ذعار الرشيدي
للأديب والصديق العزيز إبراهيم الخالدي خيمة أقامها بجانب منزله يسميها «الثامرية» ورغم تواضعها إلا أنها تجمع عادة نخبة من الشعراء والأدباء من الشباب و«الشياب» في الكويت، ويقدم فيها ما لذ وطاب من القهوة والشاي و«الزهورات» ومنذ سنوات لم أتشرف بزيارة «الثامرية» ولم تخطر على بالي تلك الخيمة الثقافية التي توازي في حجم ما تجمعه بليلة شتاء واحدة ما تفعله رابطة الأدباء من نشاطات في عام كامل، إلا عندما سمعت بنية فرق الإزالة هدم الخيام المقامة أمام المنازل رغم أن خيمة العزيز الخالدي يمكن أن يتم «تصفيطها» في 3 ثوان، إذ إنها بمثابة تعد «مموه» على أملاك الدولة، فلا هي بالديوانية ولا هي بالمخيم الصغير إنما هي بين هذا وذاك.
لست مع ولا ضد هدم الخيام، فالمخالفة برأيي مخالفة، والتعدي على القانون لا يمكن السكوت عنه مهما كان هينا، فنحن نريد دولة قانون لا دولة «حبة خشم وكيف الحال، كيفك أنت»، ولكن التوقيت القاتل وفي هذه المرحلة للإعلان عن تشمير أبطال الإزالة عن سواعدهم والحرص على الإعلان عن نيتهم هدم الخيام على صدر الصفحات الأولى للصحف المحلية بل الإعلان عنه في «كونا»، وإعلان النية بالبدء في عمل كهذا، وفي هذا التوقيت السياسي الحرج جدا «فالبلد مو ناقص»، لا أفسره إلا أنه جاء متعمدا وفي توقيت قاتل من أجل إلقاء طعم سياسي آخر سيقع في دائرته عدد من النواب، الذين سيصرخون رفضا ويطالبون بحلول لهذه القضية في محاولة منهم ـ كالعادة ـ لإرضاء ناخبي دوائرهم و«ليذهب الوطن إلى قلعة وادرين».
الصراخ حول قضية كقضية هدم الخيام وفي هذا التوقيت بالذات سيزيد من حجم غلة الصراخ التي نحصدها منذ 3 أشهر ونكومها في وسط دائرة البلد حتى انها تكاد تسقط فوق رؤوسنا، سياسة رمي الطعم متبعة وبشكل أعتقد انه متعمد وعلى الحكومة أن تتوقف، فما نكاد ننتهي من أزمة إلا وظهرت لنا أزمة أخرى لا تحتمل إلا الصراخ.
وفي الأخير أوجه نصيحة صغيرة إلى أعضاء لجنة إزالة التعديات الأفاضل: لا تهدموا «الثامرية» لسبب بسيط جدا وهو أن سهام قصائد الهجاء ستطولكم جميعا وعلى ايدي أمهر رماة الشعر في الخليج العربي الذين أدمنوا زيارة «الثامرية» وستخلد أسماؤكم في تاريخ الشعر الشعبي كأعداء للشعر والوطن والمواطنين، وأعتقد أن قصيدة هجاء واحدة تكفيكم، وأنتم في غنى عنها، وقبل أن تهدموا «الثامرية» اشرعوا في مخيمات الـ 5 نجوم التي تقام على أملاك الدولة، واسألوا أي «راعي تاكسي» وسيرشدكم إلى ثلاثة أو أربعة مخيمات من هذا النوع.. ودمتم.