قد يتبادر الى ذهن قارئي الكريم، وعيناه تتفحصان عنواني «أخبار النساء» ما يقوده الى سوء الظن بي فيقول ما بال «أبا مهند» يتتبع أخبار النساء؟
وقارئي العزيز معه كل الحق في السؤال والتساؤل، غير ان عقلي انجذب تأثرا بكتاب «ابن قيم الجوزية» صاحب مؤلف: «اخبار النساء في التاريخ العربي» الذي قرأته يوم السبت الماضي ونمت بعد ان افرغت صفحاته واستوعبت معانيه، وما ان أمسكت القلم حتى وجدتني اخط العنوان لآخذكم في جولة ممتدة عبر التاريخ والحكايات والدراسات والطرائف والكتب في عالم الحريم.
وانا مازلت والله اذكر استاذ التاريخ والجغرافيا في مدرسة القادسية المتوسطة وهو يقف غاضبا وتعلو محياه جهامة غضب خاصة وله شنب يضاهي هتلر وكنا نطلق عليه اسم «رويشد» ولا اذكر لم كنا نطلق عليه هذا الاسم الذي يحمل تصغيرا ولا ارضى اليوم بالاستهزاء بالمعلم وانما على الدوام توقيره لمنزلته ورسالته، واعود لاستاذنا رويشد وهو يقول: تذكروا عني هذا الكلام احرصوا على زواجكم من المرأة الصالحة لان سقراط قال اذا رزقك الله بامرأة صالحة، اصبحت اسعد مخلوق على وجه الارض، واذا كانت شريرة، صرت فيلسوفا، وانا امامكم ثم يضحك ههه هاي اي والله قاتل الله شر النساء اينما كن!
استراحتنا هذه المرة عن احلى نصف في عالمنا الرجولي وعلى بركة الله نبدأ.
المرأة.. وابن قيم الجوزية
رحم الله فقيه الحنابلة أباعبدالله شمس الدين محمد بن ابي بكر بن ايوب بن سعد بن حريز الزرعي نسبة وذلك نسبة زرع «إزرع اليوم» في منطقة حوران والمعروف بابن قيم الجوزية لان اباه كان قيما على مدرسة الجوزية بدمشق، من علماء القرن الرابع عشر الميلادي الثامن الهجري وقد تتلمذ على الامام ابن تيمية يردد افكاره ويشاركه الرأي وكان متشددا قاوم الفلاسفة من نصارى ويهود وقد قال ان ثواب الجنة ابدي وعذاب النار مؤقت.
وعالمنا الجليل ابن الجوزية في مؤلفه الرائع يدخلك في اوصاف النساء والعشق والغيرة والوفاء والقدر غير انني والله وقفت طويلا في باب خلق النساء حيث اجاد رحمه الله وصف النساء فهو القائل: ان المرأة الرمجلة هي الضخمة والمسبحلة ما زاد ضخمها ولم تقبح، وان كانت طويلة فهي سبطة وعيطبول وان كان لها من الحسن فهي قسيمة.
لذا يحق للمواطن الكويتي ان يقول: اللهم ارزقني القسيمة والقسيمة؟ اي ارض الحكومة والمرأة ذات الحسن والجمال.
واذا زاد بطلب الرعبوبة فهي البيضاء، وخود اي جميلة الوجه واذا ارادها عظيمة العجز فهي رداح اما الخدلجة فهي ممتلئة الذراعين والساقين، وضحكت طويلا لان اخي ابا شميش مرة قال اريد «المرمادة» التي اكتشفت من ابن الجوزية انها السمينة التي ترتج من سمنها اما الوهنانة فهي الفتور عند القيام لسمنها وعندما طلب «بوحمود» من اوصاف الزوجة «عرهرة» عرفت انها عظيمة الخلق مع جمال.
واتذكر انني سألت اخي مؤيد فتحي العامل في الهيئة الخيرية لم حتى الآن لم تتزوج وقد قاربت العقد الرابع فقال: عندك زوجة شموع، خفرة وخريدة، حصان، بنون، نزور، مذكار، مئناث، منجاب، مقصدة، مسبطرة، رتكة، أملود؟
وبعد رجوعي لشيخي ابن قيم الجوزية عرفت ان طلبه موجود في الدنيا في شعوب الواق واق واليكم ترجمة ما طلب:
-
شموع: اللعوب الضحوك.
-
خفرة وخريدة: حييه من الحياء.
-
حصان: عفيفة.
-
بنون: كثيرة الولد.
-
نزور: قليلة الولادة.
-
مذكار: تلد الذكور.
-
مئناث: تلد الاناث.
-
منجاب: تلد النجباء.
-
مقصدة: التي لا يراها احد إلا اعجبته.
-
مسبطرة: الجسيمة.
-
رتكه: كثيرة اللحم.
-
أملود: الناعمة.
-
والله انني قعدت اضحك من كثرة المسميات للنساء.
امرأة بشوارب
تجتهد الكثير من النساء ويتنافسن على من تستطيع ان تجعل زوجها كالخاتم في اصبعها، او ان يكون ذلك الزوج المسكين بلا ارادة ولا شخصية، فيسعدها ان تخلق من قوته ضعفا، وجرأته خوفا، ومن قوامته انكسارا، وتتباهى بهذا وتشعر بلذة الانتصار رافعة احدى يديها لزميلاتها وتؤشر باليد الاخرى قائلة: جعلته مثل الخاتم باصبعي، لا يشك خيطا بابرة الا بأمري، ولكن المسكينة لا تعلم انها بهذا اضاعت الكثير وانا هنا اخاطبها قائلا: يا اختي انك من المسلمات المؤمنات بالله، وان كنت حقا كذلك فلابد لما في القلب ان يصدقه العمل والا لكنت تدعين هذه الصفة العظيمة، فالله سبحانه قد امرك بطاعة زوجك لتأتمري بأمره وتنتهي بنهيه في حدود الحقوق الزوجية قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم) سورة النساء: 34.
هذا الكلام جزء من سطور في كتاب بعنوان: «للنساء اسرار السعادة والشقاء» للكاتب د.أمل محمد زكريا الانصاري، وهي بحق لها من الاسلوب الطيب في العرض ما تجعل معه قارئها لا يملها لانها تفهم طبيعة المرأة خاصة.
وتواصل قائلة: من قال ان المرأة مظلومة؟ العكس هو الصحيح، فلو نظرت المرأة في جميع الاديان فلن تجد اعظم من الدين الاسلامي انصافا لها، بل اعطاها حقا تحسدها عليه الاخريات، وان الله هو الذي اختار القوامة للرجل وليس هو من اختارها لنفسه، والقوامة التي اختارها الله للرجل لا تأتي من باب التحقير للمرأة بل من باب الرحمة والحكمة والرعاية والكد والانفاق وتحمل المسؤولية، والعنوان له دلالته يا رجال!
ناقصات عقل ودين
هل هن ناقصات عقل ودين؟
هذا العنوان المثير للنساء هو كتاب لأستاذنا محمد سلامة جبر الذي حين سئل عن تذمر النساء من وصفهن بنقصان العقل والدين رغم ان بعضهن قائمات بأمر الله فقال: هذا عند كثير من الناس إشكال، وما هو بإشكال عند من ارتضى حكم الله ورسوله وتلقاه بالقبول، فإن أدرك الحكمة من الحكم فبها ونعمت، وان غمّ عليه الأمر سلّم وفوض أمره إلى الله.
والحق ان المسألة في حاجة الى بيان واضح وصريح، وعلى الناس ان يرتضوا حكم الله ورسوله ويسلموا له، وهذا كما قال تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) النساء: 65.
والحديث الوارد في هذه المسألة متفق على صحته، ولا يجرؤ مسلم على تضعيفه أو رده، ومن اتبع هواه سلك طريق التأويل متعسفا فضلّ وأضلّ. ونص الحديث كما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى، ثم انصرف فوعظ الناس فأمرهم بالصدقة فقال: أيها الناس تصدقوا» فمر على النساء فقال: «يا معشر النساء تصدقن، فإني رأيتكن أكثر أهل النار».
فقلن: وبم ذلك يا رسول الله؟
فقال: «تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء».
وفي رواية أخرى: قلن «وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله؟!».
قال: «أليس شهادة المرأة منكن مثل نصف شهادة الرجل؟».
قلن: «بلى».
فقال: «أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟».
قلن: «بلى».
قال: «وذلك من نقصان دينها».
قلت هذه اشارة لها دلالة.
قلت: قوله صلى الله عليه وسلم «شهادة المرأة منكن مثل نصف شهادة الرجل».
وقوله: «حاضت لم تصل ولم تصم».
هذا منه بيان للنقصان المذكور بالقدر الذي تطيقه عقول النساء وعامة الرجال، وإلا فإن حقيقة النقصان أبعد من ذلك وأعمق غورا لأن حكمة النبوة تقتضي أن يخاطب الناس على قدر عقولهم.
ولو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط القول لهن مبينا اختلاف الفطرة والطبع بين الرجال والنساء وتباين القوى العقلية والمشارب النفسية والاستعدادات العصبية الموجبة للنقصان المذكور لما أدرك النساء حقيقة الرد ووقعن في حيرة يتنزه عن التسبب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا لا ينفي ان يكون من مظاهر نقصان العقل النسيان ومن نقصان الدين ترك الصوم والصلاة حال الحيض.
حرية المرأة
ما أرجوه من كل امرأة، هو ان تتأمل في نفسها، وتتفكر معي قليلا بهدوء وموضوعية وتجرد: هل تشعر حقا بالحرية حين تقيم علاقة غير شرعية مع رجل.. يملك أن يتركها ساعة يشاء.. ولا يلزمه تجاهها أي شيء.. أم حين تكون هذه العلاقة مع زوج لا يملك أن يتركها إلا بعد أن يؤدي لها حقوقا كثيرة.. قد يستمر بعضها الى المستقبل (مثل النفقة)؟
هل تشعر بالحرية حين تجلس وسط مجموعة من الرجال.. أم حين تكون وسط مجموعة من النساء؟
هل تجد الحرية في أن تكون ملزمة بالعمل من أجل الإنفاق على نفسها وأولادها.. أم حين يكفيها هذه النفقة وذاك العمل.. أب أو أخ أو زوج أو ابن عم أو خال..؟
هل تمتلك الحرية حين يتهددها خوف.. أو يحيط بها فزع.. أو يواجهها خطر.. أم حين تكون آمنة مطمئنة؟
هل تعد حرة حين تمتد أيدي الرجال من حولها الى مالها.. أم حين تملك هي وحدها حق التصرف في مالها.. فلا يحل لأحد أن يأخذ منه شيئا إلا بطيب نفسها؟
هل الزوجة حرة حين يسومها زوجها صنوف العذاب.. أم حين يُمنع عن إيذائها، ويحال بينه وبين الإساءة إليها؟
هل الزوجة حرة حين يكون زوجها عبوسا، فظا، متبلدا، بخيلا، مهملا لها.. أم حين يكون بشوشا، رفيقا رقيقا، سخيا، مهتما بها؟
هل الزوجة حرة حين يكون مالها يتيح المجالات أمام زوجها لخيانتها، أم حين تسد السبل أمام هذه الخيانة؟
هل المرأة التي تمارس التدخين فتسبب لنفسها أضرارا صحية بالغة حرة؟ أم التي تحفظ نفسها وصحتها وجمالها وأولادها من هذه الأضرار؟
كانت هذه التساؤلات الجميلة من أستاذنا الإعلامي الكبير الأستاذ محمد رشيد العويد في مقدمة كتابه «من أجل تحرير حقيقي للمرأة» والذي أتمنى ان تقرأه كل بنات حواء لشموليته لمعنى الحرية والذي استطاع بأسلوبه السلس ومصداقيته من خلال حرفية معرفة الواقع المعيش ما بين الأزواج والزوجات وتعدد الآراء وما ختم به ليكون درسا بليغا للرد..
«ان حرية المرأة الغربية حرية وهمية، لأنها لم تمنح المرأة في الحقيقة المساواة بالرجل إلا بعد أن جردتها من صفاتها الأنثوية، وحريتها الأنثوية، وحقوقها الأنثوية، لتجعل منها كائنا أقرب إلى الرجل.. إنها حرية الغني الذي سعى للمساواة بالفقراء وحرية ساكن الجنة الذي سعى للنزول إلى الأرض».
وهل هناك أحسن من هذه الخاتمة للرد على التساؤلات المطروحة لعل نساءنا وبناتنا يرجعن الى الحق وتنشرح صدورهن لطاعة الرب واتباع نهجه القويم، اللهم آمين.
غيرة النساء
اكيد غيرة النساء موجودة الى ان تقوم الساعة ولكن السؤال ايهما اكثر غيرة النساء ام الرجال؟ هذا سؤال قد يتبادر الى ذهن قارئ من الرجال بل ويزيد في التساؤل ايهما اشد غيرة الرجل ام المرأة؟ في الحياة انا شخصيا وجدت ان بعض الرجال اعنف واشد في غيرتهم بل فيها افراط زائد عن الحد واما غيرة المرأة على الرجل فلا تبلغ، وان زادت عن الحد، مبلغ غيرة الرجل لان المرأة تعلم ان الاسلام شرع للرجل الزواج من اربع من النساء، في حين هي تعلم انها ملزمة بزوجها وزوجها فقط لذا هي للحلم اقرب في قضية الغيرة.
وموضوع الغيرة شائك ومتفرع وموضوع يهم الجميع نساء ورجالا وهو داخل في كل اسرة فليست الغيرة حكرا على الازواج والزوجات انما تمتد الى الابناء وتصل للاحفاد، وفي الكويت غيرة غير عادية بين الحكومة ومجلس الامة وبين مجلس الامة والمجلس البلدي والغيرة وصلت، والحمد لله، الى الوزارات والشركات، فمادام هناك بشر وانسان هناك غيرة مذمومة وهي كثيرة وصورها لا تعد ولا تحصى، وغيرة طيبة على محارم الله والوطن والمسلمات والثوابت فالغيرة كما يقولون: سلاح ذو حدين، لها محاسنها ولها مساوئها، غيرة حلوة ترتقي بالانسان واخرى مذمومة تحطم وتدمر وتصيب صاحبها بالهوس والجنون ولا جدوى لمن يغارون.
خير الامور الوسط كما يقولون، لذا ارى ان يبدأ كل اب في بيته بدراسة بواعث الغيرة ودوافعها وألوانها حتى لا تنتقل من اطفاله الى المحيط المجتمعي بكل المراحل العمرية، فوالله ليست مقصورة على النساء وان عرفن بها، فكيف نطفئ نيران هذه الآفة الشيطانية؟
لا داعي ان ننكر عدم وجودها فهي بيننا نساء ورجالا وحتى اطفالا، وعلينا ان نحولها من مسارها الخاطئ الى مسار صحيح تدفع وترفع قدر صاحبها الى ما فيه خيره وعلينا ان نصحح ما يقوله الناس: الغيرة بكسر الغين في حين ان كل كتب اللغة تجمع على انها بفتح الغين وسكون الياء فلزم ان نقول دائما وابدا: الغَيْرةَ.
تذكروا الغيرة ليست خاصة بالنساء بل هناك غيرة يحبها الله ويرضاها واخرى يمقتها ويأباها ولنقرأ هذا الحديث ونتدبره خاصة النساء لان في الغيرة عندهن عجبا وقلقا دائما وخوفا متواصلا لفرط احساسها بضعفها الطبيعي وحاجتها الى رجل يحميها ويصونها ويقف الى جانبها، فعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه ان يكون اتى بعض نسائه، فجاء، فرأى ما اصنع فقال: أغرت؟» فقلت: وما لمثلي لا يغار على مثلك؟
فقال صلى الله عليه وسلم: «لقد جاءك شيطانك».
قلت: او معي شيطان؟
قال: «ليس احد الا ومعه شيطان».
قلت: ومعك؟
قال: «نعم، ولكن اعانني الله عليه فأسلم» اخرجه النسائي.
انني في هذه المساحة احذر الوالدين اللذين لهما اطفال رحمة بهم ان ينتبها فالدراسات الحديثة اثبتت ان كثيرا من الحالات الشاذة التي تتصف بالقلق والاضطراب الجنسي والتعرض للغيرة الحادة مردها الى اضطراب الغيرة مما يلمسونه من المواقف والمشادات بين الوالدين خاصة اولئك الاطفال الذين ينامون مع امهاتهم ويلحظون ما يحدث بين الوالدين من مغازلة او صياح حاد من الغيرة وهم يعتقدون ان اطفالهم نيام بل اطفالهم يتناومون في هذه المناسبات لطبيعة حب الاستطلاع عند بني الانسان، احذروا الغيرة فإنها قنابل موقوتة تكبر مثل كرات الثلج وسرعان ما تنفجر!
حكايات نسائية
طرائف وحكايات نسائية من التراث الكويتي الشعبي ترويها الاخت بزة الباطني وهي خلاصة تجارب ومواقف انسانية تتفاوت في طولها ومدى تعقيدها، تناقلتها الألسن من زمان بعيد، فغدت اليوم مضمونا لها سحرها وجاذبيتها تروى عبر الاجيال ومعظمها تتعلق بعلاقة المرأة بالرجل او المرأة بالمرأة اما او بنتا او اختا او قريبة او ضرة وعلاقتها بالرجل ابا او ولدا او زوجا او قريبا وأراها في قصصها وطرافتها قصصا واقعية تتكرر في احداثها وشخوصها وطريقة التعبير واعرض احداها متعة للقارئ.
ففي قصة دواء العشاق تورد بزة الباطني هذه القصة ذات العبرة، عشق رجل ابنة جاره، وكان هو ضعيف الحال وهي من علية القوم ولا سبيل الى الالتقاء بها، فاستبد به اليأس، وكانت هي على علم بما فعل به الغرام فأرادت ان تستغل عواطفه وشوقه اليها في مزحة سخيفة لو فعلها لقضي عليه، فقد قابلها صدفة عند باب البيت فقال لها:
-
ايا ذا الباب المقابل بابنا
-
اما عندكم للعاشقين طبيب
فقالت له:
-
بلى عندنا للعاشقين طب
-
وطبنا للعاشقين صعيب
-
حارب ابانا وصاحب كلبنا
-
وسر علينا سروة النجوم تغيب
-
وسوف تجدني من بين سبعة اخوتي
-
الورچ عالي والوساد هضيب
-
فإن قتلوك فما علي ملام
-
وان قدرت عليهم فأنت حبيب القليب
ففهم ما رمت اليه وادرك ان من تراهن على حياة ابيها واخواتها من السهل عليها فيما بعد ان ترخص به وبحبه وحياته، فابتعد عنها ونسي حبها.
ترى كم في هذا الزمان من هو مستعد لأن ينسى حبه وعشقه امام المخاطر؟
سؤال، الاجابة عنه موجودة عند بنات حواء، وشكرا للاخت بزة الباطني على هذا الاصدار الجميل والذي تعزز مفرداته قاموس اللهجة الكويتية.
نساء خالدات
الكاتب الاديب والمعلم الفاضل استاذي عبدالحفيظ عبدالسلام المشرف على الصفحات الدينية في الزميلة جريدة الوطن نصير للمرأة ومدافع نبيل عن امهات المؤمنين وهو يحمل سفرا عظيما حوى قصص النساء الصالحات وهو سفر بحق مميز من حيث الترابط والتسلسل في الاحداث ومشوق في فصوله يأخذ لب القارئ حال قراءته فيذهب به بعيدا من حيث الزمان والمكان فيعيش الجو القصصي كأنه رأي العين ولا يشعر بواقعه الا بعد الانتهاء من القصص وطي الصحف في سلسلة عظيمة توضح دور المرأة الصالحة على مر الازمان وضوح الشمس في كبد السماء بأسلوب استاذ الصحافة الدينية المعروف بانسيابيته وجاذبيته ليكشف لنا اللثام عن ارث عظيم في تاريخ المرأة المسلمة على مر العصور وزان الاصدار موضوعيته في تناول الجانب القصصي بدفء العبارة وتصوير الاحداث والبيئة متطابقة مع المنطق السوي ليذكرنا معشر الرجال بان النساء لا يقللن عنا فروسية ورأيا وبطولة وفداء وحكمة وحنكة وشرفا ومشورة وزهدا وتقوى وصبرا وبلاغة وفصاحة، عندما تقرأ كتابه «نساء خالدات» تتمنى ان تقبل هذا الفكر الرصين الذي عرض النساء وبراعتهن عبر التاريخ بمنتهى الشفافية ليعرف القارئ ان الشدائد تخلق بطولات، ففتح آفاق التكريم والعزة حتى اصبحت المرأة مثلا يحتذى.
واستطاع استاذنا «ابو محمد» ان يتنقل بنا من آمنة بنت وهب ام اليتيم المصطفى صلى الله عليه وسلم الى السيدة خديجة بن خويلد زوج النبي وام العيال رضي الله عنها الى زينب الكبرى الى زهراء بني هاشم وفاطمة بنت اسد الهاشمية الى حليمة السعدية الى «النورين» رقية وام كلثوم بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ام رومان بنت عامر الى صفية بنت عبدالمطلب، وهكذا متنقلا برشاقته في الكتابة الى بقية العربيات الكريمات.
عندما قرأت كتاب الاستاذ عبدالحفيظ عبدالسلام ايقنت انه يحسن الكتابة باسلوب ممتع والسهل الممتنع واكيد هذا الاصدار جاء نتاج خبرة سنوات العمل الصحافي وحظي بقبول ودعاء القراء وهو بلا شك عمل جليل وحسبه انه اجتهد في تحصيل مادته وصياغتها ليقدم لأمته كتابا يصلح ان يدرس في الكليات والجامعات وتوج الكتاب تقديم الشيخ احمد القطان خطيب منبر الدفاع عن الاقصى والذي أعتبره وسيلتنا لجعل الجيل المسلم يعرف الولاء والبراء ويعرف صديقه من عدوه، فهذه القصص والجهود تعتبر بمثابة طريق النجاة.
امرأة وأسد
جاءت امرأة في احدى القرى لأحد العلماء وهي تظنه ساحرا وطلبت منه ان يعمل لها عملا سحريا بحيث يحبها زوجها حبا لا يرى معه احدا من نساء العالم وشكت له طبع زوجها الخشن وغلظته معها.
ولانه عالم ومرب قال لها: انك تطلبين شيئا ليس بسهل لقد طلبت شيئا عظيما، فهل انت مستعدة لتحمل التكاليف؟
فقالت: نعم.
قال لها: ان الامر لا يتم الا اذا أحضرت شعرة من رقبة الأسد؟!
قالت: الاسد؟
قال: نعم.
قالت: كيف استطيع ذلك والاسد حيوان مفترس ولا اضمن ان يقتلني أليست هناك طريقة اسهل واكثر أمنا؟
قال لها: لا يمكن ان يتم لك ما تريدين من محبة الزوج الا بهذا، واذا فكرت فستجدين الطريقة المناسبة لتحقيق الهدف.
ذهبت المرأة وهي تضرب أخماسا بأسداس تفكر في كيفية الحصول على الشعرة المطلوبة فاستشارت من تثق بحكمته فقيل لها: ان الاسد لا يفترس الا اذا جاع وعليها ان تشبعه حتى تأمن شره.
اخذت بالنصيحة وذهبت للغابة القريبة وبدأت ترمي للاسد قطع اللحم وتبتعد واستمرت في إلقاء اللحم الى ان ألفته وألفها مع الزمن وفي كل مرة تقترب منه الى ان جاء اليوم الذي تمدد الاسد بجانبها وهو لا يشك في محبتها له، فوضعت يدها على رأسه واخذت تمسح بها على شعره ورقبته بكل حنان واخذت الشعرة، وما ان احست بتملكها للشعرة حتى اسرعت الى العالم الذي تظنه ساحرا لتعطيه الشعرة والفرحة تملأها بأنها الملاك الذي سيتربع على قلب زوجها والى الابد.
فلما رأى العالم الشعرة سألها: ماذا فعلت حتى استطعت ان تحصلي على هذه الشعرة؟
فشرحت خطتها وان بطن الاسد ثم الاستمرار والصبر حتى قطفت الثمرة.
حينها التفت اليها العالم قائلا: يا امة الله زوجك ليس اكثر شراسة من الاسد افعلي مع زوجك ما فعلت مع الاسد تملكيه، تعرفي المدخل لقلبه وأشبعي جوعه تأسريه وضعي خطة لذلك واصبري.
والسؤال: آه منكم يا بنات حواء قدرتوا على الاسد ما تقدرون على الرجل؟
صحيح ان كيدكن عظيم.
ألوان النساء
في العالم خمسة أنواع وألوان من النساء وهن:
العصبية: وهي التي تسعدها ابتسامة وتشفيها كلمة وتشفط بالسيارة.
الخيالية: وهي التي تسبح بخيالها فيما وراء الافق فيسعدها الخيال، وتشقيها مواجهة الحقائق وتجدونها تتأمل السواحل ومطاعم المطار.
العنيدة: وهي التي تركب رأسها حتى تتحطم «عندنا وايد في الكويت منها».
الساذجة: وهي التي تسيطر على عقلها الاوهام وتتلاعب بنفسها الاهواء وتصدق كل ما يقال وتنخدع بأحاديث ووعود الرجال وهي مقترضة من الدرجة الاولى وشريحة كبيرة منهن مسجونات بشيك دون رصيد.
الذكية: وهي التي تفتح قلبها في حذر وتنقل خطواتها في توجس وتحاول التوفيق بين حكم العاطفة ومنطق العقل وروعة الحب وهذه غير موجودة الا في القارة المفقودة اتلانتش وقوم يأجوج ومأجوج.
اما الاخيرة وهي من تأليفي فهي «البراقة والشداقة» اما البراقة فهي التي تصقل وجهها في الصالونات وتضع على رأسها او تحت حجابها برج روما المائل، اما الشداقة فهي كثيرة الكلام بفائدة وبغير فائدة وما اكثرهن في الوطن العربي وتابعو الفضائيات.
هل الجوكندا.. امرأة؟
حيرت لوحة الفنان ليوناردو دافنتشي المسماة «الجوكندا» بابتسامتها الغامضة المبهمة منذ القدم الكثيرين من مؤرخي الفن الذين اجتهدوا في سبر غور شخصية اللوحة أهي رجل ام امرأة، وقد سميت هذه اللوحة الفظيعة ردحا طويلا من الزمن «الحظية ذات النقاب الشف» ثم سميت موناليزا استنادا الى رواية احد نقاد القرن السادس عشر «جيورجيوفاساري» الذي لم ير اللوحة قط في حياته، فلقد زعم هذا دون أي قرائن انها موليزا جيرارديني من فلورنسا والزوجة الثالثة لفرنشيسكو دي بارتولوميودي زينوبي دل جوكدندو، ومن هذا اشتق اسم الجوكوندا أي المرأة ذات الابتسامة، ولكنني قرأت ان العديد من المؤرخين في تاريخ الفن يزعمون استنادا الى وثائق أكثر جدية ان صاحبة اللوحة هي كونستنتيزا دافالوس، دقة فرانكافيل، وقد رسمها ليوناردو تلبية لرغبة جوليا نودو ميدتشي.
والحقيقة ان اللوحة يكتنفها الغموض منذ ظهورها حتى اليوم لأن بعض المؤرخين يقولون ان ليوناردو لم يرسم الا نفسه بملامح نسائية متخيلا فيما لو ولد امرأة، أنا شخصيا أرى ان اللوحة لخالد شميس فلو ألبسناها غترة ونسفها بوشميس (چيرمبا) وهي بنسفة كويتية قديمة لعرفنا ان الجوكندا هي بوشميس الفلورنسي الذي عاش في القرن الحجري.
المرأة كما يريدها الإسلام
لعلي أختم هذه الاستراحة الانثوية بما طرحه نصير المرأة الدائم أخي فضيلة الشيخ خالد بن جمعة الخراز ـ رفيق الحج والعمرة والذي عهدته دائما ملما بالقضايا والمسائل الشرعية التي تخص النساء، ولعل مسك انتاجه المبارك من المؤلفات هذا الكتاب المسمى (المرأة كما يريدها الاسلام) والذي تبنته لجنة زكاة القادسية وهي اللجنة المباركة التي تهتم بتوفير العلم الشرعي لقطاع النساء.
لقد حظيت المرأة في القرآن الكريم والسنّة المباركة بالاحكام الخاصة بالنساء وللدلالة على هذه المكانة استعرض بعضا مما قاله سيد البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا» وقال صلى الله عليه وسلم: «انما النساء شقائق الرجال».
ومن يستعرض فهرس الكتاب فهو عامر بالموضوعات التي تهم المرأة والرجل في آن واحد وقد استعرض (أبو الحارث) وضع المرأة قبل الاسلام والمرأة في ظل الاسلام وعقيدتها والعبادات وكيف تتعامل مع نفسها ومع أسرتها ومجتمعها والعادات والآداب ثم أفرد للمرأة الغربية والواقع المر الذي تعيشه بالارقام وذيل الكتاب بتوصيات وخاتمة ببيت شعر:
-
كناطح صخرة يوما ليوهنها
-
فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
-
آخر الكلام: المرأة المرآة
-
قال أحد الشعراء
-
إنما المرأة مرآة بها
-
كل ما تنظره منك ولك
-
فهي شيطان اذا أفسدتها
-
وإذا أصلحتها فهي ملك
ديار المحبين
حمزة سجان راكان، وراكان زعيم العجمان، والاتراك وضعوا القيود في يد فارس العجمان راكان فتوجهوا براكان الى تركيا عن طريق البحرين فقال قصيدته الرائعة التي مطلعها:
- حمزة مشينا من ديار المحبين
- الله يرجعنا عليهم سلوم
- من الخداعة واحتيال الملاعين
- هيهات لو أني عرفت العلوم
- دعوة لقراءة أشعار الفارس راكان بن حثلين طيب الله ثراه.
شميسيات
بوشميس حكيم هذا الزمان الذي لم يتزوج حتى الآن سأل عن المرأة مع المرأة فقال ضاحكا: ضرة.
وعن امرأة ورجل فقال باسما: حب.
وعن زواجه شتاء أم صيفا فقال: بالمشمش؟!
القارات امرأة
افريقيا: قارة الكنوز الدفينة والارض البكر.
آسيا: تحوي سحر الهند وحكمة الصين وتقاليد اليابان.
أميركا: قارة غنية بالاموال والصناعات والرجال.
أوروبا: الانحلال يدب في أوصالها وصناع مجدها.
أستراليا: قارة منزوية تخشى المنافسة.
[email protected]