[email protected]
من أكبر الأخطاء البشرية في اليمن ما يقوم به 50 ألف حوثي يريدون بقوة السلاح الإيراني إخضاع 28 مليون عربي يمني لهيمنتهم!
إن رهانات إيران خاسرة في اليمن، فاليمن (أصل العرب) وفيها القبائل العربية الاقحاح الذين هزموا كل من أراد باليمن شراً عبر التاريخ!
اليمن «الكماشة» التي تحمي ظهر الخليج في مضيق هرمز جنوبا الى باب المندب شمالا، ولن يتمكن الحوثيون من فرض سيطرتهم أبدا، وما قامت به الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في نصرة الشرعية بعاصمة الحزم هو قرار تاريخي لأنه غيّر مسار الأحداث في اليمن، وإلا لوجدنا (حزبا طاغوتيا جديدا في اليمن العربية)!
اليمن عبر التاريخ كان عامل جذب للتنافس والتدخل الخارجي، ومن يستعرض التاريخ يجد أن اليمن عانى من (النزاعات والصراعات) متعددة الأبعاد جغرافيتها فعلا (مثلث برمودا القاتل هناك)!
هي التي تربط البحر العربي والمحيط الهندي بالبحر الأبيض المتوسط في الجنوب وقناة السويس في الشمال والبحر الأحمر همزة الوصل لكثير من الطرق المائية.
لقد خص الله اليمن بوجود ديانات سماوية ثلاث: (اليهودية - المسيحية - الإسلام)!
كما أنها تجاور حقول نفط الخليج، وهذا يعني كثيرا لمن يفهمون (الاستراتيجية)!
هكذا قدر الله أن يكون مسمى اليمن (اليمن السعيد) لكن الواقع (صراعات ومطامع دولية وساحة لتنازع الكبار لأن شرايين التجارة بين الشرق والغرب تبدأ من اليمن)!
لا يحتمل العرب سقوط (دمشق وبغداد وبيروت) واليوم اليمن.
آن الأوان للأطماع الإيرانية وخلاياها أن تتوقف وأن نبدأ صفحة صحيحة من حُسن الجوار وعبر التوازن للمقومين الديني والإقليمي والجيوسياسي، وكل هذه المزاوجات ذات الطابع التوفيقي!
لقد نصرت المملكة العربية السعودية الأشقاء اليمنيين دعما للشرعية التي حررت حتى الآن حوالي 80% من الأراضي اليمنية، وعلى أهلنا في الشمال أن ينفضوا التردد ويواجهوا الحوثيين لأن هذا من مقتضيات الحسابات! وعلى رأس هذه الحسابات قبائلنا العربية التي لا يمكن أن يستمر صمتها!
لقد حاولت الجهود الدولية أن تعطي الحوثيين حجمهم 30% من المقاعد والتمثيل الرسمي لهم ضمن حكومة الشرعية، لكنهم رفضوا رغم كل ما قدمت لهم الكويت من تسهيلات في اجتماعاتهم الماراثونية.. غير أنني كمواطن عربي أعي أن القرار بيد طهران وليس صنعاء!
العلاقات الخليجية - الإيرانية تاريخ من الصراع بوابته اليمن، وقدرنا أن تكون الجغرافيا والدين والأطماع الإيرانية هي المانع من التعايش السلمي!
إن أمن الخليج والتوازن الاستراتيجي يتطلبان رفض التوجهات الإيرانية المبنية على التوسع الاستعماري والعقدي منذ حكم الشاه ولايزال هذا التوجه العدائي للأسف!
ومضة: عاصفة الحزم هي الرادع لأطماع إيران وأحزابها، فمنذ اتفاقية الجزائر عام 1975 بين طهران وبغداد ومحاولة التمدد الإيراني مستمرة (شوفوا ما فعلوه في اليمن والبحرين والعراق ولبنان والشام)!
طبعا احنا في الكويت عانينا الأمرّين وملفهم حافل لا يستوعبه مقال!
إن إصرارهم على ضم اليمن لهم هو مضيق هرمز وغيره من المواقع الاستراتيجية التي لها علاقة بالموانئ والخدمات والموارد وشحنات النفط، وكل هذا هو لب الاهتمام الإيراني والمرتكز على الثروات والنفط!
والاكتشافات الجديدة في اليمن تثبت وجود ثروات من النفط والغاز والمعادن فيه، ما يجعله على الدوام مطمعا للغزاة!
آخر الكلام: الصراع الإيراني (الفارسي) قديم يوم قاتل بيزنطة ليسلب نفوذ الامبراطورية الرومانية من البحر الأحمر، ويوم سعى لإحياء الامبراطورية الساسانية بين الفرس والروم في جنوب شبه الجزيرة العربية ودولة اكسوم الحبشية، يوم حاولوا السيطرة على اليمن لزيادة حصتهم من التجارة، على العموم عانى اليمن منذ قرون يوم تعرض لغزو حبشي بقيادة أبرهة، ويوم استنجد سيف بن ذي يزن بكسرى الفرس لطرد الأحباش وظل الفرس يحكمون اليمن حتى عام 628م عندما أعلن حاكم اليمن سيف بن ذي يزن إسلامه ولتطرد اليمن كل النفوذ الروماني والبيزنطي والحبشي والفارسي.
واضح جدا أن إيران اليوم تسعى لأن تكون (القوة المهيمنة) لغياب (الأمن العربي القومي)!
هذه هي الحقيقة المُرة!
زبدة الحچي: في ظل الضعف العربي سيظل الوطن العربي الممتد من الخليج العربي الى المحيط مستهدفا من إيران وغيرها من القوى مثل الروس!
مصالح الدول الكبرى في المنطقة حقيقة وزمن الجيوش الصغيرة انتهى ونظرة للشام تكفي لمعرفة ما آلت إليه النتائج!
التحالف العربي في اليمن يجب أن يفعل لتحرير اليمن من سطوة عملاء إيران، وعلينا كأمة عربية واحدة أن نساند الشرعية اليمنية حتى يلتئم الشمل اليمني ويتحقق الأمن والاستقرار.
إن على المجتمع الدولي أن ينتبه لخطورة التمدد الإيراني في المنطقة والوقوف بحزم أمام المشاريع التوسعية لإيران مصحوبا كل هذا بالعزم والحزم!
إن دور القبيلة في اليمن هو دور الشريك، وهي في اليمن عمود ارتكاز ويجب أن تستنهض القبائل القحطانية والعدنانية والقيسية وكندة وهمدان، فهي قبائل يعتمد عليها، وقد نشرت الإسلام حتى خارج اليمن ووصلت الى المغرب العربي وجنوب شرقي آسيا والأميركتين.. القبائل العربية هي التي تحسم الشرعية والمقاومة الشعبية وتقف ضد أطماع التمرد الحوثي وحلفائه.
لقد شعر أهلنا في الخليج العربي بالإهانة تلو الأخرى من أفعال الحوثيين وحلفائهم في العراق وسورية واليمن، واليوم تأتي عاصفة الحزم لترفع المعنويات وتدعم الشرعية اليمنية وفرصة أخيرة من منطلق عربي جامع للمسلمين لإسقاط الحلم الإيراني في السيطرة على اليمن العربي ووقف سياسة العربدة الإيرانية الإقليمية والصراعات المفتوحة.. نحن أمام مرحلة يمنية جديدة هي مرحلة (إعادة الأمل).. فهيا إلى العمل العربي المشترك قبل الهاوية في نفق الحوثيين المظلم!