[email protected]
الأردنيون عادوا مجددا إلى الإضرابات والمسيرات احتجاجا على قانون ضريبة الدخل الذي أرسلته الحكومة للبرلمان منذ مدة قليلة بعد أن دعت 33 نقابة مهنية وعمالية وجمعية منتسبيها إلى التوقف عن العمل لمدة 5 ساعات رفضاً للمشروع!
واضح أن هذا التحرك الشعبي من الأشقاء الأردنيين هو الأوسع من نوعه الذي يشهده الأردن في تاريخه كونه شمل شرائح مهنية وشعبية واسعة القطاعات، ولم تفلح جهود الحكومة في منع الإضراب وثبت فشل كل اجتماعات رئيس الوزراء هاني الملقي مع هذه القيادات ورموزها وشرائحها المختلفة وتمسكت (الحكومة) بالقول إن الإضراب مخالف للقانون!
هذا ما دعا نقابة المحامين ورئيسها الى الاستعداد للترافع عن أي موظف يتعرض للعقوبة بسبب مشاركته في الإضراب!
المحللون نشطوا في تفنيد (دعوة الإضراب) والآراء الشعبية وأيضا الآراء الحكومية والبرلمانية، واتضح أن (تيارا شعبيا) عريضا يرفض السياسة الاقتصادية التي جاءت نتيجة الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، والذي بدأت برفع أسعار الخبز في مطلع العام الحالي وزيادة الوقود والمحروقات ثم النية الى رفع ضرائب جديدة؟!
واضح لي ولغيري أن (مرحلة جديدة تتشكل الآن في الأردن، ومن يقرأ المشهد اليوم يرى بوضوح قدوم حكومة جديدة بعد أن تقدمت أكثر من 48 شخصية أردنية سياسية وحزبية للملك عبدالله الثاني للتدخل عبر عملية (إنقاذ وطني)!
والرسائل التي كتبت باسم هؤلاء الشخصيات وصفت الأردن بأنه في خطر، وأن ما يعانيه الشعب الأردني من الأحمال والأعباء تجاوز الحد، وهناك مؤشرات أن النتائج خطيرة ما لم يتدخل الملك الذي عرف بارتباطه بشعبه!
أكيد في المشهد (أزمة صامتة) ولاعبون وضغوط وخلافات خاصة مع تدخل الرئيس ترامب في كل القضايا وتأثير رأيه على الآخرين، خاصة العواصم الخليجية والتي يوجد فيها حاليا أكثر من 800 ألف أردني يعملون ولا يرغب الأردن أبدا في أن يعودوا جراء أي أزمة سياسية!
ومضة: في ضوء ما رأينا في الإعلام أن الشعب الأردني الشقيق مازال يتعامل مع الأزمة بـ(الحكمة والرشد) في تعاطيه، رغم ما شاب هذا من احتكاك واشتباكات مع قوات الشرطة!
وقد رأيت في لقطات فيديو بعض المتظاهرين يسلمون على القوى الأمنية والشرطة قائلين: يعطيكم العافية، سامحونا نحنا حبايب!
المعول اليوم على الطبقة المتوسطة التي دخلت خط المواجهة وقادرة على التوازنات!
آخر الكلام: بكل صراحة الله يعين إخواننا وأشقاءنا في الأردن، فقد تحملوا هجرات ولجوء العراقيين والسوريين، وهي والله أعباء جسيمة، والأكيد أنها واحدة من الأسباب التي فاقمت الأزمة الاقتصادية في الأردن، لأن حجم المعونات ما كانت أبدا بحجم اللاجئين!
ما يشهده الأردن من وقفات احتجاجية ضد مشروع (ضريبة الدخل) ورفع أسعار السلع والخدمات (رسائل) استوعبها ولي الأمر وجار التعامل معها بحـنـكة وتجربة مدرسة الملك الراحل حسين بن طلال - رحمه الله.
زبدة الحچي: يعاني الأردن من مديونية حوالي 35 مليار دولار أميركي تشكل 96% من الناتج المحلي وتستطيع دول مجلس التعاون الخليجية أن تسدد هذه المديونية، فمن مصلحتنا القومية بقاء الأردن قوياً.
نحن مع دعوة الملك عبدالله الثاني للحوار، ويفضل ألا يتدخل آحد في الشأن الأردني، فهم قادرون على حل مشكلتهم من أجل الانتهاء من إلغاء مشروع قانون الضرائب الجديد وفق سيناريوهات المرحلة المقبلة.
هل تسقط حكومة هاني الملقي وتحل بدلها حكومة جديدة، أم تستمر الاحتجاجات وأنا أرى أن رسالة الناس وصلت الى السلطة؟
المشهد يحكمه الوقت في هذا الإضراب غير المسبوق في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية التي نأمل أن نراها دائما قوية، خاصة بعد أن جمّد الملك بحكمته كل الملفات التي سببت الأزمة!
من الكويت عاصمة الإنسانية نتمنى من القلب لإخواننا في الأردن الاستقرار والرخاء وحل كل المشاكل في هذا الشهر الفضيل وتقليص الضغوط على المواطن الأردني وزيادة مخصصاته وعدم المساس بحصته التي تنعكس سلبا على حياته المعيشية.
من الكويت تحية ودعوة لإخواننا في الأردن ولكل الأشقاء العرب، فالكويت لم تكن دوما إلا بلادا للعرب تعطي بلا منّة، ولعل ملف القضية الفلسطينية أقدمه خير شاهد على سطوري، والله يحفظ أمة العرب من أعداء العرب صهاينة الإنس!