[email protected]
من العادات المتوارثة عندنا «القرقيعان»، وهو ايضا موجود في البحرين ويسمى «قرقاعون»، وفي قطر «قرنقعوه»، أو «القرنقشوه» في سلطنة عمان، وهو موجود في العراق والاحواز والاحساء بالمملكة العربية السعودية، وفي الامارات يطلق عليه «حق الليلة»، ويحتفل به ليالي 13 و14 و15 رمضان، وله اهازيج خاصة بالاولاد واخرى بالفتيات، وفيه تلبس الملابس الشعبية (الاولاد الدشاديش، والبنات الدراريع والاثواب المطرزة بالزري) وكل في رقبته كيس يجمع فيه القرقيعان، وهو عبارة عن «مكسرات وحلاو» وبعضهم أضاف القطع النقدية مثل المائة أو الخمسين فلسا، أما الأولاد فيقولون:
سلم ولدهم يالله.. خله لامه يالله
سلم «اسم الولد أو البنت» يالله.. خله لامه يالله
اما البنات فيقلن:
قرقيعان وقرقيعان بين قصير ورميضان
عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام
يالله سلم ولدهم «اسم الولد أو البنت» يالله خله لامه
عسى البقعة ما اتخمه ولا توازي على أمه
في الكويت القديمة كانت المجاميع تخرج من الفرچان من چبلة الى شرق او العكس والى المرقاب، وكانت العملية بسيطة وعلى الفطرة وطبعا فيها «هواش» وفيها مواقف ضاحكة وأخرى تخويف ورعونة ومشاجرات وخطف أكياس لكن على الفطرة وما فيها فلبينيات وسيلانيات وهنديات!
ومضة: القرقيعان عادة تراثية يجب المحافظة عليها، وهي موروث اجتماعي جميل ومحبب للمواطنين والمقيمين معا، لكن اليوم شابها كثير من التغيير والنقد والمبالغة والمباهاة والفشخرة والتفاخر الزايد عن الحد وبعضهم يكلف نفسه فوق ما يطيق (اي يقدم القرقيعان بمستوى خمس نجوم)!
آخر الكلام: للأسف القرقيعان تحول عند البعض الى ميدان تفاضل وتجاوز غير عادي بمعنى يكلف نفسه ميزانية وقدرها لأنه يطبع «العلب» على حسابه ويستخدم أفخر أنواع الشيكولاتة والحلويات والمكسرات ويضع نقودا او نيرات ذهب!
زبدة الحچي: فناتق جديدة دخلت على القرقيعان فلبينيات وسيلانيات وهنديات وافريقيات يقدن مجاميع من الاطفال ويقرقعون وملبسينهم الذهب وأحلى واغلى الثياب «ما تخافون عليهم»؟!
القرقعيان «عملية بسيطة جدا وفرحة للاطفال»، المبالغة والتهويل فيها جعلها مستنكرة!
طبعا لو أرجعنا هذا الأمر للشريعة والشرع، فالقرقيعان بدعة ليس لها اصل في الاسلام ولا في الدين.. لذا يجب ألا نبالغ كثيرا في الإسراف والهدر عليها، يعني «كيس قرقيعان بـ750 فلسا» يؤدي الغرض، لا 1750 دينارا!
الغلو والفشخرة والمباهاة أفسدت القرقيعان.. بسنا إسراف.. لعل قومي يبادرون!