شغف الشعر العربي بجسد المرأة فوصف عيونها وشعرها ورموشها وخدودها وأردافها وخصرها وسائر تفاصيلها، فمذ كان الشعر لدى العرب وهو يعكس الفحولة الذكورية في المجتمعات العربية التي لا ترى في المرأة أكثر مما يراه عمر بن أبي ربيعة بقوله:
لها من الريم عيناه ولفتته
ونجوة السابق المختال إذ صهلا
فالمرأة ظبي يتلفت أو حصان يصهل.
يتفنن الشاعر العربي في رسم تفاصيل الجسد الأنثوي، فالشاعر كعب بن زهير يقول:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يُشتكى قصر منها ولا طول
ويضيف ديك الجن بقوله:
وتمايلت فضحكتُ من أردافها عجبا
ويصف أمين نخلة الفم بقوله: «أنا لا أصدق أن هذا الأحمر المشقوق فم بل وردة حمراء من لحم ودم» أما ساقا المرأة فهما لدى نزار قباني «مزرعتان للفل» أو «شلالان من ذهب».
وصف الشاعر العربي المرأة أو شبه قوامها بالخيزران والرمح كما شبه بقية تفاصيلها بالرمان والدر والزمرد والحرير والأقحوان والقرنفل والياسمين، كما شبه المرأة بالبقرة والناقة والفرس والنعامة والظبي، فالشعر «ديوان العرب» وخير معبّر عن رؤيتهم للمرأة.
www.salahsayer.com