تطرقنا في مقالات عدة في جريدة الحرية والحق «الأنباء» الى ما اوعزت به صدور الكارهين لنا من صهاينة ودول غربية وشرقية لتفكيك دولنا ومجتمعاتنا، وعرضنا ما وقعت عليه ايدينا من تقارير ومصنفات سرية وتحاليل لنا منذ عام 1800 «عقد مؤتمر للصهاينة في بازل سويسرا» والذي تمخضت عنه بروتوكولات حكام صهيون الى يومنا هذا، وما ذكرنا ليس من نسج الخيال او سيناريو لافلام وانما هي ولعمري مؤامرات تحاك في الضحى والليل عندما يغشى، وساتطرق في مقالاتي هذه الى ما توصلت اليه يداي ومعرفتي لذات النهج.
تضمنت مذكرة سرية ارسلت من المملكة البريطانية في بغداد والتي كانت خاضعة للحكم العثماني عام 1906 الى الخارجية البريطانية، انه في أيام عاشوراء من ذات السنة نشبت معركة حادة طائفية بين تجار الشورجة في بغداد من سنة وشيعة لان مجهولا قد القى سمكة الجري والتي يعتبرها الشيعة حراما في حب فخار «القلة» المخصص لشرب الماء أثناء أيام عاشوراء، ووجهت اصابع الاتهام الى زملائهم السنة لتقويض ذكرى هذه الأيام ولحرمان الشيعة من شرب الماء بقصد الاستفزاز، وأدى ذلك الى ضرب وشجار نجم عنه سقوط جرحى وقتلى من الطرفين، ولولا تدخل حكماء من الطرفين لفض الشجار لازداد الأمر سوءا.
هذا النص الاول من المذكرة فماذا يحمل ويتضمن النص الثاني حوت المذكرة اعتراف البعثة البريطانية بانها كلفت احد العاملين عندهم من الهنود بوضع السمك في المياه اثناء الليل لعدم وجود كهرباء حينها بغية اشعال الفتنة الطائفية ولقد نجح اعداء الاسلام الانكليز والذين يصفون انفسهم برعاة الديمقراطية والحرية مبتغاهم
وفي مذكرات لعميل بريطاني محدودة النشر حصلت على نسخة منها فلنقرأ ماذا احتوت عليه المذكرات.
في العشرينيات من القرن المنصرم إبان حكم الملك جورج للمملكة المتحدة وهو والد الملكة الحالية اليزابيث حيث كان الحكم العثماني في اوجه وبه انتشرت الفتوحات الاسلامية شرقا وغربا وفي احد اجتماعات مجلس الوزراء البريطاني ضرب احد الوزراء السياديين بالمصحف على طاولة الاجتماع مصرا على محاربة الاسلام وكتابه هذا، فما كان منهم الا ان ارسلوا احد العملاء المتقن للغة العربية وذي دراية بالاسلام ولما وصل الى اسطنبول استقبلته السفارة البريطانية وبعد محادثات ايقنوا انه لابد من الدخول الى المسجد الكبير في اسطنبول للاستماع الى ما يدور في خطبهم واحاديثهم ولما كان شكل العميل لا يوحي بانه مسلم استدلوا على نجار تركي يتعاونون معه للمساعدة لادخال العميل معه المسجد فوافق النجار على شرط واحد، وما هو هذا الشرط؟ قد تستغرب او تشمئز عزيزي وعزيزتي القراء من ذلك ولكن هذا اعترافه، طلب ان يمارس فعلة قوم لوط مع العميل وكانت لهذه المبادرة وقع صعق على العميل والسفارة فابرقوا للخارجية البريطانية لاخذ الرأي، فماذا كان الرد حينها؟ باسم التاج البريطاني نفذ ما طلب منك فتم ذلك ودخل المسجد وحيث انه كان شديد الذكاء سمع كلمة شيعة والتوخي منهم، وسأل السفارة فاجابوه بأن معظم الشيعة يتركزون في جنوب العراق، ولما استيقن المحال من شق الصف العثماني توجه الى جنوب العراق وباعترافاته ان كان يوغل صدور الشيعة على السنة والعكس بالعكس حتى حسب رغم قوله - انه البس الشيعة شماغا للرأس منقطا بأسود والسنة شماغا منقطا بأحمر لتكون الطائفية بارزة وموسومة على رؤوس الرجال.
وعندما تأكد واستيقن بدء الفتنة بين الشعب الواحد والاخوة العراقية، تبسم فرحا وحلق لحيته ونزع لباسه والجبة هاما بالرحيل بعد اداء المهمة واضرام فتيل العداوة واستغرب حينها اهل الجنوب العراقي من ذلك الذي خدعهم ولكن «ولات حين مناص» فرد على استغرابهم بقوله
صلى المصلى لأمر كان يطلبه
فلما قضي الأمر لا صلى ولا صاما
[email protected]