[email protected]
في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات في أوروبا من أجل نصرة الحجاب احتجاجا على قوانين صدرت بحظر كل الأمور الدينية الظاهرة ومن بينها الحجاب في المدارس الحكومية، وتعالت الأصوات هنا منددة بهذه القرارات القائمة على حظر المظاهر الدينية، في هذا الوقت نرى للأسف الشديد بعضا من بناتنا اللاتي ارتدين الحجاب ينزعنه ويتباهين بهذا الأمر حتى في وسائل التواصل الاجتماعي (الميديا)!
هذه الفتاة التي نزعت الحجاب وتفاخرت وتعمدت خلعه معصيتها أعظم من التي تجهل حكم الحجاب!
نزعت الحجاب
يوم مناصرة الحجاب العالمي الذي مر علينا جعلني أتوقف طويلا امام هاتين الظاهرتين، الاولى في أوروبا نصرة، وعندنا «نكسة» وتراجع!
وأقولها للصامدات والجديدات: حجابي حرزي نور في فؤادي.. فلست أطيق عنه الانفصام.
مر الحجاب في بداياته بهجمة شرسة من التيارات العلمانية والليبرالية والإلحادية، وعانى من التضييق في دول عديدة منها تركيا على سبيل المثال سابقا.. سنوات سطوة العلمانية «الأتاتوركية» البغيضة.
واستطاعت «المحجبات الكويتيات» على مدى ثلاثة عقود ماضية ان يكسرن الحاجز ما بين الناس والحجاب وتغيير الصورة النمطية بجعله ايضا يساير الموضة، وهنا انقسم من يلبسن الحجاب الى فريقين، الاول ملتزم ومحافظ على الشكل والمضمون وان يكون ساترا لا شفافا ولا يصف جسم المرأة بمعنى ما اصطلح عليه مسمى «الخمار»، وهو الرداء الذي يغطي الرأس والوجه، وفريق آخر يلبس الحجاب لكن أي حجاب هو بالاسم حجاب ولا يمت للحجاب بصلة اطلاقا وإنما لدواعي الموضة والتقليد ووصفوا الحجاب الشرعي بأنه «الشكل الوهابي».
للشاعر أحمد شوقي أبيات في الحجاب عجيبة يقول:
فقل للجانحين إلى حجاب
أتحجب عن صنيع الله نفسُ
إذا لم يستر الأدب الغواني
فلا يغني الحرير ولا الدمقسُ
الحجاب اليوم يعاني من هجمة ارتداد عند كثير من الفتيات اللاتي يقلن انهن عانين من كبت أُسري وإجبار.. الله اكبر! بينما يزداد «الفريق الإيماني» تمسكا بالحجاب ويصفه بالفريضة والستر والأكثر أنوثة.
تقول إحداهن على «تويتر»: هو موضة وليس فريضة وعلشان أتزوج!
انا احيانا أشاهده «عدوى إنسانية» وتقليدا وعدم ثبات في الرأي وايضا عدم اتزان وميلا الى التحرر واضطرابا في الشخصية.
في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات انتشر الحجاب بسرعة في الكويت والدول العربية، وأصبح الحجاب هو المسيطر على المراحل الدراسية خصوصا الجامعة، واليوم نشهد مرحلة تراجع تدعو الى التخلي عن الحجاب، ومن يتابع يعرف بيقين ثابت وصادق أن هناك صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تؤيد لا بل تدعو الفتاة لخلع حجابها وتعرض صورا ونماذج لبنات تخلين عن حجابهن لضعف عقيدتهن.
أنا انصح هنا بعدم القول: لا تلبسي الحجاب إلا عن اقتناع، وهذه برأيي نصيحة للأسف غير سديدة ولا مفيدة وإنما أدعو أي فتاة لقراءة سورة النور قراءة متأنية.
في قضية الحجاب «إرادة» إما أن ينتصر فيها «شيطانك» أو تجتهدي في إيمانك وتصمدي طاعة لله وتذوقي حلاوة هذا الصمود في هذه الطاعة.
قال الشاعر:
قالوا فقدتُ صوابي لما ارتديتُ حِجابي
وصرت فيه نشازا منبوذة كالغرابِ
دعوا حجابي وديني ومنزلي وكتابي
أسمو بديني وأرقى بعفتي وحجابي
ومضة: علينا الالتفات الى الشبكة العنكبوتية (النت) والعمل على تشكيل فريق مضاد يقدم مواد مدروسة عن الحجاب والرد على صفحات الداعين الى التحرر والملحدين وغيرها، وأتمنى من علماء الشريعة والاطباء النفسيين تقديم مساعدة لمن خلعت حجابها عودة للوراء لإحياء موضة «الميني جيب» وزمن الانفتاح والانشكاح.
أتذكر مرة سمعت في المذياع اغنية تقول: تحجبتي برافو عليكي!
كما ان على الكتاب الملتزمين بالدين الكتابة بالمسلسلات والتمثيليات عن شرعية الحجاب وخصوصيته الاسلامية لتثبيت الهوية.
آخر الكلام: أعتقد والله اعلم أن الحجاب في أوروبا هو القادر على الصمود أمام هذه المحاولات والتحديات، لأن الحفاظ على لباس الحجاب هو احدى وسائل الحفاظ على الهوية الإسلامية للفتاة المسلمة، وأنا على يقين بأن الحجاب والدفاع عنه سيبقى قضية حية وأن تصميد اخواتنا في الغرب هو الجهد الأكبر في المرحلة المقبلة.
زبدة الحچي: انا أحب إمام الحرم المكي الشيخ سعود الشريم الذي له قصيدة مؤثرة ردا على الدعوات التي انطلقت لنزع الحجاب والذي انتقد في قصيدته الرائعة على «تويتر» كل الدعوات الهدامة التي وصفها بالناشرة للخراب والناسفة للفضيلة، مؤكدا أن خلع هؤلاء للحجاب هو تشريف للحجاب وأن تدبيرهن سيرونه غدا سرابا.
واختتم فضيلته قصيدته بوصف هؤلاء بالأذناب قائلا:
لا تستوي تلك الرؤوس إذا غلت
ورؤوس فساق غدت أذنابا
أدعكم مع قصيدته الرائعة، فتأملوها.. يقول:
قالوا سنخلع يومها الجلبابا
ونشيع بين المسلمين خرابا
لا نرتضي قيدا على حرية
لا نرتضي في المسلمين حجابا
لا نبتغي سترا يكون وعفة
سنمزق الأخلاق والآدابا
قالوا سننسف بالفسوق فضيلة
فالفسق في حرب التدين طابا
قالوا سنحشد جمع مليونية
لم تخش في نشر الفجور عقابا
جعلوا هوى الفجار فوق شريعة
وحماة كل رذيلة أربابا
قلنا لهم فلتجمعوا من شئتموا
ولتبذلوا المستطاع والأسبابا
ولتحشدوا ولتمكروا ولتصرخوا
ولتكثروا في العالمين سبابا
ولتبذلوا أموالكم وعقولكم
ولتفتحوا لجهنم أبوابا
ولتقذفوا من كان هذا شأنه
فيها فقد ضل الطريق وخابا
لو يخلع الجلباب مليونية
فبخلعهم قد شرفوا الجلبابا
مهما يكن هذا الذي قد ابرموا
فغداً يراه الماكرون سرابا
قولوا بقولكموا ولا تستعجلوا
فالفوز حظ القائلين صوابا
فهم الذين علوا بشرعة احمد
لم يرهبوا الأغلال والسردابا
لا تستوي تلك الرؤوس إذا غلت
ورؤوس فساق غدت أذنابا
اسمعوها مني صريحة بعدما عايشت وشاهدت المسألة اليوم صراع حضارات وليست مبادئ ديموقراطية، الحجاب (قلق غربي) متزايد وأميركي علني، المطلوب منا نحن أن نستيقظ فلقد تكالبت علينا الأمم في تمييز عنصري بغيض ومرفوض من كل الأديان الثلاثة!