[email protected]
نظرة عزيزي القارئ الكريم لما يعانيه أغلب المسلمين من تخلف وجهل وتفرق وشتات وضياع وانسلاخ عن ديننا، وتسلط الأعداء علينا ولكل هذا سبب، لا بل أسباب وهي الابتعاد عن ديننا مظهرا ومخبرا، علما وعملا، والابتعاد بكل أسف عن منهج الله وكتابه (القرآن الكريم) الذي هو منهج إلهي رباني لكل البشر.
لقد ابتعدنا عن كتاب الله العظيم وانصرفنا في غفلة عن تدريسه وحفظه والعمل به على الوجه الأكمل المطلوب، ومع تعاظم الصحوة الإسلامية المباركة ثم الالتفات إلى ضرورة تلاوة القرآن الكريم وتجويده وتحقيق مخارج حروفه وفهم وشرح آياته وسوره، والعمل على تحقيق أحكام التلاوة والتجويد بصورة عملية وليس فقط محاولة نيل الأجر والبركة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه متعجبا: أُنزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً.
وقال حسن البصري: وما تدبر آياته إلا اتباعه بعمله، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده.
قال تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)سورة ص - 29.
إن وجود حلقات القرآن وتدريسه وتعلمه والعمل بما جاءت به آياته أمر طيب وإنجاز عظيم لهذه الأمة.
لقد تميزت ولله الحمد الكويت بوجود الكثير من المسابقات القرآنية المباركة التي رصدت لها الأموال وحصدنا ولله المنة والحمد العشرات من حفاظ القرآن الكريم ونحن نفخر بهذا ونعتز بهم، بعد أن ظللنا سنوات طوالا في غفلة عن تدريس القرآن وتعليمه.
قال تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) إنه تهديد ووعيد من المولى عزّ وجلّ لنا جميعا، ولعل هذا الشقاء والضيق الذي تمر به أمتنا الإسلامية مرده إلى هذه الآية العظيمة وأقصد (الإعراض) عن ذكر الله وهجر القرآن الكريم.
يقول العلامة ابن القيم رحمه الله عن هجر القرآن ما يلي:
1 - هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه.
2 - هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به.
3 - هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه واعتقاد أنه لا يفيد اليقين وأن أدلته اللفظية لا تحصل العلم.
4 - هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه.
5 - هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلب، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به.
أليس كل هذا يذكرنا بقوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا). سورة الفرقان - 30.
كان منهج الرسول صلى الله عليه وسلم هو تطبيق ما أمر الله به عند تعليمه الصحابة رضوان الله عليهم.
قال أبي بن كعب رضي الله عنه: إنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوهــا حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل.
مرت علينا سنوات خلت هجرنا القرآن ولم نعلمه كما جاء في السنة المحمدية لأسباب كثيرة، ولكن مع هذه الصحوة وهمة كثير من الدعاة في وضع القرآن الكريم وتعلمه وفهمه وشرحه والعمل به موضع التنفيذ بطريقة ميسرة ووضوح عبارة والربط بين الآيــات وتنــاسبهــا وإبراز القيم القرآنيــة وربط هذا كله بالسلوك الإنساني الحاكم والضابط لحركاتنا البشرية في الحياة.
ومضة:
حيوا معي جهود الراجية عفوه أختنا وأستاذتنا القديرة د.فاطمة بنت عمر نصيف وأخواتها المجتهدات معها أ.نوف خالد يوسف المرزوق وأ.سميرة احمد بادغيش وأ.ليلى محمد سلامة وشيخ المخرجين الأستاذ حسن ماهر.
آخر الكلام:
لنحيا بالقرآن - تفسير قيمي للقرآن - خرج إلى النور بجهود هذه الكوكبة النسائية المباركة يؤكد أن الإسلام هو (الدين القيم) و(دين القيمة) وهو دين القيم الفاضلة والثابتة، ومن ثم فإن نظام القيم في الإسلام هو نظام الإسلام بصورته الكلية العامة: عقيدة، وعبادة، وشريعة وأخلاقا.
زبدة الحچي:
إصدارات قيمة لآيات القرآن الكريم في أكثر من كتاب صدر وألحقت به جداول بالآيات يقابل القيمة فيها التطبيق العملي فيتحقق الهدف المنشود والمقصود بـ «لنحيا بالقرآن».
بدأ صدور الجزء الأول بشرح سورتي الفاتحة والبقرة والثاني «آل عمران» وجار إخراج الجزء الثالث، وللتواصل مع هذه المجموعة الطيبة الرجوع إلى البريد الإلكتروني [email protected]
يبقى من الوفاء أن أشير إلى أن د.فاطمة عمر نصيف أهدت الجزء الأول لوالديها الغاليين وهما: صديقة شرف الدين وعمر محمد نصيف - رحمهما الله.
قضيت إجازة الأسبوع في تصفح واستيعاب ما وجدته من درر في كتاب «لنحيا بالقرآن» وإنني أدعوكم لاقتنائه لأنه يسد عجزا عظيما في مكتبات بيوتنا، وكما قالت أخواتي في آخر الإصدار: يا مقيل العثرات وغافر الزلات، اغفر لنا جميعا.. خووش كتاب جربوه تفلحوا، والله الموفق.