اتسمت السياسة الأميركية الخارجية (الانسحابية) في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما بالغموض، وربما الارتباك في أكثر من موقع على خارطة العالم خاصة في غرب اسيا وشرقها. وذلك أمر طبيعي ناتج عن رؤية (عقيدة اوباما) التي لا تتوافق مع حقيقة وطبيعة دولة بحجم وأهمية الدولة الأعظم التي يتسنم رئاستها. وقد استمرت هذه الفترة المرتبكة أو الغامضة لمدة 8 سنوات طيلة بقاء السيد اوباما في منصبه الرئاسي، وقت كان يشرف على تلك الرؤية وزير خارجيته «جون كيري» وقبله «هيلاري كلينتون» المؤمنة بنظرية (القوة الذكية) التي ثبت فشلها الذريع.
> > >
اليوم اختلفت الأحوال وكف الأسد الأميركي عن المواء وعاد إلى الزئير ثانية، بما يليق بحقيقة وطبيعة الأسد الهصور (ملك الغابة) بعد أن طارت (الحمامة السمراء) عن البيت الأبيض وحط مكانها (الصقر الأصهب) فسارعت كوريا الشمالية إلى تفكيك مواقعها النووية. وأخذت البشرية تعيد حساباتها، خاصة الصين (التي تتهمها أميركا بأكبر عملية سطو في العالم) وما ان أعلن الرئيس دونالد ترامب عن انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران حتى بدأت الشركات الاوروبية العملاقة بالانسحاب من السوق الإيرانية كي لا تطولها العقوبات الاقتصادية الأميركية.
> > >
بعد ان تأكد لأميركا والعالم بأسره تزايد تدخل إيران في شؤون المنطقة قرر الرئيس ترامب الانسحاب من (مهزلة) الاتفاق النووي وأعلن وزير الخارجية الأميركية الجديد «مايك بومبيو» الاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران وتوعدها (بالعقوبات الأكثر قسوة في التاريخ) وذلك اعلان واضح عن عزم الولايات المتحدة الأميركية على استعادة زمام المبادرة وفرض سياسة cash and carry (ادفع وتسلم) والتوقف عن بيع الاوهام والوعود التي كانت تروج لها نظرية القوة الذكية، سيئة الذكر. فالمواقف ينبغي ان تكون واضحة ومسؤولة وأن يتحمل الجميع كلفة مواقفهم واعمالهم بما فيهم دول اوروبا.. القارة العجوز.
www.salahsayer.com
salah_sayer@