|
الشاب اليمني نادر اثناء تدريباته على الطيران قبل التخرج |
|
وزير التربية والتعليم يكرم الطلاب الأوائل (نادر الثاني من جهة اليسار( |
|
|
|
[email protected]
بالأمس كنت في مملكة البحرين الحبيبة الشقيقة التي يعشقها أهل الكويت، في عمل خيري لابني أحمد، رحمه الله. خرجت من فندق الموفنبيك بالمحرق بعد أن طلبت (تاكسي تحت الطلب) ركبت السيارة الفورد وقلت السلام عليكم.
قال: وعليكم السلام.
قلت: حياك الله، أريد مدينة حمد الدوار 19 (أريته العنوان).
فقال: على بركة الله.
في الطريق رأيت عيونه دامعة، فقلت: خيرا عمي، سلامات؟
فقال: الحمد لله، أنا أبو نادر من اليمن مدينة إب.
فقلت: أهلا وسهلا، نحن في الكويت نحب اليمن وأهله، ولا نحب علي عبدالله صالح.
فقال: معك حق، لقد ظلمنا بموقفه المتآزر مع المقبور صدام حسين.
فقلت: نعم صدقت، لِمَ أراك حزينا باكيا دامعا شاردا؟
فقال: الحمد لله، فقدت ابني الكبير (نادر)، توفي في رمضان بالولايات المتحدة الأميركية، وهو صائم، وكان يستعد للتخرج في أكاديمية الطيران.. توقف يمسح دمعة حارة خلعت قلبي، لأنني شعرت بها، وسيشعر بها كل من فقد الضنى والولد ولست هنا معترضا على قضاء الله وقدره.
فقلت: عظّم الله أجرك، ولك إن شاء الله بيت الحمد في الجنة.
فقال: ربنا كريم، جبر عزاءنا، والكل قدم لنا العزاء، وانفض السامر. ثم حدثني عن صلاح ابنه واستقامة سلوكه، وكيف كان نموذجا في اخلاقه وعمله وانه كان ناويا ان يزوجه بعد التخرج.
أخذت أهون عليه الأمر، وأنا أشعر بالجمرة في جوفه، ثم بادرته: أتعلم أبا نادر أنني فقدت ابني احمد منذ 20 يوما؟ وكان مثل نادر في سمته وسلوكه غير انه تخرج في كلية الآداب قسم الاعلام.
ذهل الرجل وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون. عظّم الله أجرك، وصافحني مواسيا باكيا انت تواسيني وتأخذ بخاطري وانت مثلي مفجوع مكروب؟!
فقلت: هون الله عليك مصابك، انا هنا لعمل خيري من اجل ابني احمد، رحمه الله، والآن معك لزيارة إحدى اخواتي البحرينيات، الاخت ابتسام عبدالله، من جمعية الحكمة وهذه السيدة تذهلني مواقفها وعروبتها ومواقفها الوطنية، وهي مثلنا فقدت ابنها طارق، وبقيت لها فقط ابنتها هناء، ربي يحفظها. فقال: الكل يحمل همّا، نحن البشر مساكين، والحمد لله ان ملة الاسلام تعلمنا الصبر والتحمل لنيل الدار الآخرة، غيرنا من الأمم ينتحرون لا يتحملون؟!
ومضة: بونادر، وام طارق، وأنا، وآخرون كثيرون لا يعلمهم إلا الله فقدوا عزيزا، اسال ربي ان يرزقهم الصبر وان نلتقيهم في بيت الحمد.
نزلت من تاكسي «أبونادر» السائق اليمني، سائلا نفسي: من يواسي من؟
وتستمر الحياة..
وشكرا لكل أهلنا في البحرين، الذين لايزالون يدعون لابني احمد، فقيد الشباب، ورحم كل من فقدناهم وأولهم نادر اليمني وطارق البحريني وأحمد الكويتي وهكذا هي اخوة الدين والإنسانية.