كل إنسان يرغب في أن يكون له سحره وتميزه وتأثيره الشخصي في محيطه بمقترح او فكرة يقدمها او كلمة يقولها او عمل تطوعي نبيل يقوم به او يقدم اختراعا علميا مميزا الى آخره، فالشخصيات المميزة تتسم بعوامل أبرزها:
٭ الحكمة، وهي القدرة على دراسة المواقف المطروحة واختيار أنسبها وتنظيم أمور الحياة وتفضيل المهم فيها لعمله.
٭ ان تكون حرا في ابداء مواقفك والمعرفة الحقة لذاتك ولمشاعرك وقدراتك.
٭ ان تتحكم في انفعالاتك وان تكون متزنا سلوكيا وواضحا في إبداء رأيك وقراراتك وان تعطي كل شيء حقه، وان تحاسب نفسك باستمرار والتعامل معها بحسم وترويضها ليسهل عليك قيادتها نحو محاسن الاخلاق.
٭ ان تضع اولويات لما تريد ان تحققه من اعمال وآمال وطموحات.
٭ قدرتك على التكيف مع الظروف الطارئة والقدرة على المواءمة بين المناسب والافضل في الوقت غير المناسب.
٭ لديك القدرة على التعامل مع الناس، ويمكن الإلمام ببعض هذا الفن من خلال المبادئ التالية:
ـ الإنصات: التمتع بمهارة الانصات اكثر من التكلم، وعند التحدث يفضل ان يكون بالإفصاح والتحدث الى الناس بلغة قريبة من فهمهم وان تقنع بدلائل وقرائن لا بالمجادلات والمشاحنات والتمسك بمهارة التفاوض والتعامل مع ذوي الآراء والثقافات المختلفة، وان تسبغ على الناس التقدير الذي يتأملونه وتحسسهم بأهمية موقعهم مهما كان متواضعا، واذا تحدث اليك احد الاشخاص فيجب عليك ان تنصت بانتباه، فاستمع ولا تقاطع المتحدث اثناء حديثه، وعليك اظهار الاهتمام وتعامل مع كل انسان على انه اهم شخص في الوجود.
قال احد حكماء الصين: لقد وهبنا الله اذنين وفما واحدا فقط حتى نسمع اكثر ونتكلم اقل، فاستمع اكثر مما تتكلم فالاستماع رسالة صامتة تحمل مدلولات في غاية العمق والفاعلية، فهو اعلان عن الاحترام والتقدير واعتراف بحق المتحدث بإبداء وجهة نظره كاملة، وهذا دليل على رقي وديبلوماسية المتحاورين.
ـ الابتسامة: أوصانا رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام بالابتسامة، فقال: «تبسمك في وجه اخيك صدقة»، فهذه السلوكيات الايجابية تدعم العلاقات وتربط بين القلوب، فالانسان بشوش الوجه لا تهزمه النائبات ولا تجبره ظروف الدهر على تقطيب جبينه او التجهم، والابتسامة تضيء الوجه وتنشر عبقا فريدا وبهجة وفرحة لا توصف، فهي راحة من التعب وشعاع الامل للبائس، وحمل العزاء للمحزون، فالابتسامة قادرة على تذليل العقبات وفعل المستحيل وكسر الحدة والحواجز.
ـ الشكر والإطراء والثناء: كلمات حلوة، فلماذا يخاف الانسان من تقديم هذه الكلمات الى من يستحقها؟ هل تكلفه كثيرا؟ هل يخسر ماديا ام معنويا؟ لذا علينا ان نتمرن على استعمال الالفاظ الطيبة والكلمات المريحة، كتب احد الاساتذة على غلاف دفتر للإملاء لاحد طلبة الصفوف الابتدائية، وكان الطالب متفوقا في دراسته، كلمة المجتهد كحافز له جعلته يحتفظ بالدفتر، وكذلك وضع إشارة النجمة كحافز للطالب المتفوق تجعله يحتفظ بالدفتر، وهذه الحوافز الايجابية لا تنسى مهما تعاقبت السنون.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس»، فالشكر احدى صفات اصحاب المروءات، فلماذا لا نشكر من اسدى الينا معروفا؟ ولماذا لا نحفظ للناس جميل صنيعهم؟ فالشكر دليل على وعي الشاكر ودماثة خلقه وطيب اصله وبرهان على تحضره ورقيه وعلى مستواه الثقافي والحضاري والاخلاقي، ويجب الا يكون شكرك للآخرين نفاقا لهم او استجداء للمزيد من خدماتهم، بل يكون الشكر مكافئا لما تلقيت من صنيع، والاعتدال في المدح والشكر وتأكيد له انه أهل لما فعل، وفضيلة الشكر تقلل من صعوبة الحياة وتوقفك عن الشكر يدفع الناس الى استنكارك ووصفك بالجحود والنكران.
الغضب من أسوأ الحالات النفسية واكثر الحالات غواية وحضا على المشاعر السلبية، فالغضب يقطع اواصر الارحام والعلاقات الاجتماعية، فالغضب شعور بغيض قادر على وضع غطاء على عينيك فتعمى عن رؤية حقائق ويشوش لك الرؤية لترى حقائق اخرى مغلوطة، لذا تكون قراراتك آنذاك قائمة على بنيان هش، فالهدوء والتسامح يعتبران بلسما ودواء.
كن واثقا من نفسك، فالثقة مبدأ مهم للشخصية الفذة، وكن حازما ومنطقيا في افعالك سواء تجاه نفسك او مع الآخرين، لا تعط احدا نصيحة لا تتبعها انت والا تكون شعاراتك بلا جدوى، وكن مستعدا لسماع النقد والتعامل معه بلباقة ولا تكن حساسا بافراط تجاه مشاعر الآخرين ولا تبالغ بعدم الاكتراث.
وكإنسان متحضر تعتبر الثقافة العامة شيئا مهما لبناء الشخصية، وتميزك عن غيرك بما تتمتع به ثقافة، وكيفية استثمارك المخزون الثقافي في مجال تواصلك اليومي مع الناس من خلال محادثتك اللبقة المرتكزة على ثقافة حقة، وهذا من شأنه أن يقربك من الناس.
لنتحرر من الشعور والاحاسيس السلبية الى حرية الايجابيات والسعادة والنجاح، لنثق بأنفسنا ونتحكم في ذواتنا، وقوة المجتمع والامة تأتي من صلاح وقوة وعزيمة وهمة وإنجاز شبابه وابنائه.
لنشكر خالقنا عند بزوغ أشعة الشمس في كل صباح والتفاؤل والامل بحياة حلوة وجميلة.
ولنكن نجوما ساطعة في السماء.
[email protected]
salnesf@