من «شبرة الخضرة» أعلن وزير التجارة أحمد الهارون أن وزارته لن تسمح لأحد بالتلاعب في الأسعار خلال الشهر الفضيل، من «شبرة الخضرة» وليس من أي مكان آخر، ولا أعلم سر اختيار الوزير الهارون لـ «الشبرة» تحديدا ليطلق منها تصريحه التحذيري، فلمَ لم يختر البورصة معقل تداول أسهم جميع الشركات بما فيها شركات الأغذية المتحكم الوحيد و«الحقيقي» في الأسعار وليس «حسين» أو «محمد» أو «مصطفى» باعة «الفجل» و«الرويد» و«البقل» في «شبرة الخضرة» حيث جال الوزير؟!
لِمَ لم يختر أن يطلق تصريحه من غرفة التجارة مثلا، بين الهوامير، أو من مبنى اتحاد الجمعيات التعاونية، بين مساعدي وأذرع الهوامير؟! لِمَ قام بزيارته المفاجئة على باعة الطماطم والخيار والبطيخ وليس على باعة الشركات المقفلة؟!
كان يمكنني شخصيا أن أصدق و«ابلع» قصة جولة الوزير المفاجئة لو انها تمت في أي مكان آخر عدا «الفرضة»، أما وقد اخترت يا سعادة الوزير الفرضة لتوجيه تحذيرك، فأنا على يقين بان الأسعار ستبلغ سماء لن تطالها أيادي كثير من المواطنين والوافدين الذين تعلقوا بأمل صرف الرواتب مبكرا الذي ألقاه زميلك وزير المالية مصطفى الشمالي ثم غيّب صوته بعد ان أطلق حلما وهميا وأغلق هاتفه النقال.
وبين تحذير وزير التجارة وتصريح وزير المالية استذكر جملة ساخرة قالها لي أميركي ذات مرة عندما اكتشف تجاوزا فاضحا في أحد المشاريع الذي كنت أعمل به قبل 14 عاما ولم يتخذ أي اجراء بحق المقاول، فقد فقال لي الأميركي وبعد أن انتهى التحقيق في التجاوز إلى لا شيء، «مرحبا بك في الكويت».
[email protected]