[email protected]
كل زوج في هذا الكون يبحث عن السعادة في بيته مع زوجته وعياله وتكبر الاسرة ويصبح جدا وتصبح زوجته جدة، وتبدأ مرحلة نادي الاجداد (بابا عود ـ ماما عودة)!
إن السعادة في منازلنا قد يكون نصفها بأيدينا، وكذلك شقاؤنا وألمنا وتعاستنا، وبين هذا وذاك تأخذنا دنيانا إما الى سعادة او الى تعاسة!
أتصور أسعد زوج اراه في هذا البيت الشعري:
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش أبد الدهر بين الحفر
الاكيد ومن خلال التجربة ان الاسرة السعيدة هي التي يعرف كل فرد دوره ومسؤوليته ويؤديها على اكمل وجه، سواء أكان زوجا ام زوجة ام اولادا، ويأتي دائما للاحفاد الدلال! ومن يفقد خلال هذه المرحلة ابنا او ابنة يدخل الدوامة!
علمونا قبل «من حسن ابتداؤه حسن انتهاؤه»، وهنا كلامي موجه للزوج العزيز، وهو الذي هم بالدخول الى القفص الذهبي قائلا: «اللهم اني اسألك خيرها»!
فأحسن البداية حتى تكون «فارس احلام هذه الفتاة التي اخترتها زوجة».
واحب ان اشير الى ان الزوج من اول لحظة يجب ان يتعرف على مشاعر النساء، فالزوجة هي الصفحة البيضاء، التي تريد ان تسطر فيها حياتك ونسلك وتحقيق احلامك، فلا تكن غبيا صفيقا احمق!
شوف يا آدم، خذ حذرك من حواء التي اخرجتك من الجنة وهي قادرة ان تدخل حياتك اما الى جنة او الى نار مستعمرة، فحدد صفاتها حتى تسعد بقية عمرك مع شريك العمر!
لقد حددها لك الشرع: «تنكح المرأة لاربع: لمالها وجمالها وحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».
ايها الزوج الهمام.. قضية الزواج والارتباط ليست احلام الفضائيات وانما قد يكون الزواج حلوا او مرا علقما!
ان التكافؤ مطلوب، واعط المرأة قدرها، فكلما قدر الزوج قدر المرأة قدرت هي زوجها او «قندرته» اي ضربته، لهذا قيل: «تعرف الخيل ركابها»!
في بداية حياتك تحمل معها المسؤولية، وتفهم وجهة نظرها، واحترمها وأشعرها بالحب والحنان والمودة وكل مشاعر الود والامان والتسامح والصفح، واعطها الثقة، وكن مبادرا بوضع الحلول لكل مسألة او قضية، وان رأيت اهمالا منها وجهها، واعلم عزيزي الزوج ان الشيطان ساكن معك في بيتك او شقتك!
اجعل الصبر طريقك، واعبر به كل كدر، واستمتع معها بحياتك وتغاض عن كل السلبيات، وشجع الايجابيات والتمس العذر، وقدم الهدية، وافتح الحوار، وامدحها واحترمها كإنسانة، وعزز من ثقتها في نفسها امام اهلك وعيالك، ولا تسمح ابدا لاحد ان يتدخل في حياتكما، ولا تكن بخيلا بالمال ولا بالمشاعر، أشعرها بالامان تعطك هي الاستقرار!
ومضة: اي زوج يستمر زواجه ويخلف ويصبح جدا فهو الذي حقق النجاح والهدف المرتجى، لكن هناك رجال دائما مشغولون لاهون بأعمالهم وليس عندهم الوقت، وهذه زوجة واولاد وعائلة، فوزع حبك ليتسع للجميع، وحاول قدر الامكان ان تفرغ نفسك لواجباتك الاسرية وحقق التوازن واحذر ان تشعل الغيرة في قلب زوجتك تجاه عملك، وحاول الا يسري الملل الى حياتك، وفعل الاجازات بمزيد من التخطيط لاسعاد الاسرة، واياك والعنف اللفظي او المباشر وعليك ان تلافى الاستفزاز، وتذكر ان الزوجة ليست في مجال تكافؤ، فهي حتما ضعيفة امامك، اللهم الا النسرة، او ايضا ام النكد!
آخر الكلام: قال تعالى (وعاشروهن بالمعروف ـ النساء: 19).
اذن، المطلوب حسن العشرة، وكم هو سخيف هذا الزوج، ومهزوز الذي لا يصرف على زوجته، ومن اقبح الاعذار ان كان يبذر فلوسه هنا وهناك، ويدخل في تجارات خاسرة، وهذا كله يجعله شبه رجل، ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
اذن، المطلوب حسن العشرة واللطف مع الزوجة وتحمل المسؤوليات، أما فظاظة اللسان الزفر والمسبة فتجعل من الزوج ابن شارع! ليس متربيا!
يبقى ان تتذكر: لا تطلب الكمال، وكن متسامحا، ووازن بين الحقوق الزوجية، خاصة مع والديك، واذا خيرت بين امك وزوجتك، فاختر امك ولا تتردد!
زبدة الحچي: ايها الزوج في كل مكان، الثناء والتشجيع من اهم الوسائل، واعرف اولا طبيعة زوجتك، وطوق اي خلاف، وتجنب النقد العقيم، وكن مستقيما في حياتك، وتذكر ان السعادة ليست وهما، وكن دائم الاتصال بربك، والكارثة الحقيقية في الزوج الذي لا يصلي، ولا يعرف طريق العبادة، او ايضا في الزوجة، فهنا الكارثة التي ليس لها علاج.
مفتاح السعادة الحقيقي اراه في الدين، وقبول الواقع، والعمل على تلافي السلبيات واللوم والعتاب الماسخ!
النصيحة الاخيرة: لا تقبل يد الزوجة ابدا، واجعل هذا الامر لامك فقط!
يبقى الزواج والزوج ومن هو الاسعد؟
في الواقع المرئي قد يكون الزواج سفينة احلام عابرة بكل هدوء ورومانسية، او متعة لحظة وشقاء عمر!
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
وإليك الخمس الساحرات: وهي الابتسامة والمساعدة والانصات والمودة والمال.
احذر تحت اي ظرف ان تلجأ لمال الزوجة ابدا، اللهم الا بالتراضي، ولا تجرح المشاعر وتستهزئ، وتكلم معها دائما باحترام، حتى وان قلّت ادبها، فهي سرعان ما تندم وتبقى لك كلمة الفصل اخيرا، اما ان تستمر، وتقوّم وتعدل المسار، او تقول لها: انت طالق، وهذا اسوأ الحلال!
في رأيي المتواضع، ان اسعد زوج في العالم في القصص والروايات فقط، اليوم الحالة عفسة، فالزوجة اليوم تملك راتبا ووظيفة، وقد تكون في منصب، ما يجعلها بكل بساطة تقول لآدم قم واذلف بيت أمك!
غير المسكينة زوجة قبل الغروب يأمرها ابوها «روحي بيتچ قبل ما يقبل الليل»!
تبقى القضية مفتوحة.. ودون حلول!