الجمعة الماضية اكرمنا الله بأمطار الخير على الكويت ومناطقها، إلا ان هذه الأمطار اظهرت المستور الذي انكشف وبان بعد ان شاهدنا في وسائل التواصل الاجتماعي صورا لم نكد نصدق انها في الكويت.
نحن دائما نتغنى بتميز الكويت على مستوى دول الخليج بأنها ذات بنية تحتية متينة، إلا اننا اكتشفنا خلال ساعات فقط حجم الفساد في شوارعنا بسبب فشل منظومة شبكة تصريف الأمطار وصيانتها.
تلك الصور الكثيرة التي انتشرت لمبان ولمركبات وحتى دوريات الأمن التي غرقت في الطرق وتحت الجسور الجديدة تفتح ابواب المساءلة القانونية للشركات التي نفذت تلك المشاريع وكذلك المساءلة الإدارية للمسؤولين الذين أجازوا أعمال تلك الشركات وايضا المساءلة السياسية لوزير الأشغال «اذا تقاعس عن محاسبة كل القطاع التنفيذي المسؤول عن هذه الفضيحة». بلا شك نحيي وزير الأشغال على تواجده في وسط تلك الكارثة وعلى تفاعله مع المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعي وردوده السريعة والتي هي اسرع من حساب الوزارة نفسه.
كما نشيد بسرعة اعلان الوزير عن تشكيل لجنة تحقيق حول غرق الطرقات، وعن محاسبته للمسؤول عما حدث أيا كان ذلك المسؤول.
خطوات وزير الأشغال يجب ان تكون دقيقة وواضحة وصريحة وشفافة وأولها تشكيل لجنة من اشخاص مشهود لهم بالأمانة والحيادية وأن يعلن عما تؤول اليه لجنة التحقيق وعن أسماء المتسببين فيما حصل، والإعلان عن اسم المقاول المنفذ لهذه الجسور والعمل على محاسبته وإيقافه عن العمل بمثل هذه المشاريع ليكون عبرة للآخرين.
تلك الأمطار لم تغرق وزير الأشغال حتى الآن. ولكنها قد تفعل ذلك اذا كانت تصريحاته لامتصاص الغضب الشعبي فقط، ولتبرئة الذمة لا اكثر دون اتخاذ اجراءات حازمة ضد المتسبب.
بأمانة، الشعب الكويتي لا يثق في لجان التحقيق لأن بعضها اصبح صوريا دون اجراءات ونتائج ملموسة واغلبها وجد للطمطمة وليس لمحاسبة المقصرين.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لايزال الشعب بانتظار نتائج تحقيق غرق جسر الغزالي ديسمبر 2014!
رغم ذلك الا ان ثقتنا بالمهندس عبدالرحمن المطوع وزير الأشغال كبيرة في محاسبة المقصر وإعادة الثقة لهذه اللجان وهو أهل لهذه المهمة بإذن الله.
ونسأل الله ان يحفظ الكويت وأهلها من كل مكروه وأن يوفق كل مسؤول مخلص يعمل لخدمة هذا البلد واهله.
@Al_Derbass
[email protected]