[email protected]
فقدت مملكة البحرين الشقيقة شيخا وباحثا ومؤرخا وعالما ومربيا وناصرا للقرآن الكريم وأهله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، رحمه الله، والذي ارتبط اسمه دائما بالدين والدعوة والشريعة والعمل الخيري ومسابقات القرآن ودعم الأقليات ونصرة الدين والمسلمين في العالم وفي مشارق الأرض ومغاربها.
غيّب الموت شيخ الحكمة البحرينية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة (طيب الله ثراه ومثواه)، بعد حياة ومسيرة عامرة بالإنجازات.
قابلته بعد تحرير الكويت برفقة العم يوسف جاسم الحجي، أطال الله عمره في صحة وعافية وجزاه أعظم الثواب عما قدم لأمته من عمل خيري، وكان العم بويعقوب يحمل طلبا لفتح مكتب للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في مملكة البحرين.
وشدني أثناء لقاء الاثنين كيف هي علاقتهما الوثيقة خاصة ان العم يوسف الحجي يحمل «ذكريات» مع الشيخ عبدالله بن خالد تخص مرحلة عمل فيها العم بويعقوب في المملكة العربية السعودية ومدرسة التحق بها في شبابه بالبحرين.
لقد عاش الشيخ عبدالله بن خالد فترات الحكم في البحرين وهو «عميد» لرجالات البحرين وشاهد على تطورها عبر الزمان، وله من رفيع السجايا والمحاسن، فقد عايش أحداث البحرين منذ الاستقلال وما تبع هذا من مراحل متعددة، وكان دائما يتحلى بأجمل الصفات والألقاب والعقل والحكمة.
٭ ومضة: كان محبا لأمته الإسلامية والعربية والخليجية وكان له دوره الفعال إبان احتلال العراق للكويت عام 1990، فكل الوفود الكويتية التي قابلته او تعاملت معه تحتفظ له بعلو الهمة وإشاعة الطمأنينة في قضية الكويت التي تبناها كأنها قضيته الشخصية، وكل الوفود الخيرية التي قابلته بعد تحرير الكويت تثني على أخلاقه وجهوده ودعمه وتسهيله لكل الأمور التي صادفت أهل الكويت أثناء الاحتلال العراقي الصدامي البغيض.
٭ آخر الكلام: عمل في أكثر من وزارة وتحمل أكثر من مسؤولية ورغم جسامة هذه المسؤوليات فقد كان على الدوام المرجع في التاريخ والأصول والموسوعة التاريخية التي تستند اليها البحرين من خلال رؤيته العميقة للأحداث.
٭ زبدة الحچي: ولد الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في مدينة المحرق عام 1922 وتوفي في عام 2018، أي عمّر (96 عاما) قضاها في وظائف إدارية في الدولة خدم فيها بلده وشعبه، وتقلد أكثر من منصب ما زاده ذلك إلا تواضعا لأهله وناسه وشعبه، ونحن نشهد له بالعمل الدعوي الكبير عندما اختير وزيرا للعدل والشؤون الإسلامية ثم نائبا لرئيس الوزراء ورئيسا للمجلس الأعلى، وفرحنا جدا عندما أنعم جلالة الملك على الشيخ عبدالله بن خالد بلقب «سمو الشيخ» تقديرا لمكانته ودوره في خدمة البحرين وشعبه الوفي.
رحم الله سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الأديب والشاعر والمؤرخ والكاتب صاحب حس الخطابة والبلاغة المعروف بكرم أخلاقه ونبله ومعالجته لجميع ما يصادفه من أمور ومشكلات وعقبات بالحكمة والروية والدراية والخبرة.
والعزاء موصول لإخواني في جمعية خدمة القرآن الكريم بالبحرين الأخ إسحاق الكوهجي والأخ الأستاذ عبدالجليل الأنصاري والأخ عبدالغني القحطاني وجميع إخواني أعضاء مجلس الإدارة.
لا عجب إن أحبه أهلنا في البحرين ونحن نشاركهم هذه المحبة ونترحم عليه في هذه العشر الأواخر.
يبقى مصاب البحرين دائما مصابنا فهم أهلنا وعزوتنا، وإنا لله وإنا إليه راجعون، عظم الله أجركم يا أهلنا في مملكة البحرين وجبر الله عزاءكم.