ذعار الرشيدي
في السبعينيات والثمانينيات صدرت سلسلة من الكتب الفكاهية الساخرة ذات الطباعة الرديئة وأتذكر منها «اضحك مع البخلاء» و«اضحك مع السكرتيرات» و«اضحك مع الحموات» وغيرها من الكتب التي يمكن ان تصاب بالغثيان بمجرد وصولك الى الصفحة الخامسة، وفي الصفحة العاشرة تصاب بحول و«زغللة» في العينين وبمجرد عبورك الصفحة السادسة والثلاثين تبدأ بفقدان الذاكرة، أما ان ساعدتك صحتك على إنهاء الكتاب فستجد انك دخلت في دائرة من الكآبة، ولاأعرف سوى ثلاثة من الأصدقاء الذين تمكنوا من إكمال قراءة كتاب كامل من تلك السلسلة البائسة أحدهم سافر الى أفغانستان قبل 20 عاما وانقطعت أخباره تماما ولم أعد أعرف عنه شيئا، والثاني زاملني في شركة البترول قبل ان يتقاعد طبيا بسبب اضطرابات نفسية، أما الثالث وهو أفضلنا فهو مرشح الآن لمنصب وكيل مساعد في إحدى الوزارات.
وهو ما حملني على التفكير بأن أقوم بتأليف كتاب على غرار تلك النوعية الرديئة وان يكون اسمه «اضحك مع الوكلاء» وأعتقد انه إذا لم تخيبني عقليتي التجارية فسيكون قنبلة الموسم، على ان أتبرع - في حالة نجاحه - بكامل ريعه لصالح «جمعية الوكلاء المجمدين».
وسيضم نكاتا حول الوكلاء المساعدين وعلاقاتهم بالوزراء والوكلاء والمدراء العامين وغير العامين والمراقبين وستكون الثيمة الرئيسية للكتاب هي «الوكلاء المساعدون المجمدون»، ولا أقصد أبدا منها الإضحاك بل الكشف عن هيكلية ادارية كويتية أصلية تصيب أكثر المصانع إنتاجا في العالم بالعقم الدائم وأبدأ بنماذج من الكشف الساخر.
معبد الوكيل المساعد
الوكيل: سعادة الوزير ليش قررت تجميد الوكيل المساعد الفلاني وما أحلته للتقاعد.
الوزير: لأنه يعرف بلاوي عن الوزارة لو بطل حلجه جان رحنا كلنا في 600 ألف داهية.
الوكيل: وشيفيد التجميد؟
الوزير: لو أحلناه للتقاعد خلص ما صار عنده خط رجعة وبيتحول الى شمشون ويهد معبدنا على رؤوسنا، بس التجميد يكون عنده أمل إني أنا انشال في الحكومة الجاية أو يدوروني ويجي وزير جديد ويفك حصار التجميد عنه، عشان جذيه يسكت الى ان يأتيه الفرج.
وكيل «ماجلة» الوزير
الديوان: يا سعادة الوزير الهيكل الإداري في وزارتكم لا يوجد به مسمى «وكيل مساعد لشؤون ماجلة الوزير» ليش معينين واحد بهالمنصب؟
الوزير: خير خير بنعدل.
الديوان (بعد 6 أشهر): يا سعادة الوزير ما يصير شنو سويتوا على موضوع وكيل الماجلة؟
الوزير: بنعدل مع الهيكل الجديد.
الديوان (بعد سنتين): وبعدين يا سعادة الوزير؟
الوزير: أنا عندي أسئلة برلمانية و5 استجوابات بس أخلص والله وألغي المنصب.
الديوان (بعد 4 سنين): سعادة الوزير.. سعادة الوزير.
الوزير: خير خلص شلنا المنصب المخالف.
الديوان: تمام يا سعادة الوزير بس يعني شنو معنى منصب «وكيل مساعد يمكن آي ويمكن لأ» اللي حاطينه في الهيكلية الجديدة.
الوزير: راجعوني بعد 4 سنين أحسن.
خاتمة الكتاب:
أنا لست مسؤولا عن أي «ملاقة» في هذه النكات أعلاه فهذا واقعي وواقعكم وواقع وزاراتنا منذ 40 عاما التي تنضح أوانيها بالملاقة.