بدأت علاقتي بها منذ كنا صغاراً، لم اتجاوز الـ 12 وكانت لا تزال في عامها الثامن، في عامها السادس عشر كانت بداية اول علاقة رسمية تربطني بها ولم تستمر سوى 8 أشهر، وكان ذلك في العام 1992.
وبعد فراق استمر 8 أعوام عدت اليها وكانت شابة ممتلئة بالحيوية بسني عمرها الـ24، واكملت معها حتى بلغت الـ38 من العمر اليوم، هذه باختصار حكايتي كصحافي عاشق مع حبيبتي «الأنباء».
***
تحتفل «الأنباء» هذا العام ببلوغها الـ38 من العمر، ومنذ ولادتها على يد الراحل العم خالد يوسف المرزوق وهي تنتهج خطا وطنيا واضحا، بل ونفسا كويتيا يملأ رئتيها منذ ان اطلقت صرخة عددها الأول في شارع الصحافة.
***
«الأنباء»، وليس مديحا لمؤسسة عملت فيها اكثر من نصف عمري المهني، كانت ولم تزل الاكثر اقترابا من الوطن من بين اخواتها في بلاط صاحبة الجلالة الكويتية.
***
مدرسة «الأنباء» الصحافية تقوم على ثلاثة مبادئ رئيسية: الاعتدال في النقل، ومصلحة الكويت، والاحترافية، وما من صحافي عمل في «الأنباء» الا وعرف كيف يجمع بين المبادئ الثلاثة، وما من صحافي تخرج في مدرستها الا وحمل معه مبدأ ان «الإعلام رسالة» وليس «وسيلة»، وكان شعار جميع رؤساء التحرير الذين تعاقبوا عليها حتى اليوم هو «ان الصحيفة تدخل بيوتكم.. فانتقوا ماذا تريدون ان يدخل بيوتكم»، فأصبحنا نحمل هم تلك الامانة معنا في كل يوم نحضّر فيه الصفحات التي سنقدمها للقراء في اليوم التالي.
***
38 عاما وهي تسير بخط ثابت وواضح ومتزن، ما اكسبها احترام الجميع، وجعلها واحدة من الصحف القلائل في الوطن العربي التي تنقل الخبر بـ«قدسيته» دون تدخل او تلوين او توجيه.
***
38 عاما من الثبات على المبدأ دون الحيد عنه، وقدمت خلال العقود الاربعة من عمرها رؤية وطنية وحتى في احلك الظروف واصعبها كانت تصر على السير على صراط الاعتدال بالحق، لذا لم تتلون يوما، بل لم تضطر يوماً للتلون.
***
اغلب المطبوعات في المنطقة العربية عرضة لـ«عملية التجوية السياسية» في بلدانها، ولكن «الأنباء» ولانها قررت ومنذ انطلاقتها ان تكون «ألماسا» فلم تزدها تلك العوامل الا صلابة وقوة.. ولمعانا.
***
عذراً.. فلم اكن أكتب عن صحيفة.. بل كنت اكتب عن حبيبة.
[email protected]