نسمع كثيرا في هذه الأيام عن كثير من الناس يخشون من الحسد، وما يترتب عليه من زوال النعم..
فهم ربما لا يتكلمون بكلمة، أو يفعلون فعلا إلا وسوء نيتهم فيمن حولهم يسبق فعلتهم..
وهم بمجرد أن يفقدوا نعمة، أو يحدث لهم ما يسوؤهم تراهم يتهمون حسد الناس لهم.
مع العلم انه، وإن كان ما يقولونه صحيحا، وإن كانت أعين الناس لا ترحم، فان السبب لا يعود إلى الناس، بل يعود لمن أظهر نعمته وتفاخر بها..
فتجد انهم ما أن يطبخوا أحسن الطعام إلا ونشروه بين الناس.. وما أن يشتروا أحسن اللباس والساعات إلا وكان للناس نصيب من رؤيتهم إياه.
وترى الواحد منهم، مع حب إظهار النعم ـ التي انعم الله عليه بها ـ للناس للتفاخر بها، الا انه لا يذكر الله لا قياما ولا قعودا، ليجعل له من ذلك الذكر درعا حصينة لا يستطيع كان من كان اختراقها..
فالغرب، على سبيل المثال، لديهم ما لديهم من الجمال ما يفوق ما لدينا، ولكنهم لا يفعلون ما نفعله نحن.
فما أن يرزقنا الله بمولود إلا وخبأناه عن العالم، وهذا ليس إلا شيئا في القلب،
وأخشى أن ينقلب الذي يخشى من الحسد حاسدا.
ونأتي الان لأمر أهم، الا وهو: هل كل ما يصيبنا من زوال النعم هو من العين؟ أم هذه فقط ظنون سيئة بالناس؟
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة».
وقال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير).
فما ترفع النعم إلا بذنب، وما يمسك المطر إلا بذنب، أوليس الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يقول: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه»؟
فالعين الحاسدة ليس لها طريق إلا ما ندر..
ولا أخفيكم علما، فإن عين الحاسد تقوى بقوة خبث الروح، فكلما خبثت روح الشخص قوي حسده للشيء.
ولكن هذا لا يدفعنا الى ظن السوء في الناس، فقد قال الله سبحانه وتعالى: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله).
فلا أحد على وجهه الارض يستطيع ان يمسّك بسوء إلا بإذنه، تبارك وتعالى، فتوكل عليه وحده، واترك ما دونه..
فكلما قويت علاقتك بالله قوي حصنك، وضعفت عين الحاسد لك.
email: yousif.alotaibi