته الدبابة يعود عبر صناديق الانتخابات، وفي مقدمة برنامجه الانتخابي (حماية الحريات العامة والخاصة، والقضاء على الإرهاب وتجفيف منابعه واستعادة مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية) وجميعها نتائج شائهة نجمت عن شهوة الحكم الملعونة لدى الإسلام السياسي الذي ما وجد في أرض حتى قلب عاليها أسفلها، وبدل استقرارها إلى فوضى وأمنها إلى خوف.
أسوق هذا المثال الليبي من دولة اكتوت بنار الإسلام السياسي لا من دول الترف الفكري.
والله المستعان.
www.salahsayer.com
salah_sayer@