[email protected]
الحج رحلة الرحلات..
والحج سفرة السفرات..
الحج رحلة فريدة في عالم الأسفار والرحلات..
ما أروعها من رحلة، مراحلها تأخذ بالالباب..
ما أجمل أن تكون في وسط المحرمين..
لابسا الاحرام الأبيض بين الحجاج والمعتمرين!
هل رأيت أكرم وأعز من رؤوس المحلّقين والمقصّرين؟
يا الله.. ما أجمل ركب الطائفين رجلا ونساء أو أطفالا..
يا الله وأنت تسمع تأوه الخاشعين المستغفرين المنكسرين!
يا لجلال الموقف وروعته وعظمته.. هناك تشاهد كيف تتساوى «الاخوة والوحدة» جلية ناصعة كالبدر..
وحدة في المشاعر..
ووحدة في القول..
ووحدة في اللباس..
لا عنصرية، ولا عصبية للون أو جنس أو طبقة..
من عبق الذكريات انني حججت أول حجة بصحبة أخوين كريمين، هما المهندس عبدالرحمن المطوع «بوفهد» - أمين سر جمعية احياء التراث الاسلامي لاكثر من ثلاثة عقود، وزير الأشغال السابق والأخ الاستاذ غازي فهد الهبلا الغانم «بوفهد» ومع الفهدين كانت أجمل حجة في سيارتي التويوتا عام 1978، وكانت مع حملة عامش المطيري وطلعت علينا الحجة بشيء بسيط من الدنانير لا اذكرها غير انني في العام الذي يليه سافرت مع شباب القادسية بحجة كُلفت 22 دينارا فقط لا غير، والعام الذي يليه كُلفت 37 ورجعوا مبلغ ستة دنانير، والله العظيم هذه أرقام صحيحة لأسعار الحجة سابقا اذا ما سميت «حملات الرصيف»!
والله الناس ما تبي بوفيهات وترف وكماليات زايدة تريد ان تلقوا كثيرا من الإضافات كي يصبح سعر الحجة بالمعقول لا يزيد على 1500 دينار «طيران وسكن واكل» بس بدون هذي البوفيهات والسيارات ونظام «VIP» الذي رفع اسعار الحجة الى سماوات فلكية صعبة حتى على الطبقة المتوسطة.
ومضة: عبق الذكريات في موسم الحج لا ينتهي خاصة مع التهليل والتسبيح والتكبير والطواف والسعي وروعة المشاعر المقدسة في أجمل مظهر من مظاهر التقوى والخشوع ورقة المشاعر.
سبحانك يا رب «أعط كل طالب حج وعمره رغبته»!
ويا رب حقق لكل هؤلاء الذين قدموا اليك من كل فج عميق ما طلبوا وما دعوا وما توسلوا.
آخر الكلام: أنت الذي قومت ميزان الورى
ومحوت ظلم العدل في الميزانِ
أسيت ايتاما كفلت اراملا
اسعدت محروما رحمت العاني
انقذت مسكينا حميت مشردا
استعفت مكروبا هديت الجاني
صلت عليك النّيّرات وسلمت
يا رحمة بعثت من الرحماني
زبدة الحچي: كل القلوب تتجه الى «عروس الرمال» هناك حيث هبطت «اقرأ» ونزل بها الروح الأمين على قلب سيد المرسلين.
دعونا جميعا نلبي ونبتهل ونلعلع بملء الفم بـ«لا إله إلا الله، محمد رسول الله».
ما أعظم الحج في مظهر التوحيد، وما أجمل «إبهاج الحاج» بما يثلج صدره ويناسب مزاجه.
كلمات الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية مليكا وولي عهد وشعبا من كل حجاج بيت الله الحرام على ما قدموه وبالله التوفيق والتكلان فهو الذي يجيب الدعوات ونردد معا:
لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك
ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
أيها الحجاج في كل مكان قولها وامنوا: اللهم تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلك سخيمة صدري.. يا أرحم الراحمين.
حــج مبـرور وذنـب مغفـور ان شاء الله.