القلب هو عضو عضلي مجوف في الحيوان والإنسان، يضخ الدم من خلال الأوعية الدموية ضمن جهاز يعرف بالدورة الدموية. القلب دائما يعرف واجباته في إمداد الجسم بما يريده، فإذا قام الإنسان مثلا بمجهود عضلي كبير فإن عضلاته تحرق وقودا أكثر، فيقوم القلب بدفع كميات أكبر من الدم، فيزيد من دقاته لهذا السبب، وإذا انتهى المجهود ينضبط عمل القلب دون أن يكون للإنسان دخل فيما حدث.
فعلى مدى سنوات طويلة، درس علماء القلب من الناحية الفسيولوجية واعتبروه مجرد مضخة للدم، ولكن مع بداية القرن الحادي والعشرين ومع تطور عمليات زراعة القلب والقلب الاصطناعي بدأ بعض الباحثين يلاحظون ظاهرة غريبة لم يجدوا لها تفسيرا، وهي ظاهرة تغير الحالة النفسية للمريض بعد عملية زرع القلب، وهي تغييرات عميقة جدا، حيث تحدث تغييرات في معتقداته وما يحب ويكره، بل ويؤثر على إيمانه.
وهذا يشهد على عظمة ودقة القرآن الكريم، حيث قال سبحانه: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) (سورة الأعراف - آية 179). كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم. ومن هنا تتضح أهمية القلب في حياة الإنسان نفسيا وبدنيا، فهو العضو الوحيد الذي لا يتوقف عن العمل إلا بموت الإنسان.
فسبحان الله العظيم الخالق القادر الذي لم يخلق شيئا عبثا، وهو وحده القادر على كل شيء، فاطمئنان القلب سببا لسعادته، وهو مما لا شك أن الصحة النفسية للقلب باطمئنانه يعود على صحته البدنية «ألا بذكر الله تطمئن القلوب».
فمن أسباب السعادة، الطمأنينة ومصدرها الأصلي ذكر الله، كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
خلاصة القول، إن الصحة النفسية للقلب واطمئنانه وتعلقه بالمولى عز وجل، وإيمان الشخص بالذي خلق كل شيء فأبدع وصوّر فأحسن، تنعكس إيجابا على صحة القلب الجسدية وأداء وظائفه بحيوية وقوة، وهو ما يسعى إليه الإنسان كي يعيش حياة سعيدة هانئة، وأن المولى عز وجل الذي بيده مقاليد السموات والأرض خلق هذا العضو ليثبت عجائب صنعه ومقدرته جل جلاله.. فسبحان الله العظيم!
dr_walhashash@
Dr.wafaa_alhashash