[email protected]
حتى لا نضيع بالطوشة نحن بحاجة الى حملة وطنية كويتية لإنقاذ «لهجتنا الكويتية» من هذا «التكسّرْ» القادم لنا من الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، وايضا التمثيليات من ممثلات وفاشنيستات!
ما أحوجنا الى «حملة فزعة لإنقاذ لهجتنا» من الضياع والانقراض بعد دخول مئات الألفاظ الغريبة عليها!
مفردات اللهجة الكويتية وكل موروثنا التراثي الشعبي وعاداتنا وتقاليدنا من الزمن الغابر الجميل خاصة «لهجتنا» ترى هي هويتنا من التشتت والاندثار!
ذهب حمد السعيدان والأستاذ أيوب حسين وكلاهما لم يقصرا في حفظ الكثير من أمثالنا ومفردات لهجتنا من الذوبان!
للحفاظ على كل هذا الموروث الشعبي أرى ان يبادر المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب الى تشكيل لجنة متخصصة تخرج لنا موسوعة تحفظ للأجيال القادمة والآنية تاريخ الكويت، خاصة فيما يتعلق بالمفردات والأمثال والحكايات بدل «البدليات العوجاء» التي نسمعها ونشاهدها في التداول وأدوات التواصل والتمثيليات!
بعد سنة الطاعون وتشتت أهل الكويت في دول الجوار تغيرت لهجتنا بمفردات عراقية وسعودية وفارسية وسمي الطاعون بسنة الرحمة!
والله ان اللهجة الكويتية لها مفردات عجيبة جميلة وسأعرض للقارئ الكويتي والاخوة الوافدين الكرام بعض النماذج للوقوف بالدليل على جمال اللهجة الكويتية.
ومضة: قاموس لهجتنا الكويتية عجيب خذ مثلا كلمة «لغو الكلام» ولاحظ مفرداتنا: «دندره - ربربه - لفوه - قرقه - لطلطه - هذره».
تعال لكلمة «روح» أي اذهب: «طس - ول - فارج - اذلف - انجلع».
تعالوا لكلمة «كف» أي «قَلم» بالمصرية: «طراق - راشدي - اصطار - محمودي».
هذه نقطة في «بحر» جمال اللهجة الكويتية التي ليست بعيدة عن اللغة العربية.
وهنا اشكر الباحث خالد عبدالقادر عبدالعزيز الرشيد صاحب إصدار الموسوعة الكويتية.
آخر الكلام: أما الأمثال فهي بالمئات وكلها ذات معان ودلالة وصور تعبيرية، خذ مثلا:
٭ اقضب مينونك لاييك أين منه!
بمعنى امسك مجنونك لا يأتي إليك الاجن منه.
٭ تيك التهايم وانت نايم!
بمعنى تأتيك التهم وأنت في سابع نومة ولا تدري عن اي حاجة!
٭ الحقران يقطع المصران!
أي السكوت المطبق يقطع مصران من يستثيرك ويقصدك وهكذا!
٭ ردينا على طيريلي!
أي رجعنا على عاداتنا السابقة.
٭ الرزق وهايب ما هو نهايب.
وهذا المثل يصلح لهذا الزمان بعد ان كثر الفساد والفاسدون باسم: ان الله يحب من يسعى الى رزقه.. ونقول نعم بس بالحلال لان الرزق وهايب من الله مقرر لك، وليس «بوق» أو سرقة ونهباً!!
في استطاعتنا ان ننقل لهجتنا وتراثنا في الأنشطة المدرسية واستخدام الإعلام المرئي والمسموع والتواصل الاجتماعي.
زبدة الحچي: يا أهل الديرة لهجتنا الكويتية خليط من اللغة العربية في الغالب ومن بعض اللهجات، وحتى تفهم المفردة الكويتية يجب ان تعرف ان الناس عندنا في الكويت يتمايزون ما بين أهل البادية وأهل الحاضرة في حرفي «الچيم» و«الياء»، فأهل البادية ينطقون حرف الچيم نطقا عربيا صحيحا في حين ينطقها أهل الحاضرة «ياءً»!
اعطيكم مثالا ختاميا: جمر تعرفونه من النار الحاضرة يقولون «يمر» وقس على ذلك مثلا: الجمعة - اليمعة ولها معنيان أول الجمعة، والآخر «جمعة الناس» التجمع!
أحيانا تسمع عزيزي الوافد: درعم ودفر هالدفش!
هذه ليست لغة اغريقية وانما باللهجة المحلية «دخل واقتحم هالدفش اي الذي لا يملك رومانسية التعامل أي «الفظ»!
واعرف اني الحين «دودهتكم» أي شتتكم، جعلتكم محتارين، هذا هو جمال اللهجة الكويتية.. لا تضيعونا وأحيوها يا قوم مكاري!
تعال فسر!