شاعرنا الكبير المرحوم منصور الخرقاوي «طيب الله ثراه»، تغنى بالقصيد الجميل الرائع وفي عام 1373هـ قال هذه الأبيات التي ظلت «حبيسة» بين قصائده وشعرهُ الراقي الذي يتغزل فيه بقرية «النقرة» مرتع أهل الكويت أيام زمان والتي سكنها أغلب عوائل مدينة الكويت وأحيائها القديمة من الشرق وجبلة والمرقاب! وتقول أبيات القصيدة الجميلة التي حُبست 65 سنة ونبشها أحد الأصدقاء المغرمين بفن وشعر منصور الخرقاوي - رحمه الله - أكشفها اليوم إن سمح لي الصديق العزيز «بوعبدالله التناك» الذي أعاد الحياة لهذه القصيدة الجميلة ولأنني من رعايا وأهل النقرة وترعرعت فيها وفي منازلها الفسيحة الجميلة والتي تربطني بها علاقة وثيقة مع أصدقاء الطفولة والصبا والشباب، مازالت حتى اليوم مستمرة هذه العلاقة الحميمة حتى أتذكر مَنْ غاب عنا منهم -إلى رحمة الله - ومَنْ لانزال نتواصل معه حتى اليوم.
«النقرة» ذكريات الطفولة التي لم يتبق منها اليوم إلا بعض الأطلال، وبحمد الله أنا حتى اليوم أذهب لزيارة «سدرة» بيتنا «بالنقرة» التي ظلت شامخة يتظلل بها الناس حتى يومنا هذا والحمد لله.
وتقول قصيدة العم المرحوم منصور الخرقاوي - رحمه الله:
سلمولي على «النقرة» أهلها جميع..
وكل من جاور الغالي عزيز معاه
آه يا قلبي المجروح ليتك تطيع..
وين تبرى من اللي يلبسون العباة
هايف القد والخصرين زوله بديع..
كن خده قمر خمسة عشر في سماه
يدري أنه مقامه بالضماير رفيع
يوم ينكف على قصده يبين غلاه
يا هل الحب ما لي عند خلي شفيع
كود صبري على فرقاه والا رضاه
الهوى والولع يا هل المحبة شنيع
دلوني عن المضنون قلبي معاه
أتصبر على الأيام صبر الوجيع..
من تحاقر ضعيف ياخذ الله قضاه!
هذه الأبيات الجميلة الرائعة التي قالها شاعرنا الكبير الخرقاوي عام 1952 - 1953 تقريبا ظلت حبيسة حتى نبشها «بوعبدالله التناك» وأزاح عنها الستار غابت عن أهل الفن وكل الملحنين 65 عاما! وين الوتر اللي «يدندن» بالفن «اللعبوني» عن هذه الأبيات حتى يعيد الحياة للنقرة وأهلها جميع! وتسلم يا بوعبدالله التناك على هذه الهدية الرائعة الجميلة.. أدامك الله.