[email protected]
كانت أمسية جميلة في مركز اليرموك الثقافي قادها وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد بكل اقتدار في لقاء مفتوح مع رئيس وأعضاء جمعية الصحافيين وكوكبة من أبناء الكويت من الإعلاميين والصحافيين والناشطين الإعلاميين.
أنا شخصيا بعد أن رأيت الفيلم المعد عن مشروعي الجزر الكويتية ومدينة الحرير ضمن الرؤية السامية لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، تمنيت أن أظل في حلمي وعالمي الذي طالما تمنيته في طريق الحرير وعبق التاريخ والحضارات والثقافات والديانات ورائحة البخور واللبان على امتداد هذا الطريق «الحلم» القابل للتطبيق والإنجاز.
نعم.. بالفعل استطاع الشيخ ناصر صباح الأحمد أن يأخذنا بعيدا عن الواقع ويبعد بنا متوغلا في أعماق استشراف المستقبل بثقة ومعه فريقه الأخ عدنان البحر والأخ عبداللطيف المشاري في لقاء مفتوح وعلى مدار اكثر من ساعتين من «رؤية الرؤية»، وكيف ستكون الكويت منطقة جاذبة للاستثمار وتعطي «أجيالنا الكويتية» موردا آخر غير النفط بعيدا عن الإدارة البيروقراطية والدورة المستندية والتركيبة السكانية ونظرة «الحسد والعراقيل»!
ما شاهدناه رؤية وحلم يحتاجان الى آلية ذكية في اجتياز تلال العقبات وضرورة حشد الطاقات بحملات مستمرة وناجحة، مثلما شاهدنا نجاح الشيخ ناصر صباح الأحمد في إقناعنا بأن ما رأيناه ليس حلما فقط، وإنما واقع تم البدء فيه.
أنا شخصيا أرى أن يواصل الشيخ ناصر صباح الأحمد ما بدأه مع الإعلاميين وشرائح أخرى من النخب وجمعيات النفع العام والتعاونيين واتحادات الطلبة والعمال وكل الشرائح الكويتية في المجتمع.
ما شاهدناه من أفلام يحتاج الى معرض «مجسد للمشروع»، وفي الكويت من «عيالنا» الفنانين التشكيليين والمتخصصين من يستطيع أن يجسد لك المشروع بكل ما فيه كالواقع المعيش، وبمعنى أدق «بانوراما للمشروع» مرئية تستخدم فيها كل التقنيات الالكترونية.
مشروع بالفعل «حلم يراود كل كويتي مخلص لهذه الأرض المباركة»، ويحتاج الى من يضبط مساراته ويحميه بالتشريعات الخاصة به، وأتصور الصين بالإضافة الى الهند ودول آسيا الوسطى تعطيه نكهة الحرير، أتصور اننا هنا باتجاه تتويج العولمة في بلدنا مع الأخذ بالمحاذير الواجبة.
ومضة: مشروع طموح يخدم الكويت ويحتاج منا إلى أن نسوقه لجيراننا في المنطقة ليتفهموا أبعاده وكيف سيخدمهم، ولا مانع أبدا من أن يستفيدوا منه حتى بالشراكة وإزالة المخاوف، وهو ايضا مصدر رزق للأجيال الكويتية القادمة وتوفير فرص عمل ويحتاج الى «نماذج إدارية» يوفرها لنا التعليم النوعي منذ انطلاق المشروع. ويا ليت مثلما قال صاحب السمو أمير البلاد في الفيلم الذي رأيناه وهو يستقبل سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وأعضاء لجنة السياسات والتنمية الإدارية بالمجلس الأعلى للتخطيط الذين قدموا لسموه شرحا حول المشروع، ولفت نظري قول سموه ضرورة إشراك القطاع الخاص لأنه من المؤمنين بهذا الدور، وكيف حققوا نتائج مبهرة في جنوب الكويت! ولاحظوا هنا كلمة مبهرة.. أي ناجحة ومتفوقة.
آخر الكلام: كمواطن كويتي يريد أن يحمي أولاده وأحفاده نظرا لما يحيط بمنطقتنا من نيران وبارود ودمار وحروب، أرى في المشروع ضمانة دولية لبقائه، وايضا نتمنى لبلدنا الكويت أن تواصل تقدمها نحو التنمية المنشودة بوجود إدارة حكومية فاعلة واقتصاد نام متطور ورأسمال جديد من الإبداع البشري، فالكويت- والله- تملك شعبا غير الشعوب، واعياً ومثقفا ويميز الصح من الخطأ ويعي مصلحته ويضع مصلحة الكويت فوق أي اعتبار، والأفضل أن يبارك الكل هذا المشروع ويدعمه لا أن يعرقله لأنه يضمن للكويت الاقتصاد القوي والآمن لأن من يستثمر عندنا يريد الرخاء والأمن معا كحال التجار في أي مكان.
زبدة الحچي: فكرة وجود هيئة دولية لإدارة المشروع 75% من مجلس الأمناء غير كويتيين، كفيلة بإقناع الحكومات والشعوب والعالم كله أن الكويت ذات طبيعة خاصة وسياسة استثمارية فريدة وبيئة خصبة جاذبة لا طاردة.
آن الأوان أن تبدأ الكويت 2035.. وتكفون خلونا نطبق مثلنا الشعبي «قوم تعاونوا ما ذلوا»، والله يوفق كل الجهود ويبعد عنا «اللغوة الزايدة»- كثرة الحچي- والحسد والمعرقلين والمثبطين.. قولوا يا رب.. يا رب.