قبل عامين رحل المغفور له بإذن الله د.عبدالرحمن السميط والذي نحسبه من الذين عملوا بإخلاص واجتهدوا في الدعوة إلى الله- عز وجل-، رجل رحل بصمت، ولكن ما زال الناس يدعون له بالرحمة ويذكرون مآثره وأعماله حتى اليوم، فما تركه السميط من صورة ذهنية في عقولنا بعد توفيق الله هو أنه رمز العمل الخيري في أفريقيا.
تذكرت المغفور له د. عبدالرحمن السميط خلال الأسبوع الماضي، عندما امتلأ التايم لاين في «تويتر»، بالدعاء وذكر مآثر مجموعة نحسبهم من الصالحين. هم إبراهيم الدعيج ثم خالد الزير وأخيرا احمد الفيلكاوي. أسأل الله لهم الرحمة جميعا وجعل الفردوس الأعلى مثواهم وسكنا لهم.
في الواقع لم أكن اعرف أيا منهم في حياته ولكن ما قرأته من ذكر لمحاسنهم عرفت اخلاقهم وافضالهم، وما تركوه من سمعة شهدت لهم بعد وفاتهم، وارث طيب ورثوه لأبنائهم، وذكرى طيبة طبعوها في ذاكرة أحبابهم.
ولعل المتأمل لهذا المشهد، ومشاهد الوفيات من حولنا، يجعله يتفكر ويتساءل عن الانطباع الذي يريد أن يتركه لدى الناس بعد الرحيل؟ وكيف سيترك له بصمة في حياة من حوله؟ وما المآثر التي سيتداولها الناس بعد وفاته؟ وهل سيمتلئ «تويتر» و«الواتساب» بالدعاء له بعد ان يترك هذه الدنيا؟ هل سيتنافس المحبون لإقامة مشاريع خيرية له بعد وداعه لهم؟ أم سيكون مجرد خبر وبعد ثلاثة أيام فقط يكون نسيا منسيا؟!
يجب أن نعلم ونتيقن بأن القبول عند الناس يكون بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، فإذا أحب الله عبدا انزل له القبول في قلوب عباده، فكلما كان الإنسان قريبا من الله- سبحانه وتعالى، مخلصا في طاعته، كلما كان له قبول في قلوب الآخرين.
لذلك السؤال الذي يتبادر الى الذهن، ما الذي تود تركه من صورة ذهنية عند الآخرين؟ يجب ان تبدأ بالعمل به من الآن، فصناعة صورة ذهنية لك عند الآخرين تحتاج الى جهد واجتهاد وعمل لفترة طويلة من الزمن، حتى تترك هذا الانطباع عند الآخرين. فحقيقة الانسان وما يتركه، يظهر في وفاء الناس له بعد وفاته وليس خلال حياته.
ولعل مع اقترابنا لشهر رمضان المبارك، هناك فرصة لتجديد وإخلاص النية لصيام وقيام شهر رمضان، ولنعتبر ولنستعد للرحيل، بالأعمال الصالحة، وبالقرب من الله.
فاللهم بلغنا وأحبابنا رمضان، وارحم الأموات منهم، وسخر لنا من يدعو لنا بعد الموت وأجمعنا بالصالحين في الفردوس الأعلى.
[email protected]
al_derbass@