[email protected]
قبل أن تقرأ .. اعلم أن لك ربا يحميك وينجيك من جن الإنس الملاعين.. يا الله ما بال الدنيا تغيرت اليوم هكذا ! حسد بغيض، وحقد دفين، وسحر أسود مكين مشين، ونفوس لا تعرف إلا الحسد وضاعت المكارم.. إلى كل قارئ ابتلي بسحر أو حسد أو ظلم وقهر، أكتب «استراحتي» في هذا السبت المبارك لعلنا نقف على الوصفات الشرعية من رقية واذكار لتجاوز هذه المظالم البشرية الشنيعة والأعمال السفلية القذرة التي يقوم بها أناس لا يخافون الله ويمارسونها علنا وجهرا هدفهم دناءة أنفسهم والبحث عن النوط (الدينار)! وهنا أتوجه الى الراقي، ضارعا للمولى ان يرزقك الصدق والاخلاص، ولا تجعل المال هدفك، علّق مريضك بربه تعالى وحده.
إنني هنا أناشد من أضاع دينه بعرض زائل ونسي ربه وتعلق بأوهام السحرة والمشعوذين، أن يقرأ ما تيسر من «الاستراحة» اليوم لأنها تقدم لكم «روشتة» تزيل عنكم هذه المنغصات والمؤذيات والهمّ والحزن والكآبة والطيرة والسحر والحسد.
استراحتي تدعوكم إلى التوكل على الله الحي القيوم واللجوء إليه في كل الأحوال متمسكين بكتاب الله المبارك وسنة نبيه الشريفة صلى الله عليه وسلم وما ورثناه من علم العلماء لأن في شريعتنا أقوى العلاجات، ولله الحمد وحتى لا يصرخ المحسود بأنه حُسد لأن هناك ربا يحميه وينجيه.. ألسنا نسمع بين فترة وأخرى واحدة تصرخ: سحروني وحسدوني؟! أليس هناك من يصرخ: فرقوا بيني وبين زوجتي، حسبنا الله فيهم؟!
أبشركم بأن هناك آيات نورانية وأحاديث شافية ونفث لكن بعيدا عن الشعوذة والدجل!
إنني أذكر هنا بني قومي من كويتيين وغيرهم بأهمية الرقية الشرعية والعزائم من الدعاء المأثور لأن لها آثارا عجيبة مجربة وهذه الرقية الشرعية ملازمة للفطرة السوية.
الاستراحة نوعية توعوية تزيدنا حبا وعمقا بأهمية الاذكار على مدار اليوم وأقولها لك بصراحة: أكثر يا أخي ويا أختي من قراءة الفاتحة أم الكتاب والمعوذتين وآية الكرسي حرز نفسك، العين تصيب الكل نقول «الرّزاق في السماء والحاسد في الأرض».
هناك في الحياة أقارب كالعقارب، لا، بل سمومهم أعتى من سم الثعابين، وهناك حساد وكارهون وحاقدون، لكن اجعل يقينك بالله قويا: «بأن لي ربا يحميني وينجيني» وان رفعت هذا اليقين وعملت بالأسباب نجوت من شياطين الإنس.
«الاستراحة» تقدم لكم وجبة كاملة من «الدرع الحصينة» ضد الحسد والسحر وكل الأعمال السفلية الشيطانية.
و«الاستراحة» ستعرض لكم الأسباب العشرة لدفع الشر والحقد وكل ذي سوء.
«الاستراحة» معكم وعلى بركة الله نبدأ:
أيها اللاهي توقف
عزيزي الشاب
عزيزتي الشابة
أيها القارئ الكريم
اعلم انك اليوم في عالم غريب متسارع يحسدك كثير من الخلق على النعمة التي انعمها الله عليك وإن كنت تراها بسيطة فهي في عين حاسدك ومبغضك وكارهك عظيمة يريد زوالها منك، وهو أو هي يتمنيان زوالها عنك، لأن الحسد أصله بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها.. يا الله في ناس على هذه الشاكلة؟!
أقولها لك، نعم يحسدونك على بيتك أو سيارتك أو وظيفتك أو زوجتك (زوجك) وأولادك وبناتك لأن هناك من خلق الله لا يخافون الله، قاتلهم الله وأخزاهم، ورد كيدهم إلى نحورهم، ورب حسد دفين في قلب الحاسد يؤتى من قبله فيعاقبه الله من حيث لا يشعر ومن حيث لا يحتسب، وقد يسلط عليه من الشياطين من يسومونه سوء العذاب فيسلبه نعما لم يقابلها بالشكر والعرفان.
أيها القراء: ان كنتم تعتقدون انكم محصنون من الأذى فأقولها لكم: لا، أنتم مستهدفون.
إذا حسد
أخي القارئ الكريم لا تستعجل واقرأ معي «الاستراحة» متأملا في قوله تعالى: (إذا حسد)، ألسنا نقرأ كل يوم (ومن شر حاسد إذا حسد) أي واحد فينا عنده حسد وقد يخفيه ولا يترتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده بل يجد في قلبه شيئا من ذلك اذا وجدت هذا فافعل مثلي وقل اعوذ بالله ربِّ ابعد عني الحسد، وعلينا ان نحمد الله و«نغبط» فقط، لا نحسد ونتمنى زوال النعم عن خلق الله، وتحصنوا بالأذكار والدعوات والتوجه الى الله والاقبال عليه فيدفع عنكم الشر بمقدار إقبالكم وتوجهكم إليه فلا ينالكم شر الحاسدين.
وللعلم فإن الشيطان اللعين الرجيم يقارن الساحر والحاسد ويحادثهما ويصاحبهما ولكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان لأن الحاسد «شبيه بإبليس» وهو من أتباعه فكل الحساد مثل ابليس يتمنون زوال النعمة.
أما قرأتم وعرفتم من التاريخ والسيرة والقرآن ان ابليس حسد أبانا آدم لشرفه وفضله، وأبى ان يسجد له، فالحاسد من جند إبليس.. تبي تكون من جند ابليس وتحسد الناس؟!
وقفة
أرى في هذا الموضوع الحساس وقفة لابد منها وهي انني أعرف ان الحسد متفشٍ والسحر أكثر لكنني أوجه قارئي الكريم لضرورة ألا ننسى حقيقة ان المؤمن يجب ألا ينسى ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وان ما أخطأه لم يكن ليصيبه وان الأمة لو اجتمعت على ان يضروه بشيء لم يكتبه الله عليه فلن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.
ان الناس في هذا الزمن تغيروا ما عاد الأهل مثل الزمان الجميل الغابر محبة وألفة، فاليوم حسد وسحر وأحقاد وخلاف وتخاصم وتدابر.
جيران قبل.. اختفوا، كل جار اليوم في بيته وما يهمه من جاره أي شيء، وبعضهم لا يعرف احدا من جيرانه.
بالأمس أقول حق صديق لي، والله انا محظوظ بجيراني بنيت البيت وتحملوا أذى البنيان كله، ما اسمع منهم إلا كل خير.. في حين أجد آخرين يصرخون من الخلاف مع الجار.
آن الأوان كي تتوقف وتحدد مسارك، والنصيحة ان تبتعد عن السحر والحسد في آن واحد وإلى غير رجعة، والله معينك وناصرك إن شاء الله.
سر الشفاء
إذا أردت «روشتة» أكيدة وصادقة وهي مسلك نبوي عظيم وسر من أسرار الشفاء لأن فيها تعاطي الأسباب فهي «التفويض» وتسليم الأمر كله لله عز وجل والاحتساب لنيل الأجر بالصبر على البلاء.
انني أنصح هذا «الجيل الحالي» بضرورة ان يتسلحوا بالعقيدة الصحيحة من كتاب وسنة لأنهما المنجيان في هذا الزمن ومن جميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.
لماذا أقول ان العقيدة الإسلامية لكم درع حصينة؟ لأنه اذا صحت العقيدة توجه العبد بقلبه وجوارحه وحركاته وسكناته وخطواته الى خالقه في سره وجهره، وكله يقين بموعود الله له، لأن قلبه معلّق بربه وعالم بيقين ثابت بأن ما من خير او شر يناله إلا بأمر من الله عز وجل، ومؤمن بقضائه وقدره.
ان ارتباطك بالله تبارك وتعالى ينزل على قلبك الطمأنينة والسكينة، فتكون متوكلا على ربك دائما وبأمره.
فيأيها المبتلى الحبيب من رجل او امرأة اقترب من الله عز وجل بيقين صادق وانكسار وستجد العجب العجاب لأن هذه هي سنة الله في خلقه ولا تتبدل ولا تتغير، واعلم ان الفرج آت لا ريب فيه.
هذه مقامات عالية لا يعلمها ولا يعرفها إلا الموحدون الربانيون، فكن منهم.
الدعاء
أيها المبتلى
ايها الحائر في أمرك
الزم الدعاء دون كلل أو ملل، فإن من أعظم أبواب الفرج والسعادة ان توطن نفسك على ملازمة الدعاء والتضرع والإلحاح في مسألتك مع الله عز وجل وهي من عطاياه لك ان تفتح معه الدعاء مباشرة دون وسيط .
فلو قمت في أي ساعة من نهارك واتجهت لخالقك بالدعاء الخالص وطلبت جوده وكرمه وأيقنت بالفرج متأدبا بآداب الدعاء فإن الفرج قادم وهو القائل (وبشّر الصابرين).
وايم الله انك لفائز ان اتجهت بالدعاء لله عز وجل وطلبت حاجتك متلذذا بمناجاة الله بأن يزيل همك وكمدك وغمك وستجد بعد فترة ان الله أزال الغموم عنك وأبدلك سعادة في أنس وبهجة.
أخي القارئ دائما اسأل الله باسمه الأعظم في الليل والنهار وقلها بقلب صادق يا فاطر السموات والأرض، مستغيثا بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، ملحا عليه باسمه الأعظم، والله ان في هذا راحة وإنجازا وقبولا لأنه يبعد كل الشياطين عنك بمن فيهم شياطين الانس.
أقوى العلاجات
أراه في القرآن الكريم وفي هدي النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ـ الإسراء: 82.
الاصل في التداوي من كل شيء هو بالقرآن الكريم ثم بالأسباب الدوائية، انظروا معي في كلمة (شفاء) ولم يقل دواء، لأن نتيجته ظاهرة، اما الدواء فيحتمل ان يشفي أو لا يشفي.
ان تدبر القرآن الكريم هو أقوى العلاجات لأنك ان قرأت القرآن متدبرا معانيه فإنك هنا تتدبر المناجاة لكلام الخالق وهو يحلق بك في آفاق الآيات فتعيش مع كلمات القرآن فتجد طعما لقراءته ولذة لدعائك (فيه شفاء).
لذا ابدأ دائما بفاتحة الكتاب وهي أم القرآن والسبع المثاني والشفاء التام والدواء النافع والرقية التامة ومفتاح الفلاح والقوة لمن عرف مقدارها، ولانها هبة نورانية وهي الشافية.
الفاتحة اشتملت على شفاء القلوب وشفاء الابدان.
كان كثير من مشايخ الكويت القدامى يعالج الناس بالنفث بسورة الفاتحة والمعوذتين وآية الكرسي والاذكار من قلب صادق ونفث حقيقي، وهذا يذكرني والله بمن ينفث في الزيت والمياه ويبيع الكرتون بدنانير ولا ننسى النفث عن بعد وربما بكره بالواتساب والايميل يوصلك.
عشرة أسباب تدفع شر العائن
في كل المجتمعات اليوم هناك «ليزر شري عائن باغي نسميه النضال» هل نتفق جميعا على ان هناك حاقدا وحاسدا ومحبا للسحر للايذاء يستهدفنا فماذا نفعل لدرء هذا الشر المستطير؟
أولا: نتعوذ بالله من شر هذا الحاسد ونتحصن بالله عز وجل، واحفظوا هذا الدعاء حين تخاف من انسان أو انسانة قل:«اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله أو مكانه هذا.
ثانيا: احفظ الله يحفظك من شياطين الانس ومن الجن والسحرة والحساد والحاقدين، فمن حفظ الله وجده امامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه فممن يخاف؟! وممن يحذر؟!
ثالثا: الصبر على الأهل والأصدقاء والمعارف، وحاول ان تقابل الإساءة بالصفح وعدم الاساءة والايذاء، وألا تشكوه الا لله عز وجل حتى لا يحدث نفسه بإيذائك.
رابعا: التوكل على الله وهو حسبك ومن كان الله كافيه ووافيه فلا مطمع فيه لعدو وتذكروا ان الجزاء من جنس العمل، تحسد وتعمل السحر ولا تريد ان ينالك الأذى، اعلم ان الله قاصمك.
خامسا: الفراغ اليوم فظيع جعل الكل يعمل بالشر من حسد وسحر واحقاد وخدمهم وجود الشبكة العنكبوتية خاصة ذوي الأنفس الضعيفة والمنحرفة التي وجدت فرصتها للإضرار بالناس.
سادسا: أقبل على الله وادحر الشيطان ان اردت حياة هانئة فأبعد وساوس الشيطان عنك وافعاله الخسيسة من حسد وحقد واستبدلها بافعال محمودة حميدة لأن القلب الخرب مسكن للشيطان.
سابعا: التوبة والتجرد لله عز وجل الله عز وجل يقول: (وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير) الشورى- 30.
لذا العبد الموحد الخائف من الله يقول: (اللهم اني اعوذ بك ان اشرك بك وانا اعلم واستغفرك مما لا اعلم).
قال لي احد المعالجين في السعودية: بعد ان اصبحت اعالج بالقرآن الكريم كنت ادعو المرضى الى البحث عما كسبت ايديهم من آثام وذنوب وأدعوهم إلى توبة صادقة بعد النصح فكانت النتائج عجيبة ومتصاعدة وفعالة.
ثامنا: الصدقة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال: «داووا مرضاكم بالصدقة».
وقال: «اللهم أعط منفقا خلفا».
فالصدقة تطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء وتدفع البلاء من كل فاجر وحاقد وظالم.
تاسعا: اصفح من اصعب الاسباب التي وجدتها على النفس هي اطفاء نار الحاسد والباغي بالإحسان إليه.
عاشرا: التوحيد الخالص لله ان اقتناعك بأمر التوحيد وأن الامر كله بيد الله يعطيك قناعة وراحة فاذا تدبرت كلامي اصبحت محميا بالتعويذات.
آخر الكلام
هذا الموضوع حساس وواقعي ويحتاج الى دعاة ومختصين يتكلمون فيه ساعات طوالا، واوصيكم جميعا بإصلاح قلوبكم، قل دائما «رب أصلح لي قلبي»، وادع دائما ربي زدني علما.. لعلك توافق ساعة الاجابة، وقد اجتهدت كي اقدم وصفة في مساحة صغيرة للقارئ الكريم وارى ضرورة ان يمارس الناس بين فترة واخرى الحجامة لانها تخرج الدم الفاسد لان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، ولنا في رسول الله قدوة حسنة، تذكرون يوم تضرر الرسول صلى الله عليه وسلم من الطعام المسموم فقام بعمل الحجامة في منطقة الكاهل ما بين الكتفين، وذلك لقربه من القلب، باختصار جربوا الحجامة.
وانا انصح ايضا بغسل البيوت وجدرانها بالماء والملح او بماء البحر لانه يزيل السموم والسحور ويحللها، وهناك من هو مقتنع بما ورد في بعض الادوية الطبيعية من قدرة مثل الريق، اللعاب او تراب الارض، وقد شاهدت من يأخذ ريقه ويضعه على الجرح أو النزف وايضا التراب وهي قناعات، وهناك من يقول لنا ان هذا له اصل في الدين فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة او جرح قال بإصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالارض ثم رفعها وقال «بسم الله، تربة ارضنا بريقة بعضنا يشفى سقيمنا بإذن الله»، رواه البخاري في باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم ورواه مسلم في باب استحباب الرقية.
كثير من الرجال والنساء يحبون «المسك» لانه ملك انواع الطيب واشرفها يسر النفس ويقوي الاعضاء الباطنة جميعا شربا وشمّا، عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أطيب الطيب المسك» ويقال ان بحثا جديدا أوضح ان المسك قاتل للجراثيم وخالٍ من الكائنات الدقيقة ومطهر.
هذا ما استطعت ان أخطه لكم يا من ابتليتم بسحر او حسد او مس او ظلم، «روشتة» وصفة علاج ناجعة من اسرار التوكل على الله واللجوء اليه، وأسأل العلي الكريم ان يمن على كل مبتلى بفرج من عنده وان ينزل على الجميع السكينة والطمأنينة وان يكون هذا المقال خالصا لوجهه الكريم، نافعا لقرائنا الكرام في مشارق الارض ومغاربها، والله يوفقنا للتفقه في دينه والثبات عليه، والحذر كل الحذر من كل ما يخالف شرعه القويم.