الوقاية من المرض خير من ألف علاج، وما ينطبق على الجسد البشري ينطبق على المجتمع البشري، فليس من الحكمة التراخي امام الاعراض المستجدة التي بدأت تطفح على المجتمع المتآخي، والاتكاء على مقولة «ماكو الا الخير» كما ليس من الفطنة الاكتفاء بوسائل الوقاية البدائية، ذلك ان مكافحة امراض العصر تستدعي علاجات ذكية وحديثة.
اولى خطوات الوقاية الوطنية اصدار تشريعات ترمي الى تحصين المجتمع من خطورة تمزيق النسيج الاجتماعي الواحد، وأعني القوانين التي تجرم الدعوة للكراهية او التحيز العنصري، ذلك «ان الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» (حديث شريف) فالقوانين الصارمة تمكن الأذرع الحكومية من استعادة هيبة الدولة التي من «واجباتها» ممارسة العنف القانوني.
ثانية خطوات الوقاية تتجلى في بناء استراتيجية تسعى الى تحديث مفهوم المواطنة، واعادة تعريف المواطن الصالح، وحث الوجدان الجمعي على التخلص مما تبقى فيه من موروثات وأوهام عصبوية، باعتبار ان «المواطنة» هي الشكل الحصري للولاء للدولة، فلا قبلها ولا بعدها ولاء، بصرف النظر عن الانتماءات الاجتماعية او المذهبية او نحوها.
أخلص الى استراتيجية وطنية تستدعي تفعيل الأذرع الحكومية التعليمية والإعلامية والدينية وسواها، والكف عن اي ممارسات ساذجة تعوق انجاز مهمة الوقاية الوطنية.
mailto:www.salahsayer.com