[email protected]
كلما تقدم بنا العمر ورأينا أحبابنا يرحلون نتذكر على الدوام أن الموت أصعب ما نواجهه، فنحن لا نتخيل الحياة بدون هؤلاء الأحباب، وفي نفس الوقت يذكرنا «هادم اللذات» بأننا يجب أن نكون دائما على استعداد لاستقباله، لأنه يأتينا بغتة، وهناك حقيقة بأنه لا يأتي متأخرا أبدا!
واول من أمس (يوم الثلاثاء) 6 من شعبان 1438هـ الموافق 2 مايو 2017م، غصت مقبرة الصليبخات بوفاة الأخ الحبيب الجار العزيز حسن عبدالرحمن البصيري - أبوبدر - طيب الله ثراه ومثواه عن عمر 69 عاما، وقد جاورته في منطقة خيطان من عام 1980 الى 2000 وكان - والله - نعم الأخ والجار، يتصف «بطيبة أهل الكويت القدامى» لا تسمع له صوتا ولا عتبا لأحد، وكان دائم البسمة الراضية المرضية.
أحببته لأننا نعرف «بعضنا» من أيام زمان (روبوتنا) في منطقة القادسية والتقائنا في مدارسها ودواوينها العامرة وفرجانها، ثم جاورته في منطقة خيطان وكان وأهله (نعم) الأهل والجيران.
من هو حسن عبدالرحمن حسن البصيري؟
من مواليد 1948 - شرق من فريج بن دعيج، وخريج الكلية الصناعية، وتخرج وعمل في محطات وزارة الكهرباء والماء في محطة الدوحة.
كان محبا للبحر ومهنة النجارة ولعل الأخيرة مارسها إبان الاحتلال العراقي الغاشم عندما قرر (أبو بدر) أن يكون من الصامدين، وقد قام وأنجاله بدور بطولي في مساندة أهلنا في منطقة (خيطان الخطرة التي كانت تعج بالقوات العراقية والمخابرات) فعمل مع أولاده في المخابز ورفع القمامة وتوزيع النقود على الأسر المحتاجة وتقديم العون لكل معوز ومحتاج.
ومضة: ورحل (أبو الطيبة) أخونا الكبير حسن البصيري وكان طوال حياته في سباق نحو الجنان بأعماله وأخلاقه وكأنه في سباق مع الزمن بالعبادات والمعاملات والأخلاق كالصدق والأمانة والعدل والعفو والكرم والكلمة الطيبة التي تسر السامع وتؤلِّف القلب وتحدث أكبر الأثر في نفوس الناس المحيطين لتفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر، كم كان متصالحا مع نفسه والناس، رحمك الله أبا بدر!
آخر الكلام: أعزي أبنائي أنجاله الأحباب الذين تربوا في خيطان ورأيتهم يكبرون حتى تخرج الأكثر منهم وهم أبنائي: د.بدر، نواف، احمد عبدالرحمن ، عبدالعزيز، عبدالله، نورة، فاطمة ولأمهم الغالية أم بدر وآل الناجم الكرام.
والعزاء موصول الى اخوانه وأهله وأنسبائه عائلة الناجم الكرام (خوال عياله) ولكل من الدواوين التي يرتادها (ديوان العثمان - ديوان الرندي).
وأيضا العزاء موصول لأصدقائه المقربين: أحمد الأيوب، عادل الذويخ، زيد القويعي، سامي العثمان، سعد الحميدة وكل الذين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم وكتابة اسمائهم.
ولجيرانه الكرام: اللاعب الفذ فتحي كميل، عبدالله العلي، عيسى أكبر، حمد العجيمان، سالم البلوشي، أبومصعب الأيوبي.
يقول لي الأخ الحبيب النسيب والعضيد - حمد السعيد - بوسعد، بالأمس كان معنا في الديوانية وكأنه يودعنا، ولن تغيب عني ابتسامته الأخيرة!
زبدة الحچي: قال الشاعر:
ولا يموت ميت إن كان
في ذكراه ما يبقى ويخلد
ورحل طيب الذكر حسن البصيري مصداقا لقوله تعالى: (.. فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) النحل 61.
الموت حق في رقاب العباد، وقد عرف أبو بدر أن الموت حق فعمل لهذا اليوم، يقول الشاعر:
دار هم لم يدم فرحٌ
لامرئ فيها ولا حزنُ
كل حي عند ميتته
حظه من ماله الكفن
اللهم اجعل قبر عبدك حسن البصيري - روضة من رياض الجنة، واجعل منزلته الفردوس الأعلى من الجنة.
رحمك الله أبا بدر وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
رحمك الله أبا بدر وإنا (لاحقون) بك على المحجة البيضاء إن شاء الله.. وتسقط دمعة.