[email protected]
قالوا وقد صدقوا، الرجل العظيم هو من أحب الخير وسعى وراءه حتى يدركه وفي حضرة تاريخك وإنجازك نشعر بأننا صغار، لكنك يا عم فلاح الحجرف ـ كعادتك تشعرنا حتى في مماتك بأننا عظماء، فالكل في الكويت والجهراء يشعر بأن كثيرا من الأحلام تحققت وفرح بها الناس وعند البحث كنت انت وحدك من حلم وسعى لتحقيق حلمه بحكمة العقلاء وعظمة الأسوياء لأن الحقيقة الباقية دائما ما قاله المتنبي في أشعاره:
على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرام المكارمُ
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائمُ
رائع ذاك «الفلاح» وله من اسمه نصيب هو جالب النجاح والنبوغ ومعروف ان النبوغ لا يورث جينيا، بل هو ثمرة مسيرة عطرة وجهد وتعب وكد وسهر وهكذا نرى الامور فلا يمكن تزوير النبوغ ما لم يكن هناك نابغة لأن النبوغ إلهام وعرق وحصاد وإنجاز. يا عم فلاح كنت أقرأ الشعر لأبي العلاء المعري وأستحضر أبياته فيك الآن:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
ومضة (1): أيها الوطني العصامي الفريد، واليتيم الكافل، والخبير المجرب، والتعاوني الناجح، والبرلماني المحنك، والمؤرخ النسابة، والشاعر المفوه، والرياضي الخلوق والقناص الماهر، لقد صدق البحتري حينما قال:
وأراك تفعل ما تقول وبعضهم
مزق الحديث يقول ما لا يفعل
والله اني ارثي العم فلاح الحجرف مستذكرا بعضا من ادواره الطيبة، وعزائي لأسرته الكريمة واخوانه وابنائه وكل اهلنا بالجهراء والكويت ممن عرفوه وأحبوه.
ومضة (2): في ليلة الجمعة ادعوكم لأن تترحموا على العم فلاح مبارك الحجرف الذي ووري الثرى مساء يوم الاثنين 9 من ذي القعدة 1436 هـ الموافق 24 أغسطس 2015 فهو احد رجال الكويت المخلصين ابن الشهيد وسليل المجد وحالب المآثر كلها في صميل واحد.
آخر الكلام: كلمات قالها طيب الذكر راكان رحمه الله:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
لو كنت تاجر عطور ما اخترت غير «عطر فلاح» فإن فاتني ربحه لم يفتني ريحه الطيب وأثيره الاطيب، وقد يذهب العطر ولكن عطر «فلاح» يبقى بالذاكرة لأنه مرتبط بالأرض وعطر الأرض عطر خالد.. رحمك الله عم فلاح الحجرف وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ومنزلتك الفردوس الأعلى من الجنة.. وتسقط الدمعات. وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولو كان لمنطقة الجهراء عميد لكنت عميدها بلا منافس لمكانتك.