حار العالم في حقيقة الموقف الأميركي جراء ما يجري في مصر في ذروة الانتفاضات الشعبية العارمة عام 2011 خاصة بعد ان حث الرئيس الأميركي باراك اوباما النظام المصري على الشروع في الانتقال السلمي (الآن) وحين تكاثرت الاسئلة والتفاسير عقد المتحدث باسم البيت الابيض مؤتمرا صحافيا أطلق فيه عبارته الشهيرة «الآن تعني الأمس» فكانت بداية للتغيرات التي حدثت في مصر حيث لم يحتج الرئيس الأميركي مخاطبة الپنتاغون والطلب منهم تحريك حاملات الطائرات إلى قناة السويس للضغط على النظام في مصر. وكفى الله المؤمنين شر الضغوط.
***
صحيح ان «كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر» حسب اغنية «جورج وسوف» لكن ينبغي التفرقة بين الناس. ذلك ان بعض الناس كلامهم يقدم ويؤخر ويؤثر ويغير ويدمر. فقبل فحص العبارة يجب معرفة قائلها، من يكون ومدى قوته وموقعه وصدقيته؟ ففي المثال السابق كان صاحب عبارة «الآن تعني الأمس» هو «روبرت جيبس» المتحدث باسم البيت الأبيض، لهذا أدرك الناس قوة الكلام. ولو كان المتحدث باسم احدى دول (جمهوريات الموز) لما كان له الاثر ذاته. وقديما قال الشاعر جرير:
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا.. أبشر بطول سلامة يا مربع
***
في جميع أصقاع الأرض يخرج إلى الناس كل يوم آلاف المحللين الاقتصاديين الذين يحاضرون ويتحدثون ويكتبون عن الاقتصاد في تركيا، فلا يترك حديثهم اثرا على سطح الواقع المعيش حتى اطلق رئيس الولايات المتحدة الأميركية، قبل أيام، تغريدته الشهيرة عن زيادة الرسوم على الألمنيوم والصلب المستورد من تركيا فانهارت الليرة التركية خلال ساعات قليلة في دولة يصف حكامها اقتصاد بلادهم بأنه (معجزة اقتصادية)! وشاهد العالم بأسره انهيار العملة دون حصار اقتصادي أو عقد مؤتمرات لوزراء الاقتصاد أو وزراء الحربية. تكفي تغريدة.. وبس.
www.salahsayer.com
salah_sayer@