[email protected]
كل زائر للكويت عندما يُسأل ماذا تريد ان تزور؟
تلقى الاجابة «على طول» ودون تفكير «المباركية».
قالوا كل بيت لا يدخله ضيف لا تدخله الملائكة وكويتنا مضيافة وكلها بركة بحس أهلها الذين يحبون الضيوف ويكرمونهم امتثالا لقول الشاعر:
يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا
نحن الضيوف وأنت رب المنزل
وقال شاعر آخر:
يستأنس الضيف في أبياتنا أبدا
فليس يعلم خلق أيُنا الضيف
هذه حقيقة أهل الكويت الكرام «عشريين ويحبون الضيوف» وهذه طبيعة أهل السواحل، ونحن ولله الحمد جمعنا «الصحراء - والبحر» ويجد فيها كل ضيف ضالته، يبي البر موجود، ويرغب في البحر متوافر، «يطب ويتخير» والعين اوسع له من المكان.
ما شاء الله، ما يطوف يوم إلا ونسمع خير عن المباركية، وطابعها التراثي، وكيف تحولت الى «أيقونة السياحة الكويتية بالصدارة»!
ما في كويتي إلا ويفرح عندما يقرأ أو يسمع عن التطوير المتواصل عن منطقة المباركية «قلب الكويت النابض»، وهذه مسؤولية بلدية الكويت خاصة، بعد ان تحولت هذه المنطقة الى اختيار شعبي كويتي واسع، ومن مختلف الشرائح، كما تحولت الى متنفس سياحي ومعلم حضاري، وأتمنى ان نصل الى ما وصلت اليه منطقة «الحسين المصرية» بكل عبقها القديم، وعلينا ان نستثمر هذه الجنسيات والاعمار التي تجوب «المباركية» بتسليط الاعلام عليها، لان المباركية وما جاورها من «صفاة، سوق الجت، سوق الدلالوه، الأسواق القديمة الأخرى» كلها والله ملتقيات ثقافية وسياسية «كشك الشيخ مبارك في المدخل الشرقي لسوق الخضرة».
علينا ان نفخر بأن سوق المباركية جزء من تاريخ الكويت، ونحمد الله انه صمد أمام التقدم المدني والناطحات، وفيه اليوم تجد حاجتك، ماذا تريد؟
«آثار موجودة، فاكهة وخضار، مطاعم مشكلة، اكسسوارات، ذهب، صرف عملات، بشوت، ملابس، بضائع، عطور وبخور، حلويات، لحوم، سمك، تمور، تحف وخزفيات».
ومضة: سوق المباركية معلم تاريخي سياحي منوع نفخر به، ونأمل ان يواصل دوره في رفض «الحداثة»، ويرجع اسمه ونسبه الى الشيخ مبارك الصباح، رحمه الله، وهو اليوم بكل صراحة مكان محبب الى «المواطن والمقيم على حد سواء»، لان كل شيء ذكرته فيه مبهر ومتوهج وأسعاره طيبة، والكل راض عن المكان والزمان.
آخر الكلام: ماذا ينقص هذا المعلم الحضاري اليوم؟
أنا شخصيا أرى أولى الأولويات ان ننشط في قضية النظافة وان نجعل في كل مرافق هذا السوق «حمامات- W.C» فليس من المعقول مع هذه الكثافة البشرية ان تجد ان «الحمامات» اقل من اصابع اليد!
اقولها لكم بأكثر صراحة: سوق المباركية واجهة تراثية سياحية ناجحة، لا تتحمل «قلة الاهتمام»، لاننا لو مشينا على مرحلة «طمامة المرحوم» راح يندثر المكان، يجب زيادة اعداد عمال البلدية، والتنظيف مهم، ولماذا لا نكون مثل «سنغافورة»، نغسل المباركية بالماء والصابون؟!
زبدة الحچي: أكيد ما في كويتي إلا وفرح بترميم «كشك مبارك»، فهو أول مجلس أمة كويتي التقى فيه الشيخ مبارك، طيب الله ثراه ومثواه، بأهل الكويت ورجالاتها الاخيار.
في السابق كنت كلما دخلت «سوق الغربللي» وعرجت على مكان الكشك «وكان قد تحول لسنوات طويلة لمحل للفلافل والسمبوسة والچباتي» الى ان التفتت اليه الشيخة أمثال الأحمد، أطال الله في عمرها، وجرى ترميمه واعادة رمزيته التاريخية لتعرف الأجيال تاريخ هذا المعلم التراثي، وأجمل ما تكون المباركية اذا اردت زيارتها في الأعياد الوطنية، وفي شهر رمضان المعظم، وكلها عودة الى الزمن الجميل، سوق الغربللي، وبن دعيج، وسوق السلاح وسوق الزل، وغيرها كثير.
سوق المباركية العامر في انتظارك مع أسرتك أو ضيوفك، فهيا اعزمهم على «ماعون كبدة وقلوب»!
وخلهم يحلون بالزلابية والرهش واللقيمات.. اضرب بالخمس!