[email protected]
كلنا مررنا بمرحلة التلمذة!
وكلنا طارت بنا الدنيا عندما علقت أسماؤنا على الحائط ناجحين!
من حق كل تلميذ وطالب متخرج أنثى وذكر أن يفرح وأن يتشارك مع أهله وذويه هذه المناسبة بالبهجة والوناسة، «لكن» بشرط ألا يثقل «جيوب» والديه بالطلبات والمتطلبات!
صار اليوم هناك «عُرف» غير مقبول وهو المبالغة في الاحتفالات، وأنا هنا أقولها بكل صراحة نحن مع الفرح والسعادة لكن غير مبرر ما تفعله إدارات المدارس، وأنا أتكلم هنا عن أهلي «الشعب الكويتي» الكريم، فهناك والله من يبالغ في الرسوم والملابس ومكان الاحتفال (قاعة وفندق واكسسوارات.. و.. و.. الخ)!
المرجو من وزارة التربية التدخل في هذا الموضوع، لماذا لا يكون الاحتفال بمسرح المدرسة أو طابورها؟! ولماذا الاستعانة بشركات إعداد الحفلات؟ ولماذا يتحمل الطالب مبالغ كبيرة؟ هناك بعض أولياء الأمور قادرون وهناك غارمون!
بساطة الاحتفالية ومعانيها أجمل بكثير من المظاهر الكاذبة وهذا «البرستيج» المزيف!
الله سبحانه وتعالى يفرحكم بعيالكم والنجاح في التعليم من أجمل مراحل العمر بالنسبة للطالب وأسرته.
ومضة: أعباء جديدة دخلت على «جيب المواطن والوافد» من خلال الاحتفال بالمناسبات، ولنأخذ مثلا المناسبات الطلابية مثل الاحتفال برأس السنة! العيد الوطني! أعياد الميلاد! وما عاد يفرح هذا الجيل ما كان يفرحنا من «بساطة» الاحتفاليات!
إنها مظاهر مكلفة ماديا للطالب المشارك، والأب أو الأم هما اللذان محاصران بمثل هذه المناسبات التي باتت تثقل الميزانية، وأتصور أن المدرسة وكل مؤسسات المجتمع المدني والإعلام عليهم الدور في التوعية، فما يهدر من «مال» كبير خاصة عند «عيالنا» من أبناء الديرة الكرام، الله يفرحكم بس من غير هدر وإسراف!
أعطيكم أمثلة ابنه تخرج أجّر صالة فندق أو إحدى الصالات في المناطق «ناجح في الثانوية»!
واحيانا يضاف لها فرقة عرضة او هبان او.. او.. او!
طبعا بوفيه احسب التكلفة تجدها زادت على 2000 دينار! اضافة الى وعد بالسيارة الفارهة والسفرة الأوروبية!
هذا للولد، أما البنت ففستانها واكسسواراتها وحفلها «فلكي»!
أحدهم يقول لي بالأمس: والله رصدت لوليدي 3500 بسوي حفل ما صار خل يفرح مع ربعه!
الله يحفظه، أقولها لك بصدق وشفافية أَدخِل المبلغ في حسابه وحافظ عليه من قادمات الأيام!
زبدة الحچي: يقول تعالى في محكم التنزيل: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
نهى الله سبحانه وتعالى وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف والتبذير وتجاوز الحد في المباحات، والله والله إن التبذير والإسراف الذي نراه اليوم في «احتفالية الطلاب» أمر مبالغ فيه وأولياء الأمور المقتدرون هذا لا يشكل لديهم عبئا، «لكن» هناك فئات وطبقات هذا أمر صعب عليها وتحاول أن تُجاري الواقع فتتعب!
عزيزي القارئ، ساهم معنا في التوعية المجتمعية بهذه القضية الحيوية الحساسة، فالكل عنده ابن او ابنة في المدارس والمناسبات صارت اكثر من أيام الدراسة ما يسبب كوارث في الميزانية مع «غول» الغلاء المستعر الآن!
آن الأوان لوقفة للدروس الخصوصية وتبعات النجاح من فعاليات وبرامج التخرج!
إن هذا راجع بكل صراحة لا تزعلون مني الى جهل المسرف بتعاليم الدين وأحكام الشريعة الإسلامية الغراء.. أوقفوا الإسراف والتبذير المنهي عنه ووفروا هذه الأموال لطالبكم «الناجح» لسنواته القادمة والتي ربما يكون فيها بحاجة الى الدينار!
مبروك لكل ناجح وناجحة ولجميع أولياء الأمور.. «الشق عود» خيطوا جيوبكم!
النعمة تبي من يصونها لا تيينا الحوبة!