كثير منا.. ربما يسمع بخبر وفاة شخص ما.. فيأخذ يفكر.. هل اذهب لأعزي الشخص؟ ام لا أذهب؟
فلا ألومه.. فهو جعل من العزاء فقط واجبا اجتماعيا يقوم به..
وإذا جعل الشخص حياته واجبا اجتماعيا فقط.. يفعل الشيء ليرد له بالمثل.. سيكسب ربما بعض المعارف ولكن لن يكسب اجرا من الله..وإذا كنت تفعل واجب العزاء لله فلا يهمك إن قاموا برد المثل لك أم لا..وأبشرك ما دمت مع الله دمت على خير.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من عزّى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من اجر المصاب شيئا» وقال: «التعزية تورث الجنة»، فأنت في خيارين إما أن تفعل الشيء لله ولا تجعله فقط واجبا اجتماعيا.. بالمقابل: ستكسب ود الناس وأجر من الرحمن..، وإما أن تجعله فقط واجبا اجتماعيا: مثلما يقوم تقوم أنت ومثلما يفعلون تفعل.. بالمقابل ربما تكسب فئة، ولكن فئة قليلة تسمى فئة المصلحة، ما أن تترك لهم ما تقوم انت به سيجازونك بالمثل.. فلا يوجد أسمى من أن تخفف من معاناة الشخص وحزنه.. فالعزاء جعل له 3 أيام لأن الشخص أول ما يتلقى المصيبة تكون أول الأيام من أصعب الأيام عليه.. فوجودك حوله ومواساته بأحسن الكلام يخفف من ألمه، وكما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى شيئا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ومثلما تفعل سيفعل الله لك.. يقول عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره يوم القيامة».
فنعم الجزاء إذا كان من الله ما أكرمه.. وبئس الجزاء إذا كان من الناس فمنهم الكريم ومنهم اللئيم!
أخيرا: أيها الحبيب.. اسأل نفسك بعد هذا المقال.. هل ستجعل العزاء واجبا اجتماعيا؟ أم طمعا في أجر رباني؟
email: [email protected]
twitter: @y_alotaibii