(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). ولنتابع مبتغى أعدائنا:
اما الربيع العربي فأوجزه بأنه، وقبل حوالي العقد، وقبل اجتماع لجنرالات وصانعي السياسة الامريكية، امروا بأن يشارك معهم في الاجتماع وفد اسرائيلي رفيع المستوى، قبلوا الطلب الاعلى على مضض.
وكان للاسرائيليين طلب واحد وهو تشجيع وتمويل الارهاصات والانقلابات والمظاهرات والقتل في الدول العربية ذات الشأن العسكري او المالي لينشق الصف ولتتقاتل الشعوب بعضها مع بعض لضمان امرين: اولهما تفكك وتشرذم الدول العربية، وايجاد العدوان والبغضاء بين الشعوب وتشرذمهم بما في ذلك من قتل ودمار لا يستطيعون ان يعودوا كما كانوا الا لعقود قادمة، فبذلك تضمن اسرائيل عدم التحرش والتعدي عليها، وكان لهم ما كان في ليبيا والعراق وسورية وايران، اما مصر فنجت من ذلك، وقد ذكرت في مقالات سابقة أن تخطي مصر مشكلة الاخوان هو بمشيئة إلهية لكون مصر قد استقبلت آل البيت عليهم السلام بعد تنكيل العباسيين وبني أمية بهم.
ولنا ان نعلم في ذات الوقت الذي يناحر به الغرب والولايات المتحدة روسيا وتناحرهم بوسائل الاعلام صباحا، الا انهم وفي اتصالات عليا خاصة ليلا يتم الاتفاق على شق وتدمير الدول العربية والاسلامية كما فعل سايكس بيكو وغيره.
ولتبادل الادوار فلقد تمت الموافقة بين القطبين العالميين بأن تغض روسيا النظر ولا تتدخل فيما تفعله الولايات المتحدة الامريكية في العراق وافغانستان ودول اخرى مقابل سكوتهم وخرسهم عن جرائم روسيا في اوكرانيا وشبه جزيرة القرم، ثم التدخل لضرب معارضة سورية ضربا مبرحا تمهيدا لانشاء ميناء لهم في طرطوس بسورية، وضرب المقاومة كان الرئيس الامريكي السابق اوباما (والذي ينطبق عليه وصف شاعرنا المتنبي لكافور الاخشيدي) قد اعتبره خطا احمر، ولكن بعد ذلك اعتبره خطا اخضر وباركت القيادة الاميركية والغربية دمار سورية على ايدي الروس.
ولكن يفاقم الروس عداءهم للاسلام والعرب برمته تبنت وثيقة دستور سورية لا يذكر فيه بسملة او اي شيء من القرآن، ولكن نقول لهم جمعا، انكم لتمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، وان الدنيا دواليك يوم لكم وستكون قرونا عليكم ان شاء الله كهزيمة الروم للفرس، ونختم سلسلة مقالاتنا هذه بأنه:
مرت على العالم حضارات سابقة اقوى واشد ضراسة كالفرس والبابليين والفراعنة والرومان.. الخ، وان هذه الحضارات انهارت عندما اتخذت من البطش والقتل والحياد عن الحق سبيلا، فاتعظوا ان كان لكم لب.
اما الاسلام والقرآن فهو محفوظ من رب العالمين ولن تستطيعوا ان تمحوه، وان كان لكم سطوة سياسية وعسكرية حالية، فإن مكر الله لا يؤمن، وهو سبحانه معز لدين، انزله على اشرف خلق الله، فحذار ثم حذار.
واخيرا فإنني وكثيرا غيري من العرب والمسلمين نشم رائحة الكرامة ونرى ان هنالك مبادرات لاعادة الاسلام الى عزه ومكانته بمواقف صلبة ورؤية ثاقبة وعزة نفس ينتهجها ويتبناها ويذود عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده وولي ولي عهده حفظهم الله اجمعين.
فهم يقفون صفا واحدا مع من يريد الخير للعرب والاسلام ويناهضون كل نقيصة تريد ذلا وهوانا، ويبذلون المال والنفس لكل ذلك حماهم الله.
ما علينا كمسلمين وعرب دولا وافرادا، ان اردنا لعزتنا العودة، يجب ان نتضامن مع الجهد السعودي وان نكف عن التدخل في شؤون الدول العربية والاسلامية، وان ننسق الصف العربي الاسلامي لتعود لنا العزة، ونقول لآل سعود (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم)، وان مجهودكم هذا يراه الله ورسوله والمؤمنون وانتم رعاة لاطهر ارض على المعمورة.
[email protected]