[email protected]
نحن «الشعب الكويتي» نفخر بمسيرة الديموقراطية لأننا نملك تاريخا متأصلا في النهج الديموقراطي بعد ممارسته لأكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد، في ظل «دستور» سبق عصره لأن عظمته من عظمة «الرجال الرجال» الذين صاغوه وحموه، والله يبارك مسيرتنا الديموقراطية باتجاه المزيد من الاستنارة والديموقراطية وحفظ تاريخ رجال الزمن الجميل حكاما ومحكومين.
انني في هذه المساحة اخاطب «عيال الكويت» عن تاريخ الآباء والأجداد الأماجد، فنحن لدينا مجلس شورى في 1921 ترأسه الشيخ أحمد الجابر، رحمه الله، وتم اختيار اثني عشر شخصا تشكل منهم هذا المجلس وهم: حمد عبدالله الصقر، أحمد الفهد الخالد، مشعان الخضير الخالد، مرزوق داود البدر، هلال فجحان المطيري، خليفة شاهين الغانم، يوسف بن عيسى القناعي، عبدالرحمن خلف النقيب، أحمد صالح الحميضي، شملان بن علي بن سيف، إبراهيم المضف، وعبدالعزيز أحمد الرشيد، رحمهم الله جميعا، وبهذا المجلس نكون أول دولة خليجية تطبق الشورى لتنتقل فيما بعد إلى مجلس الأمة المنتخب!
ولدينا مجلس بلدي منتخب في عام 1932 ايضا من اثني عشر عضوا وهم: يوسف القناعي، سليمان العدساني، محمد أحمد الغانم، زيد سيد محمد، حمد الداود المرزوق، مشاري البدر، مشعان الخضير الخالد، سيد علي السيد سليمان، نصف بن يوسف النصف، أحمد معرفي، مرزوق الداود البدر، يوسف الصالح الحميضي، وانتخب الأعضاء سليمان العدساني مديرا للبلدية ورئاسة الشرف الى الشيخ عبدالله الجابر الصباح، رحمهم الله جميعا، وأيضا مجلس معارف، حيث تمت دعوة 50 ناخبا من وجهاء الكويت لاختيار اثني عشر عضوا، ورأس المجلس شرفيا الشيخ عبدالله الجابر الصباح ـ رحمه الله ـ وهناك مجلسان تشريعيان: الأول مجلس 1938 واختير له الشيخ عبدالله السالم الصباح (نائب الحاكم حينذاك) رئيسا له، وكان من ابرز انجازاته صياغة مشروع القانون الاساسي الذي رفع الى الحاكم وتم توقيعه في 9 يوليو 1938.
مجلس 1939 تم اجراء الانتخابات واختيار 20 عضوا وليس 14 كما كان معمولا به في المجلس السابق، وتم اختيار الشيخ عبدالله السالم رئيسا، ونتيجة لخلاف حول «نص الوثيقة» أصدر حاكم الكويت حينذاك أمرا بحل المجلس الذي لم يكن قد مارس مهامه بعد.
٭ ومضة: تمعنوا في الاسماء انهم «كويتيون حتى النخاع» وهم من عوائل كريمة وأصول طيبة وقبائل عريقة، ولكنهم نجحوا في تكريس الشرعية الدستورية وهذه هي «الغمندة» السرية والسحرية لهم!
٭ همسة: أيها الشباب الكويتي هؤلاء هم «قدواتنا ومراجعنا» وليس ما يجري الآن!
وفي التاريخ البرلماني الكويتي رجال عظماء سنأتي على ادوارهم ان شاء الله وهم كثر ولله الحمد، وهم تيجان على رؤوسنا وأوسمة على صدورنا لتاريخهم المجيد وعدم رميهم لـ «العقل والغتر» وعبارات الاستجداء للأسف!
٭ آخر الكلام: إن حماية أمن الكويت القديمة كانت على يد هؤلاء ولاحظوا واقرأوا الاسماء وتمعنوا انهم كل أطياف الكويت لكن الفارق كان حبهم للكويت مقدما على أي مصلحة أخرى «كفاءة وقدرة ومشاركة ايجابية» والكرسي آخر همهم! وهناك أكثرية صامتة من نسلهم وذرياتهم يرفضون كل هذا التشرذم والصوت العالي للطائفية المقيتة والقبلية، ويبقى قول الله عز وجل: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب - سورة آل عمران: 8)، هناك في الساحة الانتخابية «مرشحون» يمشون ويسلكون درب هؤلاء الرجال العظام.. صوتوا لهم تنجح الكويت وتنجح الديموقراطية!
يقول شاعر الكويت الكبير عمي منصور الخرقاوي، رحمه الله:
الكرام أهل اللزوم الطيبين
ما بهم من صك للعانيين باب
والقاع لو تشكي الحرارة لرخوم
واجب عليها تبدل ارجال برجال
لن يفهم كلامي إلا من عرف رطني، ورطني أن أصوّت لوطن صح!