[email protected]
في الحياة يستمر مسلسل الكذب بين الناس اللهم قلة ورعة تخاف الله وتخشى عذابه، فما الكذب؟
عندما تقول لإنسان ما أصدقك، هذا يعني انه كاذب!
ومعلوم ان الكذب عكسه الصدق!
فأي معلومة غير صادقة فهي كاذبة!
والكذب وممارسته نوع من الفجور، وسأقول لكم كيف.
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، قال صلى الله عليه وسلم: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا».
الكذب يبدأ أولا في التربية الأسرية عند الوالدين من أب وأم، وهنا أنبه الى أهمية (المحضن)، فالأب الذي يقول لابنه عند طرق الباب إن سأل عني أحد قل له انني غير موجود، هذا الموقف الحياتي جعل (الأب) نفسه انموذجا حياتيا يجسد الكذب!
لهذا قالوا في الكذب:
٭ كذب محرم منهي عنه.
٭ وآخر جائز للضرورة.
غير ان الأصل الثابت ان الكذب محرم، وخلق ذميم بالفعل، ونظرة الى مستويات الكذب نجد ان الكذب يدخل في امور متشابهات مثل:
٭ إخفاء الحقيقة أو جزء منها.
٭ اختلاق وتأليف.
٭ تغيير تفاصيل الحقيقة.
٭ إضافة أشياء من الكلام والأحداث على الحقيقة المطلقة.
٭ التستر.
٭ التورية.
ومضة: أيها الآباء والأمهات وكل قطاعات المجتمع، للكذب أسباب كثيرة ألخصها لكم فيما يلي:
٭ الجهل
٭ المزاح والهزل
٭ الهروب
٭ الدفاع عن النفس
٭ الظهور والبروز
٭ التعود
٭ للحصول على الرضا
آخر الكلام: تحدثت عن الكذب الجائز او المباح وسأحاول أن أوضحه.
نحن متفقون على حرمة الكذب على إطلاقه، لكن الحياة مواقف، وهناك احيانا (ممارسة) للكذب تنقذ صاحبها من القتل مثلا!
فإن تعرضت في يوم لممارسة من ظالم قادر فالأحوط هنا ان تنقذ نفسك من المهلكة بالكذب الجائز لأن هذا منقذك، خاصة ان مارست التورية لأن الأمر يتعلق بالحياة وحياتك!
وهنا لك الحق ان تكذب اذا خفت على نفسك ومالك وكذلك عندما تحاول ان تصلح بين الناس للمحافظة على الأنفس والعلاقات والأموال، وهنا تستطيع ان تمارس التورية، والله أعلم!
زبدة الحچي: إذن نتفق جميعا على أهمية ان نعود عيالنا من الأبناء (أولاد وبنات) على الصدق ونبين لهم الفرق مع الكذب!
لابد من تشجيع الأبناء على ممارسة الصدق ونبذ الكذب.
كرر لهم قصصا ومواقف عن الصدق وكيف ان الصدق منجاة وأن الكذب آفة قبيحة وعلمهم ان (كذبوا) ان يستغفروا ربهم ويعتذروا!
تابع أبناءك في كل مراحل النمو فإن اكتشفت (كذبا) فعليك بالنصيحة وعدم فضحه، بل واجهه وصارحه وانصحه واطلب معرفة الأسباب ثم عالجها!
انتبه للصحبة السيئة فـ(الصاحب ساحب) واحرص على التدخل في هذا الموضوع بطريقة صحيحة ولا تنفر ابنك او ابنتك من تدخلك غير المبرر.
أيها الآباء والأمهات: ضرورة ملحة ان ننتبه الى بيان آثار الكذب للأبناء ونوجههم لأن الفهم مرتبط بالتطبيق ولهذا أعط كلا منهم أكثر من فرصة إن كذب!
كن رحيما، كما هو الخالق بنا، وأعط الفرصة تلو الفرصة للكاذب كي يعود ويتوب ويستغفر!
لقد علمتني الحياة كذب السراب وكذب الخائفين وكذب الوشاة.
وكما قالوا:
لي حيلة في من ينمُّ
وليس في الكذاب حيله
من كان يحذق ما يقو
ل فحيلتي فيه قليله
أخطر ما في الكذب انه يؤدي الى النفاق والخداع!
وخلاصة القول: «ان الكذوب لبئس خل يصحب» اي ترافقه!
تبقى الحقيقة في هذا الزمن قليلة، لأن الجزء يكذب على الكل حتى غدا العالم جمهرة من الكذابين ولا حول ولا قوة إلا بالله!