من الجيد متابعة أخبار دول مجلس التعاون الخليجي باستمرار، من اجتماعات وملتقيات شهرية والنشاط الدوري لوزراء الخارجية الخليجيين ووزراء الدفاع ولجان التنمية في المجلس، والمؤتمرات والقمم التي تشارك فيها دولنا الخليجية، والإشادة العالمية بدور مجلس التعاون الخليجي على مستوى القضايا العربية والدولية أمر مشهود، لاسيما والجهود التي تبذل من هذا الكيان الخليجي «الحصن الحصين».
مؤخرا، اختتمت دول مجلس التعاون الخليجي جلسة «التعاون الرقمي بين دول مجلس التعاون الخليجي» في سلطنة عمان. وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي معالي جاسم محمد البديوي قد اجتمع وسفيرة الأمم المتحدة للتعاون الرقمي الأستاذة ديمة اليحيى فبراير الماضي، ونتج عن الجلسات الكشف عن فجوة المهارات الرقمية لدى فئة الشباب، والحقوق الرقمية والملكية الفكرية، والمعلومات المضللة على الإنترنت، والحوافز الضريبية والمالية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، والشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير الاقتصاد الرقمي، والمرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وفق ما نشر على صفحات الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي.
ومنذ يومين جاءت الكلمة بجلسة «التعاون الرقمي للتعاون الخليجي» في مسقط تأكيدا على ما حققته الدول من مؤشرات عالية للحكومات الرقمية بين دول مجلس التعاون، في أحدث الدراسات الصادرة عن الأمم المتحدة، وتصدر مدينتي الرياض ودبي المؤشرات العالمية للمدن عبر «الإنترنت».
ونرجع الفضل بذلك، بعد الله، في هذا التطور والتقدم والصدارة، إلى التخطيط والتنسيق والعمل المستمر بين دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمات العالمية، لاسيما أن جهود الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د.جاسم البديوي واضحة، وذلك منذ توليه المنصب يناير العام الماضي، ويرجع ذلك إلى تاريخه الديبلوماسي العريق وعلاقاته الوطيدة والمستمرة بالمنظمات الدولية على اختلاف الأصعدة السياسية والاقتصادية وغيرها.
ولعلي أوجز باختصار بعضا من سيرته الذاتية العامرة، ففي أغسطس 2022 الى 2023 عين سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية، سبقها في أكتوبر 2017 - 2022 تعيينه سفيرا غير مقيم لدى دوقية لوكسمبورغ الكبرى، وكان قد ترأس في فبراير 2017 - 2022 بعثة الكويت لدى الاتحاد الأوروبي، وفي ديسمبر 2016 - 2022 عين رئيسا لبعثة الكويت لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وفي نوفمبر 2016 - 2022 تم تعيينه سفيرا للكويت لدى مملكة بلجيكا، كما تم تعيينه سفيرا لدى جمهورية كوريا ونائب رئيس بعثة سفارة الكويت لدى الولايات المتحدة الأميركية، وترقيته لدرجة مستشار خلال الخدمة في الكويت لدى النمسا والبعثة الدائمة للكويت لدى الأمم المتحدة، ومنذ تسعينيات القرن والأمين العام لدول مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي يشغل المناصب الديبلوماسية، كان سفيرا من عام 1993-1997 لدي اليابان سبقها انضمامه لوزارة الخارجية برتبة ملحق ديبلوماسي بمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية بالكويت عام1992-1993، وقد منح جائزة أفضل سفير من كوريا عام 2014.
وفي الحقيقة، لعلي أرى أن جهود دول مجلس التعاون الخليجي تنهض بمسؤولياتها وبتصدر المؤشرات العالمية بفضل الجهود المبذولة من الخبرات الخليجية العالية ذات التاريخ الطويل في العمل على مستوى المنظمات السياسية والديبلوماسية والخبرات في المجالات الأخرى.
اليوم، نتخذ من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي قدوة وطنية خليجية كفؤة نفخر بها، وأدعو الشباب الكويتي إلى أن يتطلع إليها، وإلى مزيد من القامات والمؤشرات الخليجية المتصدرة.
[email protected]