كاد يطير من الفرح عندما تحررت بلاده الكويت من الغزو العراقي على يد قوات (التحالف الدولي) لتحرير الكويت وعودة الشرعية إليها بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ومشاركة المملكة المتحدة والإمارات وباكستان والمغرب وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا والدنمارك والسعودية واليونان والنيجر وقطر وبنغلاديش والبحرين واستراليا وسورية والسنغال وپولندا وكوريا الجنوبية ومصر وإسبانيا والبحرين وكندا وهولندا والنيجر وفرنسا والمغرب ونيوزيلندا وإيطاليا وتركيا واليابان وعمان والنرويج والفلبين وألمانيا والبرتغال والأرجنتين!
****
وبعد أن هبّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بجنوده البواسل لقيادة «التحالف العربي» في عاصفة الحزم من أجل استعادة الشرعية في اليمن ودحر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران أبدى برمه وامتعاضه وانزعاجه من فرحة الناس العرب بالتطورات العسكرية الجارية في منطقة الحديدة وغيرها من المناطق اليمنية. فكتب في «تويتر» متهكما «أي تحرير هذا الذي تتحدثون عنه؟ والعمليات العسكرية في اليمن يشارك فيها جنود من السودان» (!!) فهو يقبل بمشاركة أكثر من ثلاثين دولة في تحرير بلاده ويرفض مشاركة جنود عرب سودانيين في تحرر أرض عربية؟ عجبي.
****
ناس منزوعة المبدأ. لا نظرية ثابتة لها ولا مقياس أو معيار واحد. يدور ميزانها حيث المصالح أو المذاهب أو السياسات تدور. صدام حسين طاغية وبشار الأسد من فصيلة «ملائكة الرحمة».. «داعش» فرقة إجرامية والحوثيون يقطرون وطنية. الهزة الأرضية في بلادنا امتحان رباني وفي بلاد أخرى لا تعجبنا سياساتها عقوبة من رب العالمين.
والغرب غرب وقد يصبح شرقا، والشرق شرق وقد يمسي غربا. فالخير والشر والأخلاق في ذهنية البعض تقبل «الفوتوشوب» وعمليات المونتاج والقص واللزق والتعديل.
فالحق في منهجهم يعرف بقائله. فإذا كان القائل من الربع والأصحاب و«من بني عمنا أو من مذهبنا» كان قوله حقا لا يأتيه الباطل.
www.salahsayer.com
salah_sayer@