dr_walhashash@
Dr.wafaa_alhashash
كلنا يعرف قصة هذه البئر الواردة في القرآن والأحاديث النبوية يقول تعالى على لسان سيدنا إبراهيم - عليه السلام - «ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون» سورة إبراهيم (37)، فكان لسيدنا إبراهيم ما أراد فأنعم الله عليها وعلى ابنها بنبع الماء، ففرحت هاجر وأدارت حوله حوضا وأخذت تزمه، ولذا سميت (بئر زمزم)، ثم طمست البئر في عهد (جرهم) وزالت معالمها إلى أن شاهد عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم رؤيا في المنام تبين له مكان البئر، فحفرت وكان ذلك قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وبعد مرور أكثر من 1400 سنة ومع تقدم الأبحاث الطبية والمعملية، وتطور الأجهزة التحليلية التي تقوم بتحليل الماء وجدت أغلب الأبحاث التي تناولت ماء زمزم بالدراسة والبحث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر دراسة ألمانية أشرف عليها باحثون من معهد علوم الأرض بجامعة هايدلبرج الألمانية، والتي تعد من أفضل 50 جامعة على مستوى العالم، أن ماء زمزم يختلف تماما عن أنواع المياه المختلفة وله خواص فريدة.
وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد تجميع 30 عينة من ماء زمزم، بواقع 10 عينات من بعض الحجيج الألمان في عام 2007، و10 عينات من بعض المحال في فرانكفورت وبرلين في عام 2011، و10 عينات أخرى من مدينة مكة، وتم فحص جميع العينات لمدة أسبوعين.
وتبين من الفحص الدقيق أن جودة وطبيعة مياه زمزم لم تتغير لمدة سنتين، والغريب أن النتائج كانت متطابقة بين جميع العينات.
وفسر الباحثون هذه الفوائد المثيرة لمياه زمزم، مشيرين إلى أنها ترجع إلى خواصها القلوية، حيث يبلغ درجة الأس الهيدروجيني لها PH 8، كما أنها تتمتع بخواص علاجية رائعة بسبب احتوائها على تركيزات قليلة من عنصر الليثيوم والزرنيخ، وعلى الرغم من أن الأخير توجد أنواع ضارة منه وكانت تركيزاته أعلى من الطبيعي، إلا أن بعض الأنواع الأخرى لها خواص علاجية رائعة.
فسبحان الله العظيم وتبارك خلقه فهذه البئر العظيمة لم تنضب أبدا منذ أن ظهر للوجود بل على العكس فهو يمدنا بالمزيد من الماء ومن ذهب لبيت الله الحرام فسيدهش من كثرته وكفايته لجميع الحجاج، وهو لايزال يحتفظ بنفس نسب مكوناته من الأملاح والمعادن منذ أن ظهر للوجود حتى يومنا هذا.