تطرقت سابقا في مقال بعنوان «الموظف الحكومي.. محبط» الى أبرز التحديات التي تواجه القطاع الحكومي، وشهد المقال تفاعلا واسعا مما دفعني الى النظر للزاوية الأخرى والكتابة عن القطاع الخاص وتحديات الكويتي الذي يعمل في هذا القطاع.
وقبل الحديث عن التحديات التي تواجه الكويتي في القطاع الخاص، لا بد أن نتناول دور الحكومة الكويتية ونثمن ونمتدح دور الدولة في دعمها وتشجيعها للشباب الكويتي على التوجه للقطاع الخاص من خلال توفير دعم العمالة وهو بمبلغ مجز ومشجع.
كما أن الدولة حرصت على دعمها لشركات القطاع الخاص من خلال المساهمة في تدريب عمالتهم الوطنية وتمكينهم من العمل بالقطاع الخاص وذلك من خلال إدارة تنمية القوى العاملة في برنامج اعادة هيكلة القوى العاملة.
أما عن الكويتي الموظف في القطاع الخاص فهو غالبا عنصر منتج وفعال ويتطور ويتعلم بشكل مستمر ويكتسب خبرات ممتازة بأوقات قصيرة.
ولكن الحقيقة التي تغيب عن البعض انه في نفس الوقت يعيش الكويتي في القطاع الخاص في ضغط دائم حتى يثبت جدارته ويحقق أهدافه الوظيفية. كما أن عليه تحديات كبيرة تواجهه، فسمعتهم لدى بعض قيادات القطاع الخاص غير جيدة.
والتجارب الشخصية لبعض القيادات في توظيف بعض الكويتيين تعمم على كل العمالة الوطنية، على عكس الوافدين، فالتجارب الشخصية لا تعمم ولا يمنعه ذلك من محاولة التجربة مع نفس الجنسية مرات عديدة.
كما يجب ألا نتجاهل أو نتعامى عن الحروب التي تواجه الكويتيين من الوافدين، فهي أحد أهم التحديات التي يعيشونها اليوم، لأن الكويتي مصدر خطر على بقاء الوافد في وظيفته، فتتم مضايقتهم من خلال جماعات منظمة حتى يتقدموا باستقالاتهم او يتم اقصاؤهم. اما التحدي الرابع فهو رواتب القطاع الحكومي المرتفعة بالمقارنة مع العمل المريح والضمان الوظيفي وعدد ساعات العمل القليلة، فجميع تلك المزايا تنال من عزيمة الشباب في القطاع الخاص.
العمالة الوطنية بحاجة إلى ان تتحلى بالصبر والعمل وتقبل هذا التحدي والعمل من أجل إثبات الجدارة وتحقيق النجاح.
وعلى قيادات القطاع الخاص استيعاب مثل هذه التحديات والعمل على دعم العامل الوطني فذلك من باب المسؤولية المجتمعية. ففيه دعم كبير لاقتصاد الدولة بشكل عام، فهي حقا مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع.
اذن للقطاع الخاص ايجابياته ومميزاته وتحدياته وسلبياته بالنسبة للكويتي، فهو قد يكون جنة النعيم اذا ما توافرت ادارة واعية وكويتي مثابر.
ولكن قد يكون القطاع الخاص بيئة مستحيلة لبقاء الكويتي اذا كانت الادارة سيئة وكويتي كسول.
ويبقى القطاع الخاص من ناحيتي افضل من القطاع الحكومي رغم وجود الصعوبات والتحديات في كلا القطاعين.
الا ان القطاع الخاص اذا ما كانت الظروف مؤاتية فهو يوفر بيئة حاضنة للابداع والتمييز على عكس القطاع الحكومي الذي نخر فيه الروتين والفساد.
اسأل الله التوفيق للجميع وأدعو الشركات والمؤسسات الخاصة ان تعطي ثقتها لأبناء البلد فهم الاستثمار الحقيقي ولا شيء آخر.
Al_Derbass@
[email protected]