[email protected]
شفي الناس صارت جذي!
يا أخي اختلفنا فكني ولا تصندر راسي!
ما دري شفي الناس صارت الاختلافات والعداوات موضة!
الخلاف بلاء إنساني عظيم!
والخلاف لابد منه بين الزوج والزوجة، والصديق وصديقه، والموظف ورئيسه، والحاكم والرعية، وفي الدول التي بها حزبية ما بين الأحزاب بعضها البعض!
إذن هو موجود ما دامت الدنيا موجودة والإنسان حيا يرزق فيها!
الخلافات قضية كبيرة وهناك أكيد فروق بين الخلاف والاختلاف.. والاختلاف أراه في التباين في الرأي والمغايرة في الطرح، وفي القرآن الكريم ما شاء الله آيات كثيرة دالة على هذا الاختلاف، قال تعالى: (فاختلف الأحزاب من بينهم... مريم)، وقال تعالى: (يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.. البقرة).
الخلاف دائما بداية شر وطريق للمقاطعة والفرقة وعكسه التفاهم والتكامل، وما أكره «النزاع» إذا دب في مكان وبين أشخاص يحيل «المحبة» إلى شقاق وكره وتدابر وعزلة واختلاف!
أرسلت لي القارئة «بنت الديرة.. سلوى» كلاما طيبا في سمو الأخلاق والاختلاف أستشهد به في مقال اليوم لأنه يوضح المعنى.. تقول:
يونس بن عبد الأعلى «كان أحد طلاب الإمام الشافعي.. اختلف مع أستاذه الإمام الشافعي في مسألة، فقام يونس غاضبا وترك الدرس وذهب إلى بيته.
فلما أقبل الليل سمع يونس صوت طرق على باب منزله، فقال: من بالباب؟ قال الطـارق: محمـد بن ادريـس، فقـال يونس: فتفكرت في كل من كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي. قال: فلما فتحت الباب، فوجئت به الإمام الشافعي. فقال الإمام الشافعي: يا يونس، تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة.. يا يونس، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات، فأحيانا «كسب القلوب» أولى من «كسب المواقف».. يا يونس، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوما ما.. اكره «الخطأ» دائما، ولكن لا تكره «المخطئ».. وأبغض بكل قلبك «المعصية»، لكن سامح وارحم «العاصي».
يا يونس، انتقد «القول»، لكن احترم «القائل»، فإن مهمتنا هي ان نقضي على «المرض»، لا على «المرضى».
لله دركم..
أي سمو أخلاق هذا..!
نعم، من يكون بهذا السمو الإنساني المثالي إلا العلماء!
اليوم المشهد مؤلم خاصة في حال الاختلاف في الرأي والموقف!
يا حلو أهلنا الأولون قالوها: هونها تهون.. كبرها تكبر!
٭ ومضة: قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) أي قوتكم وجمعتكم ونصركم، والمطلوب هنا دائما إذا دب خـلاف ان نهب لإصلاح ذات البين كما فعلت الكويت في أول خلاف خليجي - عربي لأن الاعتصام بالجماعة والألفة وعدم الفرقة أصل من أصول الدين.
آخر الكلام: ثقوا دائما بأن صاحب الحق يحاول بكل إمكانياته الوصول إلى القرار الصائب لأن الاختلاف بداية للتنازع والتباغض والتلاعن!
قال الشاعر:
أمة قد قطعوا أوصالها
لم تذق يوما رحيق الغلب
وحدها الوحدة تمحو عارنا
وبها يطلع فجر العرب
٭ زبدة الحچي: النصيحة في حال الاختلاف الابتعاد قدر الإمكان عن التصلب في الرأي والمكابرة والأخذ بالرفق والتسامح لأن إحياء روح التسامح أوجب.. ولأن للاختلاف والخلاف سلبيات كثيرة!
علينا ممارسة الأدب في مخاطبة العلماء وكبار القوم في مناقشة القضايا بالمسائل الاعتقادية والفقهية خاصة مع العلماء الـذين لهــم قـدرتهم وفهمهـم وتصـورهم وطريقة نظرهم للأمور وأسلوب التفكير في مجمل القضايا المطروحة واجتهادهم في الحلول بعد تباين الاختلافات!
أما عامة الناس فالأمر فطري بين الناس نظرا لوجود الفروق الفردية وايضا القدرات والفهم.. وعلينا قدر الإمكان تجنب الخلاف والتفرق، وخذوا حذركم دائما من البشر الأبالسة!
اختلفوا ما شئتم بس تكفون لا تفجرون بالعداوة والبغضاء لأنها من صفات المنافقين!
.. وألا مـرحى وألف مرحى بنبذ الخلاف!