من خلال زياراتي المتفرقة للحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف رأيت مدى التطور الهائل في توسعة الحرمين الشريفين والتنظيمات الرائعة وتطور الخدمات وتأمين سبل الراحة لضيوف الرحمن وهذا يرجع إلى التخطيط والتنظيم من قبل حكومة المملكة العربية السعودية عندما وضعت نصب عينيها راحة الحجاج والمعتمرين وعملهم الدؤوب باستمرار على تجديد وصيانة وتوسعة الحرمين الشريفين بدءا من الملك عبدالعزيز رحمه الله مؤسس المملكة العربية السعودية بإصداره التدابير الفعالة باستقرار الأمن والأمان في الحرمين وإدارة تكفل حقوق جميع المسلمين حجاج بيت الله الحرام على حد سواء وتضمن راحة الحجاج وأهدافه السامية برفعه راية الإسلام وعزته وحماية الحرمين الشريفين.
وجميع ملوك المملكة من أبناء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية ساروا على نهج والدهم القائمة على كتاب الله وسنة رسوله والمحافظة في مسارها على القيم العربية النبيلة وفاء لما حباهم الله عز وجل من مسؤولية حماية الحرمين الشريفين والعمل على توفير سبل الراحة وتأمين سبل أداء شعائر الحج لحجاج بيت الله الحرام والحرم النبوي الشريف.
فشهدت الأماكن والمشاعر المقدسة تطورا في الخدمات في البنية الأساسية امتدادا لسياسة المملكة العربية السعودية في تسهيل أداء مناسك الحج وخدمة ضيوف الرحمن وتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي وهي درة الأعمال لحكومة المملكة بتوسعة الحرم الشريف والذي يعتبر معلما إسلاميا شامخا وهي خدمة لضيوف الرحمن مع تزويده بالتكييف المركزي وبالفرش الفاخر وإضاءاته وتزويده بمكبرات الصوت وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة على أرجاء المسجد الحرام وتوسعة المساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة ولتخفيف الازدحام داخل الحرم المكي الشريف وإنشاء الجسور بالمسعى وفصل حركة دخول وخروج المصلين دون ازدحام وتوسعة صحن المطاف حول الكعبة وتهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة في أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه.
وتطوير، منطقة منى والمشاعر المقدسة مثل منطقة الجمرات والنحر ومزدلفة وعرفات وأنشأت شبكة متكاملة من الطرق والجسور والأنفاق وطرق المشاة وشبكات المياه وأنشأت الخيام المطورة المضادة للحرائق.
وازدياد اعداد ضيوف الرحمن القادمين من كل بقاع العالم لأداء مناسك الحج والعمرة بسبب توجيهات حكومة المملكة العربية السعودية البناءة لراحة الجميع مع توافر الأمن والأمان والسلام والطمأنينة في ربوع المملكة وإعداد التنظيمات الكفيلة بأداء المواطنين وضيوف الرحمن فريضة الحج بشكل يضمن انسياب الحج ومرافقة كاملة والتنظيم الذي يكفل المرونة المطلوبة ويضمن راحة ملايين المسلمين القاصدين بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج والعمرة وكذلك زيارة المسجد النبوي الشريف.
ومع عودة الحجاج من بيت الله الحرام ارتسمت على محياهم ملامح الطمأنينة والراحة وذلك بفضل جهود حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بما حققه موسم الحج لهذا العام 1437 هـ - 2016م، من نجاح وحسن التنظيم الرائع والمميز والإنجازات والخدمات التي قدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين وقطار المشاعر مثل عنصر راحة للحجاج وقدرة القائمين على تلك الخدمات في التعامل مع أعداد المسلمين الهائلة من جميع إرجاء العالم وعلى اختلاف جنسياتهم ولغاتهم والجهود الجبارة التي بذلت في سبيل راحة الحجاج.
إن لله في كل زمان رجالا يقومون على نشر دينه وتحكيم شريعته ومن هؤلاء حكام المملكة العربية السعودية وهم أصحاب الأيادي البيضاء في مجال الخير والعطاء بأهدافهم الخيرة والسامية برفع راية الإسلام والمسلمين ونصرة دينه.
فأنتم أهل لهذه المسؤولية التي شرف بها الله سبحانه وتعالى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أمانة ورعاية وخدمة بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف ورعاية ضيوف الرحمن وتأمين سبل أداء مناسك الحج بكل يسرو أمان.
[email protected]