[email protected]
السيارات القديمة او بالكويتي «العتيچة» تاريخ!
وايضا الذين ملكوها وقادوها هم الآن من التاريخ!
نحن في الكويت اول سيارة وصلت الينا «يروي» قصتها المؤرخ عبدالله الحاتم ـ رحمه الله ـ وهي السيارة التي اهداها الشيخ جاسم بن محمد آل ابراهيم ـ التاجر المعروف واحد ملاكي مقاطعة الدورة ـ الى امير الكويت الشيخ مبارك الصباح طيب الله ثراه ومثواه سنة 1320هـ ـ 1912م، وهي من نوع «مناروا» او «منيرفا» وهي بلجيكية الصنع بأربعة ابواب.
اول سائق لتلك السيارة رجل هندي اسمه علي بيلا حضر خصيصا لقيادتها وعين معه شابا كويتيا اسمه علي حسين ابوخنفر ليعلمه القيادة، وصار سائقها فيما بعد اول سائق كويتي، اما اول سائقة فتعتبر الشيخة بدرية سعود الصباح اول كويتية تقود سيارة في الكويت في العام 1947 بعد ان صدر قرار من رئيس الصحة العامة المرحوم بإذن الله الشيخ فهد السالم الصباح بتعيينها مشرفة عامة على الصحة، وتبعتها في البحرين بعد عام سلوى العمران ثم الكويتية دولة عبدالله النوري. وربما كان هناك كويتيات كثيرات لم يذكرهن التاريخ في مدوناته.
اما اول سيارة اقتناها مواطن كويتي من الشعب فهو العم الحاج حمد الخالد رحمه الله، وهي من نوع فورد 27، وكان يقودها العم محمد السيد عمر، ثم تبعه العم الحاج شملان بن علي بن سيف والعم الحاج هلال المطيري باقتناء سيارة من نوع «هدسون»، ثم العم الحاج حمد الصقر والعم الحاج ملا صالح باقتناء سيارة «افرلاند».
في اوائل الثلاثينيات وأواخر العشرينيات بدأت السيارات بالازدياد، وكان يومها وكالة «فورد» في الكويت، مما ساعد على انتشار السيارات، مما دعا الى وضع ارقام وتسجيل السيارات ومعرفة المالك وبياناته، فظهرت نمرة السيارة، وفي العام 1957 تغيرت الارقام، فأصبحت الاسود للسيارات الخاصة والاحمر لسيارات التاكسي، وفي العام 1959 تم تغيير الارقام، وقسمت النمرة الى اربع خانات، وكتب في كل خانة «كويت خصوصي» وبالعربي والانجليزي، وظل هذا معمولا به حتى عام 1970 تم تغيير لون التاكسي الى البرتقالي، وفي عام 1978 تم صرف لوحات من الالمنيوم بلون ابيض يميل الى العاجي، وبعد التحرير من الاحتلال العراقي تغير كل شيء، فأصبحت كلمة «كويت» بالاعلى والارقام بالاسفل، واستمرت 4 سنوات، ثم صدرت ما نراه الآن من لوحات منذ العام 1995.
طبعا تاريخ الكويت القديمة موثق في كل بلد، وهناك هواة ومحترفون يوثقون هذا المجال.
وانا ازور «ملقا» في ماليزيا عام 1986 لفت نظري حجم امتلاكهم للسيارات القديمة وعرضها عند مداخل بيوتهم او مؤسساتهم، وكنت مبعوثا من «الأنباء» لتغطية منطقة جنوب شرقي آسيا، فقام الزميل المصور محمد الاسطل بأخذ هذه الصورة التذكارية لتكون شاهدا على عصر السيارات القديمة التي مازالت تحتفظ برونقها وجمالها الاخاذ مهما تقادمت السنوات.