ذعار الرشيدي
خلال يومين تمكنت وبأعجوبة من مشاهدة 5 أفلام أميركية حديثة أو على الأقل أعتقد أنها كذلك، ومنها فيلما taken وget smart، الأول ينتهي بمقتل شيخ عربي كان قد اشترى ابنة بطل الفيلم والثاني يصور العرب كطرف إرهابي «غبي»، وأبدا لم يثر استغرابي أن تتناول هوليوود العرب بصورتهم النمطية التي قولبتهم بداخلها منذ انطلاقة أول فيلم أميركي ناطق تناول العرب في فيلم «الشيخ» 1921، وما أثار استغرابي حقيقة هو اعجاب شقيقي اسماعيل بفيلم «taken» وكان هو من أشار علي بمشاهدته، رغم أن الفيلم يبعد عن المنطق كما تبعد «العبدلي عن الوفرة»، ويصور الفيلم الهش هشاشة «البقصم في كوب شاي ساخن» رجل الأمن الأميركي الخاص المتقاعد ورحلته في أصقاع أوروبا بحثا عن ابنته التي اختطفتها عصابة رقيق أبيض، وفي النهاية يشتريها شيخ عربي يتحدث العربية كما يتحدث بها «بشير» عامل المصبغة القريب من منزلي ويقوم البطل بقتله بطلقة في الرأس على يخته الذي كان في طريقه إلى بلده العربي.
مخطئ من يعتقد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر لها أي علاقة بالصورة النمطية التي تصور العرب بالإرهابيين السارقين المارقين الحاقدين على كل ما هو أميركي فالصورة تلك موجودة حتى في الأفلام العربية التي تصور الخليجيين مثلا كمهووسين بالجنس والمال، بل على العكس كان لتلك الأحداث الإرهابية التي هزت العالم أجمع دور كبير في تقريب صورة العرب والمسلمين إلى الآخرين سواء من أبناء العم سام وغيرهم، وظهرت أفلام تنصف العرب ومنها فيلم «تحقيق» لا أتذكر اسمه بالانجليزية ولكنه يروي التعذيب الذي تعرض له طالب سعودي في أميركا على يد محققين أميركيين لاشتباههم في أنه إرهابي وعلى الجانب الآخر يصور الفيلم تعرض سائحة أميركية لذات طرق التعذيب القذرة ولكن على يد محققين صينيين.
فيلما «سيريانا» و«المملكة» اختلفا عن أفلام هوليوود التي تناولت العرب كونهما طرقا وبقوة أبواب دول الخليج العربي، وسواء أعجبتك أو لم تعجبك الرسائل «الغبية» التي حواها الفيلمان إلا أنها في النهاية صورة لنا في أذهان كتاب هوليوود وهي لم تخرج كثيرا عن النمطية وإنما بشيء من التحسن.
ومن فيلم «الشيخ» الذي انتجته هوليوود في عشرينيات القرن الماضي حتى فيلمي «سيريانا» و«المملكة» وما بينهما من أفلام كالحصار لبروس ويليس ودينزيل واشنطن تجد أن اللغة العربية التي يتحدث بها شخوص تلك الأفلام لا تخرج كثيرا عن اللغة العربية التي يتحدث بها بشير راعي المصبغة القريب من منزلي، وهو ما يدفعني للاستغراب أكثر، هل يعقل أن شركة كوورنر براذرز أو كولومبيا أو يونيڤيرسال تدفع الملايين لإنتاج أفلام عن العرب ولا تتمكن من استئجار مدقق لغوي واحد يفرق لهم بين اللهجات.
رغم احترامي لما تقدمه هوليوود إلا أنني أعتقد أن عليها أن تتخلى عن لسان «بشير» لتتمكن من إقناعنا نحن العرب أصحاب الشأن والمسألة قبلهم.