[email protected]
العيون وما أدراك ما العيون!
حديث للعيون يتبعه همس للجفون.. إبداعات خالق من سحر وجمال وفتون!
لغة العيون.. كيف نكشف حقيقة لغة العيون!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله».
العيون شاشات ربانية ناطقة بمكنونات القلب والنفس!
يا الله.. العيون لغة بلا حروف وكلمات والشاطر والمحظوظ من يعرف بشفافيته قراءتها لأن هذه (نعمة) اصطفاها الله لبعض الناس وفوقها (موهبة) ومنحة وفطنة تحلل كل رسائل العيون!
العيون كانت على الدوام هدفا للشعراء والرومانسيين
قال الشاعر:
فضل العيون على السيوف بأنها
قتلت ولم تبرز من الأجفان
لعل هذا ما جعل بعض (الحنابلة) يقولون ان النظرة من سهام إبليس!
هناك عيون سوداء وعسلية وخضراء وزرقاء وكلها (جمال) أليسوا يقولون: لكل فولة كيّال؟!
إنها العيون ذات الشرر إما ناعسة أو دامعة او مشعة بريقا وكلها رسائل لمن يفهمها ويملك (الحاسة السادسة)!
العيون بكل صراحة علم من علوم الاستبصار وفن رفيع يتقنه أهل الفطنة والكياسة والفراسة!
وأقبح (عين) هي الحسودة مع شهوة النفس الدنيئة!
قال تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) الحجر 75.
والمتوسمون هنا تعني المتفكرين!
قال الشاعر:
وفيهن ملهى للصديق ومنظر
أنيق لعين الناظر المتوسم
طبعا لا يفوتني هنا أن أذكر أن هناك (نظرة حرام)!
قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر
والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغيد موقوف على الخطر
كم نظرة فعلت في صاحبها
فعل السهام بلا قوس ولا وتر
فالعيون الباحثة عن الحرام بالتأكيد خاسرة لأنها بلا بصيرة ولا فطنة.
إذن إذا سلم القلب تجنبت الوقوع في المعصية وتبقى سبحان الله لغة العيون (هنا) مرسومة على (عيون صاحبها) مهما حاول إخفاء الحقيقة، لاعتقادي بأن العلاقة بين الاستبصار والروح مرتبطة بخفقان القلب، قال تعالى: (...فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج 46.
أحيانا أتذكر قصة سيدنا يوسف عليه السلام وكيف ان سيدنا يعقوب عليه السلام فقد بصره على يوسف حزنا وكمدا (وابيضت عيناه من الحزن)!
العيون الحزينة (تبين) والفرحة (تضوي)!
تذكروا عني انه كلما ارتقت الروح في النظرة فهذا دليل على قوة الاستبصار العالي للأداء النظري أو ما أسميه بالعلاقة بين لغة العيون والحاسة السادسة!
٭ ومضة: عرف سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنظرته وفراسته لنقف ونتمعن فيما كتب:
أغمض عيني في أمور كثيرة
وإني على ترك الغموض قدير
وما عن عمى أغضي ولكن لربما
تعامى وأغضى المرء وهو بصير
وأسكت عن أشياء لو شئت قلتها
وليس علينا في المقال أمير
أصبر نفسي باجتهادي وطاقتي
وإني بأخلاق الجميع خبير
أيها القارئ، يعج عالمك ومحيطك بألوان العيون ومدلولاتها ما بين الناعسة والمخدرة والحزينة والثعلبية والغائرة والصارمة والطيبة والضاحكة والصفراء والجريئة والشريرة والغمازة والمنكسرة والبريئة والحنون والبلهاء والجاحظة.
٭ آخر الكلام: من أوجه الجمال في الإنسان عيونه، وهي (مستودع) سره ومرآة حياته، وما في أعماقه من ميول وعواطف ورغبات!
يروى عن علماء الجمال انهم عرفوا (الجمال) بما أخذ البصر واسترعى النظر وجذب إليه و(الجميلة) بالتي تأخذ بصرك على بعد فإن دنت لم تكن كذلك!
أما المليحة فهي التي إذا ركزت بصرك فيها ازدادت جمالا، وكما يقول الشاعر:
يزيدك وجه حسنا
إذا ما زدته نظرا
ماذا تقول العين؟ سؤال صعب الإجابة عليه!
لكنها تحتاج الى (خبير عيون) عليم يعرف لغتها وما عليها من عوارض!
٭ زبدة الحچي: في الحياة عرفت ان العيون الذابلة تعاني السهر والعشق والهيام!
والمحمرة هي الغاضبة!
اما البارقة فهي المتحفزة تخيلا وتأملا
أما البيضاء فهي من الحزن!
أما اللامعة فهي من الفرحة السعيدة!
دنيا العيون (عالم) واسع من النظرات وكل عين لها خطاب ورسالة قارئة (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)! الذاريات 21.
أنا لا أحب خائنة الأعين!
وأتمنى ان يحفظ الله عيون الجميع!
اللهم إني قد بلغت.. اللهم فاشهد، فليبلغ الشاهد القارئ منكم الغائب!
وتبقى العيون أصل كل فتنة.. إلا من عصم ربي!
يبقى السؤال: من المسؤول العين أم القلب؟