ذعار الرشيدي
منذ الإعلان عن قبول استقالة الحكومة رسميا بل وقبل ذلك بأيام انطلقت بورصة أسماء الوزراء، وعلى مدار 4 أيام وصلني ما لا يقل عن 7 تشكيلات محتملة مطروحة في الدواوين، وجميعها صادرة من جماعة «مفتون بغير علم»، فهذا يضعونه وزيرا للداخلية وذاك وزيرا للإعلام وآخر للتربية، بل ومع كل تشكيل حكومي جديد تجد أن البعض يخترع وزارات جديدة كما أشيع قبل ثلاثة أعوام عن استحداث وزارة للرياضة، بل وإلغاء وزارة أخرى.
وبالإضافة إلى جماعة «مفتون بغير علم» نجد أسماء يقوم بإطلاقها أشخاص قريبون من دائرة صنع القرار ويقومون بترويجها على شكل تسريبات عن طريق الرسائل القصيرة التي لا تستهدف إلا هواتف الصحافيين النقالة.
ورأيي الشخصي أن الحكومة القادمة ستكون مفاجأة بكل المقاييس، بل لابد أن تكون حكومة مفاجآت منذ اليوم الأول لإعلانها.
اختيار أعضاء الحكومة الجديدة أشبه بالدخول في لعبة الروليت الروسي، فمهما أدرت اسطوانة المسدس السياسي في الكويت لابد ان تنطلق رصاصة الاستجواب عاجلا أم آجلا.
بل إن لعبة الروليت الروسية في الكويت هي أشبه بتعبئة اسطوانة المسدس بخمس رصاصات «لا رصاصة واحدة كما في الروليت الروسي» وترك السادسة فارغة ثم إدارة الاسطوانة وتوجيه الفوهة إلى رأسك لتكون فرصة إصابتك برصاصة استجواب بنسبة 5 إلى 6، بدلا من 1 إلى 6 كما في الروسي.
وبما أن بعض أعضاء مجلس الأمة الموقر يرفعون شعار «الاستجواب التام أو الموت الزؤام» فلا أرى بأسا من أن تقوم الحكومة القادمة بتلقيم اسطوانة مسدسها بـ6 رصاصات كاملة لتدخل اللعبة السياسية بذات الطريقة التي يلعب بها بعض أعضاء مجلس الأمة، ولتكن المواجهة الأخيرة.
لابد أن تكون الحكومة القادمة مفاجأة بكل المقاييس سواء على مستوى الأسماء الجديدة أو التدوير أو حتى استحداث وزارة جديدة وإلغاء أخرى كما يذهب جماعة «مفتون بغير علم».
كما ان الحكومة القادمة لابد أن تكون حكومة مواجهة لا حكومة تصريف العاجل من الامور كما مع الحكومة السابقة، لا نريد حكومة تفاهم بل حكومة مواجهة وقرارات وتنفيذ، حكومة لا تنظر إلى الوراء كلما عطس عضو مجلس أمة في بهو قاعة عبدالله السالم، حكومة قادرة على التنفيذ دون أن تنتظر إشارة الرضا من عضو أو عضوين قبل أن تنفذ ما هو موكل إليها.
حكومة تؤمن بحقيقة الفصل بين السلطات إيمانا تاما وتعمل به وتسير وفق هذا النهج.
نريد حكومة تمتلك رؤيتها الخاصة لا حكومة «قص ولصق»، حكومة تقدم خطتها الخمسية بجهدها وذاتها لا بجهود عصور خلت.
نريد حكومة تعرف أن الروليت لعبة حتمية في المشهد السياسي الكويتي، وأن المواجهة قدر لا خيار يمكنها أن تخرج منه بمجرد إرضاء كتلة وتطييب خاطر قبلية وطائفة.