[email protected]
السر لن يكون سرا إذا خرج من مصدره!
في الحياة أسرار كثيرة خاصة بين البشر، ولأن الإنسان بطبعه ثرثار ويتكلم كثيرا يأتي في لحظة ويقول لمن يحادثه: هذا سرّ، والسرّ لن يكون سرّا بعد أن اتسعت دائرته وأصبح عند اثنين!
يقول الله تبارك وتعالى: (والله يعلم ما تسرّون وما تعلنون) النحل: 19.
وأبدع الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيزرضي الله عنه عندما قال: «الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئ مفتاح سره».
في قضية الأسرار قال غاندي: كنت أرفض دائما أن أعمل في السر عملا أخجل من القيام به في العلن.
البعض يقول لا تؤمّن المرأة على سرك وأنا أرى بعض النساء أفضل بكثير من بعض الرجال «الهذارين»!
ومضة: يقول الله تبارك وتعالى في محكم آياته: (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) طه:7.
كل مراتب الإنسان من الصغار الى الشباب الى الكبار، الكل له أسراره وسرّه الخاص، وهناك طرف آخر إما مؤتمن أو فاضح، لذا قيل: صدرك أوسع لسرك من صدر غيرك، وما كنت كاتمه عن عدوك فلا تطلع عليه صديقك.
آخر الكلام: اقرأوا لداهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه: «ما استودعت رجلا سرا فأفشاه فلمته، لأني كنت أضيق صدرا منه حين استودعته إياه حين أفشاه»!
وأي (سرّ) هذا إذا انتشر كالنار في الهشيم! وهذا لا ينطبق على السرّ فقط وإنما على الواتسابات!
الشاعر القروي له أبيات عجيبة يقول فيها:
أغضب صديقك تستطلع سريرته
للسر نافذتان: السكر والغضب
ما صرح الحوض بما في قرارته
من راسب الطين إلا وهو مضطرب
زبدة الحچي: والنصيحة نأخذها من الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
لا تفش سرّا ما استطعت إلى امرئ
يفشي إليك سرائر تستودع
فكما تراه بسرّ غيرك صانعا
فكذا بسرِّك لا محالة يصنع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود».
يطول الأمر في السر وكتمانه واعلم أن مقولة (سرك في بئر) تعني أن كل (واردي) البئر الذين شربوا علموا سرك!
وقلتها سر بين اثنين يعني (باح) انتشر الخبر لأننا نعيش زمن الثرثرة والحچي الزايد.
وتبقى الحقيقة: في فتّان يفشي السر وآخر فنان فتّان أو ممثل، والكل في الدنيا يمثل، ما عاد في سرّ، فاحفظوا أسراركم!