[email protected]
ما من أسرة إلا ويكون لديها في فترة من الفترات مراهق أو مراهقة!
وهذا الأمر جد خطير ويتطلب الحذر في التعامل لأن المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطورة في هذه المرحلة الحساسة من عمر الإنسان هو في التغيرات في مظاهر النمو المختلفة: «الجسمية ـ العقلية ـ الاجتماعية ـ الانفعالية ـ الدينية ـ الخلقية» وأيضا أضف إليها الصراعات والمواجهات في داخل وخارج الأسرة، قضيتنا اليوم «في بيتك مراهق» كيف تتعامل معه؟
ومفهوم «المراهقة» محدد عندنا في لغتنا العربية الجميلة فراهق الغلام يعني «قارب الاحتلام» ورهقت الشيء رهقا أي قربت منه والمعنى هنا يشير الى الاقتراب من النضج والرشد.
عزيزي القارئ: هناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني «بلوغ المراهق القدرة على الإنزال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو غدده الجنسية وقدرتها على أداء وظيفتها، اما المراهقة فتشير الى التدرج في النضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه ونظرته للحياة وتعامله مع الناس الذكور والإناث.
النمو في هذه المرحلة كالبركان فسيولوجيا وهرمونيا وذهنيا وانفعاليا «وهنا مكمن الخطورة في التعامل مع المراهق، أيها الأب كن له الموجه والصديق والملجأ، وأنتِ أيتها الأم انتبهي لبنتك، وكوني لها الموجهة والصديقة والمحضن الآمن، لا تجعليها تغيب عن ناظريك دون تعسف!».
طبعا المراهقة مراحل زمنية تعلمناها ايام الدراسة ثم اكتشفناها في الحياة وباختصار هي: ـ مرحلة الطفولة ـ المراهقة الأولى 11 ـ 14 ـ المراهقة الثانية 14 ـ 18 ـ المراهقة الثالثة وتسمى المتأخرة: 18 ـ 21 وهي هكذا تمتد، تطول أو تقصر، لتشمل اكثر من عشرة أعوام من عمر أي إنسان.
ومضة: أيها الأب، أيتها الأم، قارئي
علامات بداية المراهقة نمو جسدي في قفزة سريعة طولا ووزنا وتختلف ما بين الذكور والإناث غير الشاب صوته يخشن وأجهزته التناسلية تكبر، اما الإناث فينمو الثديان وتظهر الدورة الشهرية وأيضا «الشعر» صفة مشتركة يظهر في اكثر من مكان ويصاحب هذا كله تغير نفسي، ففي البنات نزول العادة يربك بالمفاجأة والخوف والانزعاج وهنا يأتي «دور الأم»، أما الذكور فيريدون مرجعا الى كل التغيرات التي تظهر عليهم، وهذا هو دور الأب، فالأم والأب هما الأقدر على إجابة كل الأسئلة ولا تجعلا الابن والابنة يلجآن الى غيركما أبدا.
آخر الكلام: من أصعب الأمور على المراهق النمو الجنسي الذي يحدث مصاحبا للمراهقة ومن شأنه أن يحدث أزمات وانحرافات ما لم يكن هناك «أب حان وأم فاهمة»، لأن أشكال هذه المراهقة تتنوع وتختلف، وأخطر ما أراه «انسحاب» المراهق او المراهقة من مجتمع الأقران الى الانعزال!
هنا يكون دور الأب الإرشادي والأم حتى لا يتحول هذا السلوك «الانفرادي الانعزالي» الى اشكال من الكوارث ومن خلال التجارب أرى ان «المعاناة مع المراهق» تكمن في الآباء والأبناء، في «الخوف الزائد» من أولياء الأمور، وتفسير كل شيء وفق قناعاتهم، مثل الخوف الزائد من أصدقاء السوء، والاتهام الدائم «أنت قليل خبرة ومتهور»!
لا تقل لي حريتك واستقلاليتك!
هذه العبارات «تنفر المراهق» وتبعده عنك كأب وأم!!
لأن «الأبناء» في هذه الحالة يعيشون الاغتراب والتمرد والخجل والانطواء وكل أنواع السلوك المزعج وتجريبه في عصبية وحدة طباع!
زبدة الحچي: عزيزتي الأم وعزيزي الأب: أثبتت الدراسات التربوية الأخيرة ان 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة محاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليدهم في مجتمعاتهم، في حين تشاركهم المدارس وطلبتها من بيئات مختلفة نقل معلومات مختلفة وربما بعضها خاطئ، وايضا «الأجهزة النقالة» عبر الشبكة العنكبوتية، والسينمات والفضائيات، وكتب الروايات وغيرها من وسائل الثقافة الجديدة «التدخل» في حياة أبنائهم المراهقين!!
الوصفة السحرية «الروشتة» ان تتفهم مراحل المراهقة وعلاماتها وتتعامل معها بالصراحة والثقة بالطرف الآخر وتوجيهه دون حياء وبكل الرضا والتفهم والشفافية وتذكروا ان «المراهق» في بيوتكم يحتاج الى الحب والأمان والحاجة الى الاحترام والتوجيه الإيجابي والتشجيع والتحفيز لإثبات الذات.. مارسوا واستمتعوا.
ولكن وإياكم استخدام الضرب بعد سن الـ ١٠ سنوات أبدا، وإن كان لا بد فليكن تأديبا غير مبرح ولا مكسر مع تجنب الوجه!