وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
هذا البيت مسطر بماء الذهب ترعرعنا عليه وهو لأمير الشعراء أحمد شوقي، رحمه الله، يبث في نفوس العرب جميعا التصاقهم بأوطانهم وضرورة الدفاع عن الوطن بكل ما أوتي الإنسان من قوة وسلطة ومقدرة ولو كان بخط قلم.
انتشرت قبل سنوات وأعيد نشرها وبثها في الاسابيع الماضية اسماء لأعضاء مجلس أمة سابقين وحاليين اتهموا بأنهم قد تسلموا من المال السياسي وغير السياسي مبالغ طائلة يسيل لها اللعاب.
وإذا نحن شعب يخاف الله ويتقيه فعلينا ألا نتهم احدا إلا بإدانة المحاكم، لأن الطعن في الاسم والعرض والسمعة ليس بالأمر الهين، اضيف الى ذلك ما كشف عنه من تحويلات مالية جبارة لحسابات خارج الكويت، واتهامات باختلاسات اخرى ذكرت في وسائل الاعلام.
واستنادا للقول الشائع «لا توجد نار من دون رماد»، فإن جلست لي مع مجموعة من أهل البلد ومن أطياف مختلفة تطرقوا الى عدة اشياء وبينوا بعض الأمور، استنادا الى انه قد تكون هذه الاتهامات صادقة، ورجاؤهم لي التطرق لهذه الامور، لأن قلوبهم محروقة على وطن أهين وأموال نهبت.
وهأنذا أبين تلك النقاط، متمنيا ان تكون هذه الاتهامات مجرد ارهاصات، قد تبرؤ ساحتهم لاحقا.
إن تستر القبيضة والمرتشين على أنه لا عقوبة الا بنص ولغياب نصوص تشريعية، وساحتهم القضائية نظيفة، عليهم ان يوعوا بأن يوم القيامة ليس هناك قصور في تشريعات.
أي مبلغ يدفع لعضو برلمان وهو على رأس عمله لاسيما المال السياسي يضعه في شكوك، لان مثل هذا المال يدفع لجعل الحق باطلا والباطل حقا أو تلاعبا في تشريعات وتصويت، إن بعض هؤلاء من لا يصيبه أي شيء وذو ذمة واسعة فلا غرابة ان يكون من القبيضة، من بينهم عضو لم يكن إمام مسجد فقط بل كان يعتلي منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الجمع والمناسبات ليذكر للناس بقال الله وقال الرسول. فأين عمله مما نهى الله ورسوله عنه.
من بين الأسماء من اتصف بأمور في حياته البرلمانية، حيث لا يكون غريبا عليه الاتهام.
كيف يكون احدهم ممن اتهموا ولهم أماكن للعبادة يذكر فيها الحلال والحرام، بل كيف ان سيدنا الحسن وسيدنا الحسين عليهما السلام سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قدما نفسيهما ضحايا لمحاربة الظلم والعدوان وقهر الخارج عن الدين فكيف ينصهر هذا الاتهام مع نهج آل البيت عليهم السلام؟!
في سورة الاحزاب بين الله سبحانه وتعالى لزوجات النبي رضي الله عنهن بأن عذابهن مضاعف، لكونهن مسلمات ولكونهن زوجات الرسول وآل بيته، فعار عليهن كبير ان يأتين بفاحشة وينطبق ذلك الامر على من هم من آل هذا البيت الطاهر.
كيف يجرؤ هؤلاء ان كان الادعاء صحيحا بأن ينكثوا قسمهم أمام الله بأن يحافظوا على المال العام؟! ألا يعتبر يمينهم هذا يمينا غموسا!
وتعليقي على ما سبق ذكره من ممارسات يندى لها الجبين ان صدقت ما يلي
يجب أن يتحمل كل مدعى عليه مسؤولية عمله دون أن يمس ذلك عائلته ونسله، واذكر في هذا المقام القول:
لئيم أتاه اللوم من ذات نفسه
ولم يأته من إرث أم ولا أب
إن النفس لأمارة بالسوء، ويعلم القبيضة والمرتشون.. الخ بحق انفسهم ان كانوا اقترفوا ما حرم الله ورسوله، فباب التوبة مفتوح، وبإمكانهم ارجاع حقوق أهل الكويت من دون جلجلة، وعليهم ان يسألوا شيوخهم وسادتهم عن فحوى ما سأذكر أدناه من آيات وحديث لعلهم يعودون الى جادة الصواب، فأبواب المغفرة مفتوحة ليلا ونهارا، شريطة أن ترجع اموال الدولة لخزينتها.
٭ (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) البقرة: 281.
٭ (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) آل عمران: 161.
٭ (وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) يونس: 61.
٭ (وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير) هود: 111.
٭ لعن الله الراشي والمرتشي والرائش.
[email protected]